إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

هذه المقالات تعكس المأساة التي عاشتها مصر ابتداء بالدكتاتور الأول جمال عبد الناصر - الذي انتزع السلطة من سيده محمد نجيب - وانتهاء بالحمار المنوفي الغبي اللص محمد حسني مبارك. وأخيرا عملية تدمير مصر تحت حكم الصهيوني الحقير بلحة بن عرص المعروف أيضا باسم عبد الفتاح السيسي English blog: http://www.hegazi.blogspot.com

الخميس، 29 سبتمبر 2016

بلحة العرص يترنح



زعزعة الاستقرار وإفقار مصر وشعبها هو أحد أولويات الصهيونية الأمريكية. يتم ذلك عن طريق مؤسسات دولية تسيطر عليها الصهيونية الأمريكية وبمساعدة العملاء الذين حكموا ويحكمون مصر. في أوائل التسعينيات، وفي عنفوان الهجمة الشرسة التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها على العراق، قام الدكتاتور محمد حسني مبارك - طبقا لتوجيهات صندوق النقد الدولي - بعملية تدمير ممنهجة للاقتصاد المصري عن طريق خصخصة شركات القطاع العام الحيوية وبيعها رخيصة لأذنابه بدلا من إصلاحها، وقام أيضا بإشراك الجيش المصري كمرتزقة في حرب الخليج.


 واليوم يقوم خليفة مبارك - ذلك المسخ البشري المدعو عبد الفتاح السيسي - باستكمال روشتة تدمير مصر عن طريق التطبيق المفاجئ لتوصيات (تعليمات) البنك الدولي برفع الدعم عن سلة ضخمة من السلع التي تضرب كل المصريين في صميم حياتهم اليومية، بدون أي تمهيد أو تدريج لتلك الكارثة الاقتصادية. لم تكن هناك أي ضرورة للاستدانة من البنك الدولي لو لم يبدد هذا السيسي الحقير الجبان كل ما كان بالخزانة المصرية على مشروعات عديمة الجدوى وباهظة التكلفة لدرجة وضعت مصر على حافة الإفلاس التام. تم كل ذلك بهدف تلميع صورة هذا الأخرق الجاهل بعد أن أصبح أضحوكة المحافل الدولية.


  أصبح الخلاص من السيسي (بلحة العرص) والحكم العسكري ضرورة وطنية. هذا أمر قادم لا محالة وفي القريب العاجل. تلويح بلحة العرص بنشر الجيش المصري خلال 6 ساعات تهديد أجوف، فالمتربصون به داخل الجيش أكبر عددا ممن اشترى ولاءهم بالمميزات المادية. ينسى هذا الحمار أو يتناسى أن جنود مصر جزء من النسيج الاجتماعي لشعب مصر. لو جاء ذلك اليوم الذي يتم فيه نشر الجيش المسلح في ربوع البلاد فإنه يكون يوم الفرج لأن السيسي نفسه يكون أول الأهداف. يبدو لي أن ذلك المعتوه قد عزل نفسه تماما عن نبض الشارع المصري فصدق أبواق إعلامه الهزيل وعاش في غيبوبة محاطا بالإمعات وأبواق الإعلام الأجوف التي تؤكد له مدى أهميته الوهمية.

الخميس، 22 سبتمبر 2016

من هو "بلحة العرص"؟

بلحة في نيويورك

بعد بحث مستفيض في تعليقات القراء على شرائط الفيديو التي يرفعها النشطاء السياسيون على موقع "يوتيوب" الشهير، اتضح لي أن "بلحة العرص" هو الاسم الكامل الذي اختاره النشطاء للسيد عبد الفتاح السيسي. وطبقا لهؤلاء النشطاء  يكون اسمه الأول "بلحة" والاسم العائلي "العرص". بصراحة هذا اختيار موفق واسم على مسمى يليق بهذا الخسيسي التآمري الجاهل. وكلمة السيسي بالإنجليزية هي Sissy  وتعني "رجل مخنث" أو بالعامية الدارجة "خول" وهو وصف أو تشبيه يليق بطريقة إلقاء السيسي لخطاباته السخيفة التي يلقيها على حشد من العسكر أو المدنيين الذين تنتقيهم مخابراته، معتقدا أن المصريين جميعا أغبياء لا يفقهون، ولا يرون المستقبل الحالك إذا ما استمروا في الخضوع لحكمه العسكري الذي أوصل مصر إلى ما هي عليه الآن من الإفلاس والضياع والهوان.

