إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

هذه المقالات تعكس المأساة التي عاشتها مصر ابتداء بالدكتاتور الأول جمال عبد الناصر - الذي انتزع السلطة من سيده محمد نجيب - وانتهاء بالحمار المنوفي الغبي اللص محمد حسني مبارك. وأخيرا عملية تدمير مصر تحت حكم الصهيوني الحقير بلحة بن عرص المعروف أيضا باسم عبد الفتاح السيسي English blog: http://www.hegazi.blogspot.com

الجمعة، 23 يناير 2009

مقال فهمي هويدي


منتهى قلة الذوق
بقلم: فهمي هويدي

بعد رثاء القتيل ذهب وفد المعزين لتحية القاتل.. هذا بالضبط ما فعله رؤساء الدول والحكومات الغربية الذين اشتركوا في القمة الدولية التي عقدت من أجل غزة في شرم الشيخ يوم الأحد الماضي 17-1 إذ بعدما عقدوا لقاءهم هناك فإنهم لبوا دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت لزيارة "إسرائيل" حيث قضوا ليلتهم هناك وعقدوا مؤتمراً صحفياً عبروا فيه عن تفهمهم لموقف "إسرائيل" وحرصهم على الحفاظ على أمنها وسلامتها.

ماذا يسمى ذلك؟ يحتاج المرء لأن يمارس قدراً كبيراً من ضبط النفس لكي يختار الألفاظ المناسبة لوصف هذا التصرف الذي أحسبه يعبر عن منتهى قلة الذوق وعدم اللياقة بل أزعم أنه يعبر في الوقت ذاته ليس فقط عن احتقار للفلسطينيين وازدرائهم لكن ذلك الاحتقار والازدراء ينسحب على العرب جميعاً.

إن السادة الذين دُعُوا إلى مصر بمناسبة المذبحة الرهيبة التي شهدها قطاع غزة لابد أنهم سمعوا بعضاً عن أخبارها على الأقل أثناء تواجدهم في المنتجع المصري وإذا لم يكونوا قد تابعوا المظاهرات الغاضبة التي خرجت في العديد من العواصم الأوروبية رافعه صور القتلى والمشوهين وضحايا القنابل الفسفورية فربما شاهدوا على شاشات التلفزيون كيف انقضت القوات الإسرائيلية على شعب غزة الأعزل بعد أن حاصرته لأكثر من عام ونصف العام انتهت بحرمان فلسطيني القطاع من مقومات الحياة الأساسية من الوقود والطحين إلى الكهرباء والدواء .

وبعد ذلك صبت عليه نارها من البر والبحر والجو فدمرت أربعة آلاف منزل على الأقل وتسببت في تشريد نصف مليون شخص وأدت إلى قتل أكثر من 1300 مواطن بينهم نحو 450 طفلاً وإصابة وتشويه أكثر من خمسه آلاف شخص بينهم 300 في حالات خطره.

وإذا لم يكونوا قد سمعوا بالمظاهرات في بلادهم ولا شاهدوا شيئاً من صور المذبحة فإنني أتصور أنهم بعد أن جاءوا إلى مؤتمرهم في شرم الشيخ قد أحيطوا علماً بأن هناك حدثاً جللاً وكارثة إنسانية من العيار الثقيل وقعت ليس بعيداً عنهم في قطاع غزة بل لابد أن يكون خبر الكارثة قد نقل إليهم على الأقل في سياق الدعوة التي تلقوها للمشاركة في المؤتمر باعتبار أن وقوعها هو المبرر الذي استدعى عقد ذلك اللقاء على عجل.

