سيادة المفتي الجاهل
في بحث أعده "علي جمعه" مفتي مصر أفتى بأن طلاق المصريين لا يقع لأنهم ينطقونه بالهمزة وليس بالقاف فيقولون للزوجة "أنت طالىء" وليس "أنت طالق".
هذا الجاهل الجهول لا يدري أن "الأعمال بالنيات ولكل امرىء ما نوى" ويريد النصب والاحتيال اللغوي على الذات العلية، في هذا العصر العجيب الذي يستباح فيه كل شيء. هو يريد مخرجا سهلا لزوج طلق زوجته ولا يفتي مثلا بأن الطلاق لا يقع إذا ما كان اليمين قد وقع في نوبة غضب ودون ترو.
هكذا امتد الجهل في عصر الحمار الأعظم محمد حسني مبارك حتى شمل رموز الأمة. ولم لا وقد امتد مستنقع الجهل الديني ليغمر الأمة كلها بالجاهلات من طالبات وخريجات الجامعات المحجبات والمنقبات؟ لم لا وقد امتلأت شوارع القاهرة بذوي اللحى الذين لا يعرفون عن دينهم السمح سوى ما يظنون من أن اللحية رمز ديني، وأنها ليست سوى عادة مظهرية تافهة؟ لم لا ونحن نقرأ لكتاب الجهل والتخلف سبا لرجال عظام مثل طه حسين الذي وصفه أحدهم بأنه "طه حسين العلماني"؟ وكأن العلمانية سبة وليست من المبادئ الديمقراطية الراقية التي تفصل الدين عن الدولة.
"برطع فيها" يا حسني بن مبارك إذا ما كان هذا الجحش ظاهرة عامة في "عزبة أبوك"!