قد يعترض البعض بالقول بأن ذلك الرجل الآن "رئيس جمهورية" يجب احترامه، وأنا أرد بأنه ليس رئيسا حقيقيا للجمهورية، بل هو نصاب مغتصب لمنصب لا يستحقه ولا يستطيع القيام بواجباته ومسئولياته، لأنه لا يمتلك العلم الذي يمكنه من ذلك، وأنه يسير بمصر سريعا إلى منحدر أو مستنقع خطير. هذا الحمار جهول غير كفء ولا يفقه في كيفية إدارة دولة بأكملها. هو مجرد ضابط جيش فارغ أجوف يعتقد أنه قد حصل على ترقية إضافية من قائد عام للقوات المسلحة بدولة مصر إلى رئيس جمهورية مصر. إذا علمنا أنه لم يكن على معرفة بالعلوم العسكرية الحديثة التي تمكنه من قيادة جيش مصر، فإن المصيبة أعظم إذا ما علمنا أنه لا يمتلك أيا من مواصفات "رجل الدولة" من حيث اتساع الأفق العام والمعرفة اللازمة بالشئون الاقتصادية والعلاقات الدولية إلى جانب شكليات البروتوكول واللغة والعلاقات العامة التي تتطلب الكثير الذي يختلف تماما عن أسلوب "المصاطب" والتهريج الذي نسمعه ونراه في حديث وسلوكيات هذا القزم الذي يحاول في بلاهة لعب دور المارد أو العملاق أو كبير الفلاسفة.

هذا الحمار العجيب يركب سيارة أفراح مغلقة النوافذ تسير بمطارات أمريكا بينما يجري بجانبها حراسه في ملابس الأفراح أو المآتم، في منظر غير مألوف للعالم الخارجي، ثم يختبئ في فندق مشدد الحراسة حتى لا يضربه المصريون المهاجرون بالبيض الفاسد. هذا السفاح الحقير يعلم جيدا أنه مكروه من شعب مصر بالداخل والخارج بعد أن اتضحت حقيقته الكئيبة كخسيس متآمر يدمر مصر إما لعدم كفاءته وهذا شديد الوضوح، أو تنفيذا لأجندة صهيونية وهذا يتضح تدريجيا، وهو في كلا الحالين جرثومة يجب استئصالها لكي يتم إنقاذ مصر من شروره وإيقاف النزيف المؤدي إلى دمارها التام.

ملحوظة: حتى فبراير 2020 حقق هذا المقال القصير  المتواضع حوالي 5000 مشاهدة وهو رقم يمثل حوالي 10 أضعاف أعلى أرقام المشاهدة  لمقالاتي الأخرى.

السبت، 17 سبتمبر 2016

الموجة الثانية للثورة المصرية

المؤكد هو أن أمريكا الصهيونية تعمل بكل طاقتها لتكريس "الفوضى الخلاقة" بدول "الربيع العبري" بمحاولة تدمير الدولة المصرية كما فعلت بالعراق وليبيا وتحاول فعله في سوريا. لكن المشروع الصهيوني الأمريكي قد تعطل بفعل المكابح (الفرامل) السورية، وفي نهاية الأمر قد يتم دفنه مستقبلا بأرض الفراعنة، فقد أصبح واضحا بعد أن كان عسيرا على الفهم