ما أثار دهشتي أن الزعماء الغربيين الستة الذين لبوا دعوة أولمرت لم يشيروا إلى غزة بكلمة واحدة في المؤتمر الصحفي الذي رتب لهم في تل أبيب وكأنهم كانوا يقضون عطلة في منتجع شرم الشيخ استمتعوا خلالها بدفء وجمال المكان وكان كل هم أولئك الزعماء المحترمين في الكلمات التي القوها هو مغازله "إسرائيل" والتنافس في التعبير عن التضامن معها والحفاظ على أمنها وكأنها هي التي تعرضت للاجتياح والعدوان من جانب أهل غزة وكأن شرم الشيخ كانت محطة توقفوا فيها قبل أن يواصلوا رحلتهم إلى تل أبيب للتضامن معها لذلك لم يخطر ببال أحد منهم أن يجامل الفلسطينيين الثكالى أو مصر التي دعتهم ولا الأمة العربية المسكونة بمشاعر الغضب والسخط. الأمر الذي يثير سؤالاً كبيراً حول جدوى التعويل على هؤلاء في إمكانية اتخاذ موقف شريف ومنصف في الشأن الفلسطيني بوجه خاص.

بقى شق آخر في الرحلة لم يُعلََن عنه ذلك أن دعوة الزعماء الأوروبيون لزيارة تل أبيب لم يكن هدفها فقط استجلاب الدعم والتأييد الأوروبي لـ "إسرائيل" بعد كل ما فعلته في غزة (الدعم الأمريكي مضمون طبعاً) وإنما كان لها هدف آخر هو محاولة ضمان مسانده القيادات الأوروبية لـ "إسرائيل" في حالة رفع قضايا ضدها تتهمها بارتكاب جرائم حرب في اجتياحها لغزة وهو ما كشف النقاب عنه آلوف بن أحد المعلقين البارزين في صحيفة (ها آرتس) في عددها الصدر أمس الأول 19-1 الأمر الذي يعنى أننا دعوناهم لأجل غزة فأداروا ظهورهم لنا وذهبوا لدعم "إسرائيل" .
----------------------------------

تعليق
بقلم: محمد عبد اللطيف حجازي

فهمي هويدي ينتمي إلى القلة الباقية بمصر من الكتاب المحترمين، وقد ترك الكتابة بالأهرام بعد أن طفح به الكيل. أود هنا أن أضيف أن الرؤساء الأوربيين الأربعة الذين ساندوا إسرائيل بعد يوم واحد من استخدامهم للحمار المصري هم على وجه التحديد:
ساركوزي الفرنسي: يهودي لا يخفي صهيونيته وأحد عملاء المخابرات المركزية الأمريكية التي ساعدت في تزوير نتائج الانتخابات التي أوصلته للسلطة.
برلسكوني الإيطالي: يهودي لا يخفي تأييده لإسرائيل.
ميركل الألمانية: يهودية لا تخفي تأييدها لإسرائيل
براون الإنجليزي: لا يخفي العداء الإنجليزي التقليدي لكل ما هو عربي.

أما حمارنا المصري فقد استخدموا غباءه بكل ذكاء، حيث أنه فاق اليهود في حديثه الأبله عن ضرورة ضمان أمن إسرائيل، وأبدى عداء واضحا للمقاومة الفلسطينية وأسهب في شرح ضرورة الاستكانة للعدو الصهيوني الذي يراه صديقا. هذا الحمار العجيب يعتقد أن مجرد جلوسه بجانب ساركوزي الصهيوني تحت الأضواء يعطيه نفس القدر من الأهمية دون أن يدرك أن الزعماء الأوربيين وخاصة اليهود منهم يتندرون بغبائه فيما بينهم. ويبدو أنه يصدق مرتزقة إعلامه الهزيل وجوقة صبيان العوالم من المحيطين به. كفانا الله شر هذا الحمار إلى أن تتيسر سبل إزاحته عن أنفاسنا.

الثلاثاء، 20 يناير 2009

أكاذيب الحمار العجوز

بقلم: محمد عبد اللطبف حجازي

محمد حسني غير المبارك هو غلام أميركا وإسرائيل الذي يحاول جاهدا أن يمثل أدوار الرجال التي لا تناسبه ويصدق أبواق دعايته ومرتزقة إعلامه ويعتقد أنه سيتمكن من خداع الناس بادعاء أهميته الإقليمية وكيف أن رؤساء الدول يهرولون إلى شرمه بإشارة من إصبعه لكي يوجههم إلى ما فيه الخير لأهل غزة.

هذا الغلام العجوز جمع في شرمه كل حلفاء إسرائيل الذين صمتوا عن جرائم الحرب الإسرائيلية وهرولوا إلى شرم شيخهم ليجدوا مخرجا لإسرائيل التي باتت عاجزة عن تحقيق أهدافها ولم تتمكن من إسكات صواريخ المقاومة ليوم واحد طيلة الأسابيع الثلاثة التي قضتها في قتل الأطفال والنساء والمدنيين العزل وعدد ضئيل من أبطال حماس وبعض قادتها الذين قام الجواسيس بالإرشاد عن أماكنهم.

لو كان مبارك رجلا لفعل ما فعله الرجال مثل قادة فنزويلا وبوليفيا أو حتى قطر وموريتانيا. لكن مبارك جبان وأناني لا يهمه سوى الكرسي الذي يحميه من حبل المشنقة، وفي سبيله يبدد ثروة وجهد مصر ويحولها إلى دولة بوليسية عقيمة تستطيع حمايته ولا تستطيع حماية نفسها. بالعربي الدارج مبارك هذا "بيضان" وبالإنجليزي الدارج "عديم البيضان" أي أنه على سبيل المجاز قد تم استئصال خصيتيه لكي يصبح من أغوات الصهيونية، وليس مبارك وحده في ذلك، فهناك أغوات آخرون بالخليج وشبه الجزيرة والأردن الصغيرة. هؤلاء الذين يدورون في فلك سادتهم الصهاينة ويسرقون ثروات شعوبهم.

كان الحمار العجوز يظن أن سادته سيقضون على حماس فإذا بحماس تقف صامدة ويجبر أبطالها إسرائيل على إعادة ترتيب أوراقها وإعلان وقف إطلاق النار الذي دشنته حماس بعدد من صواريخها في رمزية بالغة القوة قبل أن تعلن أنها تعطي كلاب الصهاينة أسبوعا واحدا للجلاء عن غزة.

العجوز الخسيس يعجز عن حماية حدود مصر فتخترق إسرائيل مجالها الجوي وتعطي الأوامر للمخرف الهرم لكي يغلق معبر رفح ثم في النهاية تكلفه بتلك التمثيلية الهزلية وتسمح له بأن يدعي أن إسرائيل وقفت إطلاق النار استجابة لجهوده الفريدة فيعاد تلميع صورة العميل في أعين الجاهلين والغافلين. هيهات أيها الغبي فقد رفعت غزة الغشاوة عن أعين الجميع.

مبارك أيها الحمار الهرم متى تعلم بأنك قد انتهيت؟ وأن القاصي والداني ينتظر اليوم الذي يتم فيه دفنك أنت وعائلتك في صفيحة قمامة التاريخ. ولكن للأسف اتضح أن "غلاسة دين أهلك" لا يعادلها سوى جهلك المفرط وغباءك المستحكم.

الجمعة، 9 يناير 2009

مبارك أيها الحمار الغبي



بقلم: محمد عبد اللطيف حجازي

لست ساديا ولا أتحمل منظر حيوان ذبيح، لكنني أتمنى أن أرى لسانك يتدلى وحبل المشنقة يعصر رقبتك، فقد أضعت مصر ومستقبل أبنائها، وأضعت مستقبل العرب جميعا بعد أن سقطت من يد مصر راية الحرية والاستقلال.

تسألني لماذا أكرهك ويكرهك كل الشرفاء؟

من الذي ساعد صدام في محاربة إيران لحساب أميركا في الثمانينيات؟ ومن الذي أرسل جيش مصر ليحارب ضد صدام لحساب أميركا في 1991؟ ومن الذي جعجع ضد صدام حينما وقف وقفته البطولية ضد أميركا؟

من الذي يتخندق مع الصهاينة ضد المقاومة الفلسطينية فيمنع عنهم الدواء والغذاء؟ وعندما يأمره أسياده ويناولونه مبادرات الذل والخنوع يهرول بها إلى المحافل الدولية كالتلميذ البليد.