قام الشعب المصري بإطلاق لقب "الخرفان" على شباب الإخوان وهم في حقيقة الأمر مجرد حملان ضالة. فالحمل الوديع يسهل قياده، خاصة وأن "الأفيون الديني" له فعل السحر ويكاد يودي بما تبقى من عقل لكل أهل منطقة الشرق الأوسط بأسرها، في عصر الفضائيات التلفازية. فلو أنك قلبت مفتاح التلفاز بين الفضائيات الناطقة بالعربية فلن تجد في معظمها سوى شيوخ الفضائيات الملتحين وعلى رؤوسهم طرح النساء البيضاء، يحدثونك في وقار مصطنع عن الويل والثبور وعظائم الأمور.

لا جدال في أن كل القرائن تشير إلى صحة ما قيل من أن عبد الفتاح السيسي ولد من أم يهودية مغربية الأصل. هذا في حد ذاته لا يعيبه لأن يهود المغرب قد امتزجوا دون حساسية مع المغاربة المسلمين، ومن تبقى منهم - فلم يهاجر إلى دولة إسرائيل المستجدة على أرض فلسطين المسلوبة في نهاية أربعينيات القرن العشرين - استمرت به الحياة بلا مشاكل. المشكلة الرئيسية هي أن هؤلاء اليهود يكونون هدفا لتجنيدهم بواسطة الموساد الإسرائيلي كما هو الحال مع عبد الفتاح السيسي.

تاريخ حياة أم السيسي الذي صرحت به عدة مصادر هو أن اسمها اليهودي الأصلي كان "مليكة تيتاني"، ولا ندري على وجه التحديد متى تم تغيير اسمها إلى "سعاد" حيث أنه من السهل تزوير وتغيير كافة الوثائق الرسمية المتعلقة بالمدعو عبد الفتاح السيسي، بما في ذلك تلك الوثائق المحفوظة بسجله العسكري. تزوجت مليكة فى عام 1953 وأنجبت عام  1954 و حصلت على الجنسية المصرية خلال عام 1958 وأسقطت الجنسية المغربية حتى يدخل ابنها عبد الفتاح الكلية الحربية فى عام 1973.

جدير بالذكر حسب تلك المصادر أن يورى صباغ   Uri Sabbagh خال والدة عبد الفتاح السيسى ولد في الصافي بالمغرب. درس المعادن في مدرسة ثانوية فنية في الدار البيضاء. وكان في وقت لاحق معتمدا كمهندس، وتخرج من كلية الإدارة العامة، وعاش في مراكش، حيث كان عضوا في حركة "درور"، وكان أيضا عضوا في منظمة الدفاع اليهودية السرية "هاماجين" في الفترة ما بين عام 1948 وعام 1950.

انضمت عائلة صباغ في عام 1951 إلى حزب ماباي،على أن تصبح عضوا في لجنته المركزية عام 1959. وعمل عورى صباغ كمدرس في مجال التدريب المهني في بئر السبع من عام 1957 حتى عام 1963، ومن ثم كمشرف للتعليم المهني في وزارة التربية والتعليم من عام 1963 حتى عام 1968. ومنذ عام 1968 حتى عام 1981 عمل سكرتيرا لمجلس العمال في "بئر السبع"، وبين عام 1974 وعام 1982 كان أيضا عضوا في "اللجنة المنظمة" الهستدروت.

أي أنه طبقا للتاريخ المثبت فإن جدة عبد الفتاح السيسي كان لها أخ صهيوني قح، وهو نسب لا يشرف أي مصري وكان كافيا لرفض التحاقه بالكلية الحربية المصرية التي كانت تدقق في اختيار طلبتها - ضباط المستقبل - وترفض قبول البعض منهم بالشبهات غير الموثوقة، لكن الموساد الصهيوني له أساليبه كما سأورد لاحقا.