من الذي يحارب شعب مصر ويجند لنفسه 2 مليون جندي لحمايته من شعبه وضرب المظاهرات التي تود إزاحته؟ أليس من العار أن يحكم مصر العريقة حمار مثلك؟ ولماذا يكون حكمك أبديا وكل دول العالم المحترمة لا تسمح لرؤسائها بأكثر من فترتين، حتى لو كانوا أكفاء ولست منهم؟

من أنت على وجه التحديد؟ وماذا تمتلك من مقومات رجل الدولة؟ أنت عسكري جاهل جهول لا تدري الكثير عن الأمور الاقتصادية ومتغيرات القوى الدولية وكيفية الإدارة المعقدة والمتشعبة لدولة، لكي تنمو وترتقي فتوفر العيش الكريم لأهلها. كل ما تجيده هو نهب ثروة مصر وإحاطة نفسك باللصوص والقوادين والأذناب ممن هم على شاكلتك الكئيبة. ألا ترى نتيجة عملك أيها الغبي؟

لقد انتهى عمرك الافتراضي وأضافت كهولتك إلى سلبيتك فأصبحت لا تدري من أمرك شيئا. ارحل عنا قبل أن يفيض الكيل فيسحلك شعبك الذي طال صبره، ولن تنفعك أميركا أو إسرائيل، فكم تخلت أميركا عن عملائها وتركتهم لمصيرهم حينما جاءت نهايتهم.

ارحل لو كان لديك بقية من ضمير فكل يوم تقضيه بالحكم يؤخر مصر عاما آخر. ارحل وليأت من بعدك حكم ديمقراطي ينهض بمصر فمؤسساتها جاهزة والشرفاء متلهفون للعمل الدؤوب على إصلاحها. ارحل فقد سئم العدو والصديق وجهك الكريه وغباءك المستفيض وبلادتك المتناهية. ارحل أيها "التنح" فلا أحد من الشرفاء يريدك. خذ كل أموالك المسروقة ومعك سوزانك الحمقاء وجمالك الجحش واترك مصر للشرفاء الأكفاء يحكمونها وما أكثرهم.

الاثنين، 5 يناير 2009

مبارك الجبان الخائن لوطنه


مقال عبدالحليم قنديل بعدد صوت الأمة الذي تمت مصادرته
صادر نظام مبارك العدد الأخير من صحيفة صوت الأمة الأسبوعية المستقلة بسبب مقال عبد الحليم قنديل رئيس تحريرها
إليكم نص المقال :


نظام مبارك هو عار مصر، وهو الذي يذلها ويهينها ويدوس أهلها بنعال الأمن المركزي
بقلم: عبد الحليم قنديل

ليس صحيحا أن مبارك يسكت علي جرائم إسرائيل، أو أنه يقف علي الحياد، بل هو يحارب مع إسرائيل، ويأتمر بأوامرها، وينفذ ما يملي عليه بالحرف والفاصلة، وقد استقبل« ليفني» التي أعلنت الحرب من القاهرة، وبعد لقاء أسري مع الرئيس مبارك، نفس الرئيس الذي أهانته «ليفني» قبل شهور، ووجهت له اللوم والتأنيب في جلسة شهيرة للكنيست الإسرائيلي، ووصفت عمله في غلق «أنفاق غزة» بالرداءة، وبدت ألفاظها جارحة لرجل في ضعف عمرها، لكن مبارك ابتلع الإهانة كالعادة، ودعا ليفني للقاء خرجت منه مبتسمة، بينما وزير خارجية مبارك يسندها خشية التعثر علي بلاط القصر، وبينما وقف أبوالغيط إلي جوارها كالأرنب المبلول، كانت مجرمة الحرب الإسرائيلية تطلق النفير، وتلعثم أبو الغيط الباهت المرتبك، بينما بدت شجاعته الفأرية ظاهرة في رده علي حسن نصرالله، ونطقه بألفاظ وضيعة ضد السيد الذي جعل الأمة من شيعته، رغم أن أبوالغيط يعرف- والذين عينوه في منصبه- أن ظفر إصبع قدم سيد المقاومة يساوي رأس سيده.