كيف تم تسريب الصهيوني عبد الفتاح السيسي خلال الجيش المصري؟ نحن لا ندري على وجه التحديد ولكي نعرف سر ذلك علينا أن نكون على علم بأسلوب الموساد في تجنيد وتربية وتسريب عملائه، وكيف أن تلك العملية تستغرق وقتا وصبرا وتتم بدقة تامة. في الولايات المتحدة مثلا يتم دس أفراد صغار لدراسة اللاهوت والتخرج كقسس بالكنائس، حيث ينخرون الكنيسة من الداخل في صبر وأناة.

في حالة عبد الفتاح السيسي ستكون دراستنا له بالشواهد والقرائن وليس عن طريق وثائق مكتوبة فوثائق حياته كلها ليس من الصعب على الموساد تبديلها، وربما أورد التاريخ فيما بعد احتفاظ البعض بوثائق تثبت حساباتنا وتكهناتنا التي بنيناها على أفعال هذا الجاسوس الذي تسلق إلى أعلى منصب بالجيش المصري بل وترأس الجمهورية المصرية ذاتها في صبر وأناة وبصورة خبيثة ممنهجة حتى أن الكثيرين من المصريين حتي اليوم لا يتشككون في أمره وما زالوا يرون فيه المنقذ الملهم الذي أنقذهم من "الإرهاب" الوهمي، وتلك قصة أخرى يطول شرحها.

تم ترتيب سفر عبد الفتاح السيسي في بعثة دراسية إلى الولايات المتحدة الأمريكية مثلما كان المتبع بين النظام المصري والمخابرات الأمريكية بشأن قيادات المستقبل بالجيش المصري، لكي يتم تدجينهم وغسل أمخاخهم الضحلة. ومن المضحك أنه قد تم في تلك البعثة فبركة "بحث" بالإنجليزية عن "الديمقراطية بالشرق الأوسط" تمت نسبته لعبد الفتاح السيسي، بينما نعلم كلنا أن هذا "الفسل" لا يلم باللغة الإنجليزية - أو العربية - إلماما يسمح له بالكتابة على أي مستوى مقبول أو شبه مقبول.

لدي هنا في استراليا ضابط جيش مصري متقاعد عمل مع عبد الفتاح السيسي عن قرب ووصفه لي بأنه كان من أغبى ضباط المشاة بالجيش المصري، وأنه شخصيا في حالة ذهول من السرعة التي قفزت بهذا السيسي الصغير من ترقية إلى أخرى برغم غبائه وانعدام كفاءته كضابط عامل. ولعل القارئ هنا يشاركني عدم التشكك في صحة رواية هذا الضابط المتقاعد من مجرد مراقبة سلوكيات وطريقة حديث وأسلوب تفكير هذا الإمعة التافه عبد الفتاح السيسي، وكيف أنه "مسخة ومسخرة" في المحافل المحلية والدولية باللغة العربية قبل الإنجليزية. أعتقد اعتقادا راسخا أن هذا الحمار الجهول لم يقرأ في حياته كتابا واحدا ذا قيمة فكرية.

والآن فلنسرد القرائن التي أوصلتني لمثل هذه التكهنات:

  • اختيار مبارك وطنطاوي لهذا المسخ ليكون قائدا للمخابرات الحربية بالجيش المصري، والمعروف عن مبارك الخسة والتبعية للصهيونية الأمريكية، وهي العوامل التي حددت قواعد انتقائه لشاغري المناصب الهامة بالدولة وللمحيطين به بصفة عامة.
  • أثناء الثورة المصرية العظيمة في يناير 2011 ترأس عبد الفتاح السيسي عملية امتهان الأعضاء التناسلية لشابات الثورة فيما عرف فيما بعد باسم "كشوف العذرية". وقد حاول هذا الغبي المتغابي تبرير هذه الفعلة الشنعاء بذرائع أقل ما توصف به أنها تتسم بالجهل والتخلف والهمجية التي لا تليق.
  • حمايته لمبارك من غضبة الشعب وإلهاء الناس بمحاكمات وهمية.  وقصة مبارك لها أكثر من تفسير، فهو يقبع معززا مكرما في منتجع (سجن!) طرة وسط أبنائه ورجاله القدامى، أو ربما أنه الآن حر طليق في مكان ما لا نعلمه، ولم يشأ أحد محاسبته محاسبة حقيقية بمعرفة محكمة علنية محترمة لا تشبه الكوميديا السخيفة التي رأيناها على شاشات التلفاز. يقول البعض أن ذلك يعود لحماية مفروضة من "عاهر الحرمين" مقابل تسول معونة سعودية لمصر. ويقول البعض الآخر أن تقاليد الجيش المصري لا تسمح بإهانة قياداته القديمة.
  • لا ندري على وجه التحديد من الذي قتل عمر سليمان، وإن كان المرجح في ظل ما تكشف من حقائق عن تنظيم السيسي الإرهابي أن الرجل ربما قد تم شحن جثته لكي تلقى من إحدى الشرفات على طريقة سعاد حسني.
  • لا ندري لماذا تم إخلاء سبيل زوجة مبارك التي كانت غارقة في الفساد حتى أذنيها، ولديها من المخالفات ما يكفي لوضعها خلف القضبان بقية عمرها وتجريدها من كل ما نهبته. يقال أنها دفعت جزءا من ثروتها المسروقة مقابل هربها.
  • حماية كافة أعداء الشعب من كبار سدنة مبارك مثل حبيب العادلي وصفوت الشريف والعشرات غيرهم من كبار الجلادين والفاسدين، واتباع نفس سياسة إلهاء الناس وامتصاص غضبهم بمحاكمات وهمية امتدت لسنوات طوال قبل إطلاق سراحهم.
  • محاولة طمس ثورة 25 يناير 2011 الوطنية والتنكيل بشبابها وإلقائهم بالسجون بتهم زائفة، مع إطلاق كلاب الإعلام الرسمي القذر تنبح في محاولات بائسة لتشويه صورة هذا الشباب الملهم، الذي لولاه ما تحرك الشعب المصري من سباته واستسلامه للظلم والبطش.
  • تبديد احتياطي الثروة القومية من العملة الصعبة في مشروعات دعائية غير مدروسة الجدوى، مثل توسيع قناة السويس في زمن قصير وبتكلفة باهظة لم يكن هناك ضرورة ملحة أو غير ملحة لها.
  • محاولة فرض مشروع "العاصمة الإدارية" الفاشل الضار بمستقبل القاهرة، إذ يهدف ذلك المشروع الخبيث إلى  إغراق القاهرة تماما بمسخ معماري إضافي يمتد ويتصل بها فيمنع تطويرها على أسس حديثة، بدلا من تطبيق مشروع عاصمة جديدة بعيدة تماما عن القاهرة بما لا يسمح بالسفر اليومي المريح بينهما. فيؤدي ذلك إلى غزو الصحراء وإعادة توزيع الخريطة السكانية بما يرفع العبء عن مدننا الكبرى الحالية ويسمح بإعادة تخطيط تلك المدن القديمة على أسس حديثة تسمح بتطوير المرافق المتعسرة.
  • إلهاء الناس بمشروعات دعائية، مثل الإعلان المكثف عن مشروعات الاستزراع الوهمي لمساحات شاسعة من الصحراء، بينما المستصلح لا يزيد عن مساحات صغيرة بتكلفة باهظة غير اقتصادية.
  • التنكيل بالإعلام المعارض والتسبب في هروب كافة العقول الوطنية بحيث خلت الساحة الإعلامية من كل الأصوات المعارضة للتبعية الصهيونية، فلم يبق للناس سوى حثالة الفكر والعقل التي يعد المدعو أحمد موسى أحد رموزها الواضحة التي تجسد هذا الانحطاط الفكري والإعلامي غير المسبوق في التاريخ الحضاري لمصر العظيمة.
السؤال الملح الآن هو متى تتم الإطاحة بذلك السيسي الحقير؟ الذي اشتهر مؤخرا بلقب أو اسم "بلحة"، كناية عن تفاهته وقلة شأنه. ظني أن ذلك قد يحدث في أوائل 2017 ،وربما أن الشرارة سوف تكون شيئا آخر يخالف حسابات زبانية بلحة واستعدادهم أو قدرتهم على الوقوف أمامها. قد يكون لتلك الثورة ضحايا وقد تراق خلالها الدماء قبل زوال الاحتلال العسكري. تلك هي سنّة الثورات على مدى التاريخ.