وفي الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل عدوانها الوحشي علي غزة، وتهدم كل حجر، وتسعي لقتل كل البشر، كانت قوات مبارك تخوض الحرب ذاتها في القاهرة، وكأنها احتياطي استراتيجي للجيش الإسرائيلي، وتحول وسط البلد إلي ميدان فزع، تنتهك فيه الأعراض، وتدوس علي كرامة المتظاهرين من أجل كرامة مصر، وتختطف العشرات من الصحفيين والناشطين، وتتصرف كعصابة مأجورة، تحشر المختطفين في عربات الترحيلات، وليس لكي تذهب إلي سجن، ولالتنفذ أوامر اعتقال، بل لترمي خيرة شباب مصر في الصحراء، وبذات الطريقة الحقيرة التي تصرفت بها مع عبدالوهاب المسيري زعيم كفاية الراحل، ومع كاتب السطور قبل أربع سنوات، بعدها كانت قوات مبارك تكرر جريمة نابليون الذي دهس بخيله حرم الجامع الأزهر، وتدنس صحن الجامع العريق، وتضرب أنبل أبناء مصر بالنعال، وتعتقل القادة من منازلهم، لا لشيء إلا لأنهم قالوا ربنا الله، ولا لشيء إلا لأنهم أعلنوا براءتهم من جرائم نظام مبارك وعصابته، وهتفوا بسقوط مبارك كما هتفوا بسقوط إسرائيل.

نعم، فقد أضاءت نار الحرب ظلام القلوب، ومحت الالتباسات كلها، ومسحت بركة الدم الفلسطيني الغشاوات عن الأبصار، فإذا هي اليوم حديد، وإذا بنظام مبارك قد ضبط متلبسا بالعمالة لإسرائيل، وهي العمالة الموثقة بكلمات مبارك المتلفزة، والتي بدا فيها الرجل شائخا خائر القوي، وحرص علي طمأنة إسرائيل بأنه ينفذ الأوامر، وأنه لن يفتح معبر رفح بغير رغبة إسرائيل، وإسرائيل لا تريد الفتح الدائم لمعبر رفح، وهي تعرف أن المعبر هو شريان حياة غزة، وأنه كالنيل بالنسبة للمصريين، وأن غلق المعبر كردم النيل، وأن غلق المعبر هو المشاركة الميدانية المباشرة في دعم المجهود الحربي لحصار وقتل الفلسطينيين، وإرغام حماس علي الاستسلام، وهو ما لن يحدث، وحتي لو حملوا نظام مبارك إلي نعشه الأخير.

وربما ليس لدي مبارك حيلة في أن يفعل شيئا آخر، فهو يحكم مصر بالغصب، يحكم مصر بغير أدني قدر من الشرعية، يحكم مصر بالتزوير القبيح والفاجر، يحكم مصر كقوة احتلال بمليوني عسكري من قوات الأمن الداخلي، ونظامه يسرق الثروات وينهب الأصول، وليس عنده من فرصة للتصالح مع شعبه، فثمن التصالح أكبر من أن يحتمله، ثمن التصالح أن يخرج مبارك من القصر إلي قفص الاتهام، والذي يخاصم شعبه يعانق عدوه.

وهكذا انتهي أمر مبارك ونظامه، فليس له من ملجأ إلا إلي أحضان إسرائيل، وليس له من سبيل إلا كسب محبة إسرائيل طلبا لرضا واشنطن، ليس له من سبيل إلا أن يصادق إسرائيل ويعادي من تعاديه، وأن يخوض معها حربها التي صارت حربه، وأن يدفع نصيبه في دعم المجهود الحربي لتل أبيب، وهو يفعل ما يطلب منه بالضبط، يحمي سفارة إسرائيل وسفيرها خشية من غضب المصريين، ويغلق المعبر لخنق الفلسطينيين، ويصدر الغاز والبترول لإسرائيل، ويزود الجيش الإسرائيلي بطاقة النار اللازمة لقتل الفلسطينيين.

وموقف كهذا لايوصف بالصمت أو بالتخاذل، بل هو عين التواطؤ والشراكة الكاملة في الإثم والعدوان، وموقف كهذا لايصح أن ينسب لمصر، بل هو منتهي الإهانة والعداوة لمصر والمصريين، وقد بدت مصر متنبهة متيقظة لما يجري، واكتشفت بعفويتها العبقرية عداوة العصابة الحاكمة للوطن والناس، وخرج ملايين المصريين إلي الشوارع، رجالا ونساء، شبابا وشابات، ومن كل ألوان الطيف، وفي كل عواصم المحافظات، خرجوا يدافعون عن شرف مصر الذي أهانه مبارك، وجعلنا مسخرة العالمين.


والنظام المصري ليس وحده الذي انفضح أمره، فالنظام السوري أسوأ وأضل سبيلا، وكل الأنظمة العربية - بلا استثناء- خانت قضية الأمة، وجعلت القضية الفلسطينية موضوعا للمقايضة، وتعد إسرائيل بالسلام مقابل سلامة الحكام، وبقائهم فوق رقاب الناس ظلما وعدوانا، ولا قيمة لتفرقهم ولا لاجتماعهم، ولا لقممهم عقدت أم لم تعقد، فهم قبض ريح، وأعداء لله وللناس، وحظيرة خنزير أطهر من أطهرهم علي حد وصف صريح قديم للشاعر مظفر النواب، فلسنا بصدد عدو واحد هو أمريكا وإسرائيل، بل بصدد عدو مزدوج، وبصدد حرب مزدوجة، حرب بالسلاح ضد العدو الأمريكي الإسرائيلي، وحرب بالسياسة ضد أنظمة العمالة والقهر والتواطؤ، وأولها نظام مبارك الذي لايصح أن ينسب لمصر، بل ينسب لأعداء مصر والمصريين، فلسنا منه وليس منا، ويعرف المصريون عداوة نظام مبارك، يعرف المصريون أن شهداءهم وغرقاهم في عام واحد يساوون عدد كل شهدائنا في الحروب مع إسرائيل، ويعرف المصريون أن نظام مبارك هو الذي أهانهم وأذلهم وأكرههم علي ما يكرهون.

إن رمي نظام مبارك في مزبلة التاريخ هو الحل، وأن قضية فلسطين هي قضية الوطنية المصرية، وأن جرائم الشراكة مع إسرائيل هي أم الخيانات، وأن قطع يد كل متعامل مع إسرائيل هو أقدس حدود الله والناس، وأن تلويث اسم مصر بشراكة الحرب مع إسرائيل يوردنا موارد التهلكة، ويدنس علم مصر الذي أحرقه غاضبون في عواصم عربية، وتلك خطيئة دفعت إليها الخطايا، فليس علم مصر هو الذي يجوز عليه الحرق، وهو العلم المقدس الذي ماتت دونه مئات ألوف الشهداء دفاعا عن الأمة، بل الذي يستحق الحرق هو صورة الحاكم المغتصب لاسم مصر، فمصر ليست حسني مبارك، بل هي- بالضبط- في موقف العداء لمبارك ونظامه تماما كالعداء لإسرائيل.


لاسيادة لمصر ولاسيادة للمصريين مع بقاء نظام مبارك، فوجود نظام مبارك في ذاته أعظم إهانة لمصر، وأكبر اعتداء علي سيادتها، والضابط المصري الذي قتل علي الحدود برصاص فلسطيني غاضب مأزوم، هذا الضابط هو شهيد الخطأ، ويستحق مواساة أهله، والدمع علي دمعهم، لكن دمه ليس أقدس من دم عشرات من ضباطنا وجنودنا قتلوا برصاص إسرائيل علي الحدود، ولم يقم لهم نظام مبارك جنازة حارة ولا باردة، ولا حرك ساكنا، وصدرت الأوامر بدفنهم في سرية تامة، وتحت جنح الليل، ولم يذكرهم إعلام العصابة الحاكمة بحرف، لم يتذكرهم كلاب العائلة، ولا استدعوا أهاليهم للشهادة في التليفزيون، وكفوا علي الخبر ماجورا، فهم يعرفون العار الذي يدافعون عنه، ويعرفون أن عصابة الحكم هي المسئولة عن قتلهم، وهي الحقيقة التي يعرفها الشعب المصري المنهوب الثروة والمسفوك الدم، ويحلم
----------------------------

تعليق

بقلم محمد عبد اللطيف حجازي

بارك الله أو رحم ذلك الرحم الذي حملك يا عبد الحليم، ولعنة الله على ذلك الكلب الأجرب الماسوني الخسيس عميل الصهيونية وعدو وطنه، ذلك اللص الجبان المدعو محمد حسني مبارك.