الاثنين، 5 سبتمبر 2016

الفتوى


قصة مصرية (قديمة منقحة)*
بقلم: محمد عبد اللطيف حجازي

     يحكى أنه في سالف العصر والأوان - حيث يتوه الزمن وتضيع الأيام - حدث في دولة ما من دول العالم الثالث اسمها "كنانارابيا" أن شاعت الفوضى واستشرى الفساد في ظل نظام حكم كريه قضى سلاطينه تماما على ما أسماه المحدثون "التعددية الحزبية" فأصبح يحكم كنانارابيا مجلس واحد يقوم بالتزوير وتجديد البيعة لكبير اللصوص لكي يبقى على أنفاس تلك البلاد. ولكي تمنع تلك الدولة الهمجية شعبها من التجمع لبحث أموره فإن اجتماع بضعة أفراد معا أسموه "تجمهرا" يمنعه فرمان دائم الفعل والمفعول أسموه "قانون الطوارئ" فرضته لعشرات السنين سلطات القمع بتلك الدولة العجيبة الفريدة ويسمح بالقبض على "المتجمهرين" والتنكيل بهم دون حسيب أو رقيب بعد أن تم القضاء على ما أسماه الأجداد "مؤسسات المجتمع المدني" التي كان من الجائز أن تطالب أمراء السلطان بالتحقيق والمساءلة عما يجري من تحقير للبشرية وامتهان للآدمية.

**********

جلس جحا يفكر في أمر بلاده تلك وكان بمجلسه بعض المفكرين من ذوي العمائم الضخمة وجرى بينهم بحث وشد وجذب ونقاش طويل:

-لابد من ثورة شعبية تطيح بذلك الحكم القمعي القهري.

- كيف نثور ونحن لا نستطيع التجمع أو "التجمهر"؟ هذا بالإضافة إلى أن كلاب السلطان المدربة لديها تهم جاهزة لنا بدءا من الأصولية الإسلامية وانتهاء بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة.

- موجز القول أننا لا نستطيع الفتك بكبارهم، فمن يحمي هؤلاء الكبار؟

- الكبار يحميهم صغار.

- وهل تتوفر الحماية لهؤلاء الصغار؟

- لا أعتقد إلا إذا كان لديهم من هم أصغر من الصغار.

- نعم … نعم …لديهم أصغر الصغار.

- من هم؟

- هم الذين يعذبون الناس بالسجون دون جريرة.

- هل هم معروفون للناس؟

- أعتقد ذلك.

- فلنفتك بصغار الصغار إذن.

- كيف؟

- لقد سمعت من العراف أن إحدى دول المستقبل واسمها فلسطين يقوم الواحد منهم بتحويل بدنه إلى فرقعة هائلة فيصير أشلاء تزهق أرواح أعدائه الذين أسموهم "الصهاينة"، فهل لدينا مثل هؤلاء الرجال الأشداء … أو حتى النساء؟

- ربما .. ولكن ماذا تقصد؟

- أقصد أن صغير الصغار الذي يعذب الأبرياء يستحق الموت لأنه يشكل القاعدة الأساسية للنظام الجائر التي لن يستطيع النظام العيش بدونها.

- تقصد أن صغير الصغار هذا مثل الصهيوني في دولة المستقبل تلك؟

- نعم أقصد أنه أشد أعداء الشعب فاعلية في ترسيخ القهر والقمع، وبما أنه لا تتوفر له الحراسة فإنه يكون هدفا سهلا.

- كيف ذلك ونحن لا نستطيع التخطيط أو التجمهر؟

- الأمر لا يحتاج إلى تخطيط أو تجمهر. يكفي أن يكون لدى الفرد ثأر لموت أبيه أو أخيه بالمعتقلات والسجون لكي يكون لديه الدافع لنيل الفاعل الذي لا تناله يد العدالة. إن مثل هذا الناقم ثروة قومية لو أحسن استخدامها.

- كيف يكون ذلك؟

- يمكن عمل قوائم غير مكتوبة من آن لآخر بمن عرف عنه الوحشية من صغار الصغار ثم يتم التخطيط للقضاء عليه بعد مراقبته ومعرفة برنامجه اليومي. لن يحتاج الأمر إلى سلاح يصعب الحصول عليه ولن يحتاج لأكثر من بضعة أفراد من الشجعان الناقمين، لا يمكن اعتبارهم من المتجمهرين.

- لكن الأمر سيتبعه تحقيق وقبض وتعذيب.

- لا أظن ذلك فالأمر يكون أصغر من أن تترقبه العيون. يمكن أيضا القيام بعمليات بأحزمة الفرقعة يموت فيها فرد واحد لقتل عدد كبير من صغار الصغار، أو حتى من كبار الصغار الذين لا تتوفر لهم الحراسة فيكونون عبرة لغيرهم وتستقيم الحياة بدونهم. إن دولة المستقبل تلك التي أسموها فلسطين قد وضعت لنا مثلا واضحا فعالا يمكن تطبيقه على صهاينة هذا العصر ببلادنا.

**********

وتدخل جحا قائلا بأن الأمر يلزمه فتوى لأن العصر سابق لعصر نبوءة فلسطين المستقبل.

ذهب جحا إلى دار الإفتاء وجاء بشيخ على رأسه عمامة تجمع ألوان علم فرنسا الأبيض والأحمر والأزرق، يقال أن جنديا اسمه نابليون قد أهداه إياها، سألوا الشيخ فأجاب قبل أن يسمع السؤال:

- أطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم.

فلما سألوا الشيخ عما يقصد بذلك أفتى بقوله:

- الله موجود ولكن لا تلمسه الحواس وطاعته تكون في الدين بإقامة المناسك والانصراف عن أمور العاجلة والعمل للآجلة، أما الرسول فقد مات ومن كان منكم يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ولا يبقى اليوم لكم سوى طاعة أولي الأمر منكم.

وهنا تدخل جحا قائلا:

- لكن ولي الأمر يوالي الأعداء ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

- تلك قضية أخرى يلزمها فتوى أخرى، ولكن لا تنسوا أن الله في السرائر وأن الرسول في الضمائر ولا يبقى لكم سوي ولي الأمر الحاضر الظاهر، فأطيعوه يستقم أمركم ولا تبدلوا الكلم ينالكم عذاب شديد من رجال ذوي بأس وحديد.

- أحسنت يا مولانا وفي الغد نلقاك لمزيد من الدرس.

**********

أسقط في يد جحا وطار من عينه النوم فتناسى كلمات الشيخ وأخذ يسترجع قول العراف وهو يرى رجال بلاده ينامون كالخراف، وبات يفكر في فلسطين المستقبل ورجالها الأشداء وكيف أنهم سوف يهزمون الصهاينة الأعداء. جلس في الصباح مع أحد المقربين وبادره قائلا:

- قال العراف أن فلسطين المستقبل تلك قائمة لا محالة لأن أهلها يموتون في سبيل الحياة بينما الناس هنا في كنانارابيا يعيشون ليموتوا موتا بطيئا. كيف يتسنى لي تغيير الناس وشحذ همتهم؟

- أنت لا تستطيع ذلك يا جحا فقد قيل عنك ما يشين وأنت رمز الكفاح والمقاومة.

- عني أنا؟ .. ماذا قالوا عني؟ إن شائعاتهم تملأ البلاد طولا وعرضا ..