مصرنا العزيزة غريبة الأطوار فهي لا تستطيع أن تنكر أنها أم اللص الجبان الحمار الجاهل الجهول محمد حسني البارك، كما أنها أيضا من حملت في رحمها أحرارا مثل عبد الحليم قنديل وفهمي هويدي وملايين الصابرين المرهقين الذين سلبهم القهر مؤقتا قدرتهم على مجرد الاحتجاج.

لا تيأس يا ولدي - نعم يا عبد الحليم، أنت في عمر ولدي الأكبر الذي أفخر بك وبه - لابد وأن تنجلي الظلمة ولا مفر من أن يلقى ذلك الكلب جزاءه. لن تحميه القصور أو كلاب الحراسة من حوله، وقريبا سيأتي يومه فالدنيا دوارة وعلى الباغي تدور الدوائر.

ها هو الكلب الجريح يعوي بين شرم الشيخ وألمانيا. عزرائيل يتروى، ربما لعلمه بأن هذا الخسيس يستحق استمرار الحياة والألم، ولن ينفعه 40 بليون دولار سرقها من قوت الشعب المصري وأودعها بنوك سويسرا. كنت أتمنى أن أرى عزرائيل يقبض روحه النجسة لكنني اليوم أتمنى أن تستمر حياته التعسة كما استمرت بشبيهه القذر آريل شارون. كلاهما من نفس الطينة وكلاهما يستحق نفس المصير. هذا هو عقابه الإلهي على كل ما اقترف من إرهاب في حق الآلاف بسجون التعذيب.

يا أبناء مصر، لا تأخذكم بهذا اللص الجاهل شفقة فقد أرجع مصر للوراء عشرات السنين، وأنشأ حكم المافيا الذي لن تستأصل شأفته بسهولة بدون ثورة شعبية لا ترحم، تشنق اللصوص بالميادين العامة.

الخميس، 1 يناير 2009

نطق الحمار فقال كفرا


بقلم: عبد الله الخياط
عاد الحمار أخيرا ليردد أكاذيبه وافتراءاته المعهودة، خطابه اليوم الملئ بالمغالطات والتجاوزات دليل علي فقدانه (أو فقدان من كتبه له) بالحس الوطني والإنساني بل والآدمي فمن كان يتصور أن رئيسا عربيا مسلما به ذرة من دين أو إحساس يتمادى في العمالة إلى حد أن يصرح بأنه سيستمر في حصار أخوة لنا رغم ما يراه ويستنكره العالم بأسره.
مرة أخرى يحمل المقاومة مسئولية ما يحدث وينسى دوره الرئيسي في التحريض على قتل أبناء غزة بدءا بتصريحه الشهير أنه لن يسمح بقيام إمارة إسلامية علي حدوده وكأن مصر قد أصبحت ملكية خاصة له ولأبنائه من الحيزبون المتصابية سوزي هانم ثابت، وانتهاء بقبوله لدولة يهودية فتح لها شرمه علي مصراعيه ليزيدوه إفسادا علي ما فيه من دعارة وفساد.
ومهما تنصل حزني مبارك من المسئولية عن ما حدث ويحدث من مذابح لأهل غزة ومن قبلهم إخواننا في العراق وأفغانستان ستظل دماء الشهداء شاهدة عليه (وعلى أمثاله من زعماء الاعتدال والخنوع) تطارده وتلعنه حتي يلقى وجه ربه ليقول له: اقرأ كتابك كفي بنفسك اليوم عليك حسيبا.
يا سيادة الرئيس كنت ومازلت عارا على كل مصري حر شريف وعلى كل عربي ومسلم وأنت تبدي بقولك ما أبديت وما تخفي في صدرك من حقد وضغينة علي كل ما هو نظيف نقي أعظم وأكبر. يكفيك تواطؤا وعارا أن تعلن ليفني بدء معاركها علي غزة من ديوان رئاسة جمهوريتك ( مصرنتناموا) البائسة في رداء من صمت مريب من وزير خارجيتك وكل أجهزة إعلامك المأجورة.
ما صلة مصر باتفاقيه بين الاتحاد الأوربي وسلطة فلسطين وقد انتهت فعاليتها عام 2006 وليست مصر طرفا فيها؟ أم هو تعمد التلفيق والتزوير؟ وأين هذا المخطط المزعوم لفصل غزة عن الضفة؟ أليس الانقسام قائم فعلا جغرافيا وعقائديا؟ أم يجب أن يكون رئيسها البهائي عباس لا بارك الله فيه هو من يمثل أمامك فلسطين وليست حكومة غزة المنتخبه شرعيا وبملء إرادة كل شعب فلسطين؟ أم أن شعار التزوير سيظل شعارك حتي تلقي الموت الذي لا مهرب منه؟ اتق الله واعلم أن لك يوم آت قريب، ثم كيف يمكن في رأيك أن تقوم الدولة الحرة المستقلة التي تحرص عليها ( علي حد تعبيرك) على أرض محتلة؟
تقول أنك لن تفتح المعابر حرصا علي الوحدة الفلسطينية وتفويتا لمؤامرة إسرائيليه وأنا أقول أنك ستفتحها رغم أنفك ورغم أنف حزب الليكود الذي ترأسه. ستفتحه صاغرا كما تفعل دائما وسيدخل المتطوعون والسلاح رغم أنفك ورغم أنف إسرائيل، ستفتحه دماء المصريين الأبطال حين تختلط بالدم الزكي الطاهر لأخوة المصير في فلسطين كما اختلطت في العراق وأفغانستان وكل الدول التي تآمرت وحلفاؤك عليها، أما الفخ فأنت غارق فيه من قمة رأسك إلى إخمص قدميك. نعم لا يستطيع أحد أن يزايد عليك خيانة وعمالة وتبعية وتواطؤا سوى إبليس.
نرجوك ألا تتحدث باسمنا فنحن لم نختارك ولم نختر حزبك - حزب الليكود - الوثني وإن قبلت التحدي فاجعلها انتخابات حرة نزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة والقضاء المصري وسنري هل يختارك الشعب أم يختار أصغر مواطن في أقصي حارة من حواري مصر، لقد انتهت صلاحيتك منذ أن سلمت مقاليد مصر إلي حزب الليكود ورجال أعمال أولادك فلا تكابر وارحل قبل أن ترغم علي الرحيل غير مأسوف عليك.جميعنا يعلم أن محافظة المنوفية مشهورة بجاموسها المنوفي المعتبر، ولكن ما كنا لا نعلمه أنها تفوقت علي جميع دول العالم في إنتاج أغبى البغال.

هذه المدونة

هذه المقالات كتبت على مدى ثلاثة عقود وهي أصلح ما تكون في سياقها التاريخي، فمثلا مقالي عن الحجاب المكتوب في ثمانينيات القرن الماضي يصف من ترتديه بضيق الأفق لأن تلك الغربان كانت أعدادها قليلة، أما اليوم فإن من ترتدي ذلك الزي السخيف لا يليق وصفها بضيق الأفق إذا ما كانت مكرهة على لبسه خوفا مما قد تعانيه من مشاكل في مواجهة الغوغاء الذين يريدون فرض هذا الزي الوهابي بالقوة بحجة أنه "فرض عين" أو أنف أو أذن، وأن من واجبهم تغيير المنكر بأيديهم مفترضين أن نساء القاهرة الجميلات كن كافرات في الخمسينيات والستينيات، وأن ذلك أهم من القضاء على حسني مبارك وعصابته ممن أودوا بمصر إلى التهلكة.


أرشيف المدونة الإلكترونية

من أنا

ملبورن, فيكتوريا, Australia
أنا واحد من آلاف المصريين الذين فروا من الدولة الدكتاتورية البوليسية التي يرأسها السوائم ولا يشارك في حكمها سوى حثالة أهلها من اللصوص والمرتزقة والخونة وينأى الأشراف بأنفسهم عن تولى مناصبها الوزارية.