- قالوا أنه حينما اشتد البلاء وسألك أحدهم "يا جحا .. العيب في دارك فماذا أنت فاعل؟" رددت بقولك "ليس هناك ما يدعو للقلق ما دام العيب بعيدا عن عيني."

- أنا قلت ذلك؟ .. هذا هراء.

- هكذا تقول الشائعات والفولكلوريات.

- والله إن هذا لزمن العجب .. إنه زمن رديء أحلك من وجه الجمل الأهوج وأنور الساعاتي وحسني البارك والحصان الصغير الغبي في سالف العصر، يوم كان الناس حقا في خسر.

- كل أزماننا رديئة في كنانارابيا منذ أن وعي علينا التاريخ.

- لكن دوام الحال من المحال.

- لا أرى إلا دواما للمحال.

- تشاؤمك كريه.

- والتفاؤل ضد الريح.

هنا دق الباب دقات سريعة عنيفة وأسرع جحا ليجد أمامه واحدا من عسكر السلطان بادره بصوت عال:

 - هل أنت جحا؟

- نعم يا سيدي الباشا.

- تعال معي.

- إلى أين؟

- ستعرف في الطريق وستعود قريبا.

**********

يقال أن جحا ذهب ولم يعد بعد أن أخذوه إلى بناية ضخمة بلا نوافذ، داخلها مفقود والخارج منها موءود والناس فيها يهيمون كالأشباح يودون لو تذروهم الرياح، وفوق البناء الغامض ترفرف أعلام ثلاثة أولها تقاسمته الألوان السوداء والبيضاء والحمراء، وقيل أن السواد رمز للحاضر وأن البياض لون للمستقبل البعيد وأما الأحمر فهو رمز لدماء لا بد وأن تفيض. وأما العلم الثاني فكان ناصع البياض تلطخه نجمة سداسية مثل ذبابة زرقاء بلون خط من فوقها وخط آخر من تحتها قيل أنه علم حلفاء الشيطان، وكان العلم الثالث ذا خطوط بيضاء وحمراء فوقها مستطيل بلون أزرق قاتم كئيب تنتشر فوقه نجوم بيضاء كثيرة كالمساحيق تبرز القبح على وجه شمطاء، قيل أنه علم حلفاء السلطان أو ربما كان علما لدار كبرى للدعارة يسعى إليها سلاطين العالم لأداء طقوس سرية.

**********

قيل أن مريدي جحا كانوا يحومون حول البناية الغامضة فيسمعون صرخات وأنات تبدو كما لو كانت آتية من أعماق جب التاريخ، وقيل أن جحا قد مات وقال البعض أنه قد رفع إلى السماء بينما قال البعض الآخر أنه قد أسري به إلى هيكل سليمان الرابض فوق أنقاض المسجد القديم، لكن أيا من تلك الأقوال ليس مؤكدا والأكيد هو أن أهل كنانارابيا قد يبقون علي حالهم يسمعون ويتكلمون عن فلسطين المستقبل وكيف أن رجالها على وشك تحريرها وأن نساءها سوف يأتين يوما لنصرة كنانارابيا وتحريرها هي الأخرى، أو أنهم قد ينتفضون من سباتهم فيتدلي الحصان الصغير من حبل بساحة التحرير.

---------------------------------------------------------------------------------------------

* القصة الأصلية على هذا الرابط:
https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/19904.html

هذه المدونة

هذه المقالات كتبت على مدى ثلاثة عقود وهي أصلح ما تكون في سياقها التاريخي، فمثلا مقالي عن الحجاب المكتوب في ثمانينيات القرن الماضي يصف من ترتديه بضيق الأفق لأن تلك الغربان كانت أعدادها قليلة، أما اليوم فإن من ترتدي ذلك الزي السخيف لا يليق وصفها بضيق الأفق إذا ما كانت مكرهة على لبسه خوفا مما قد تعانيه من مشاكل في مواجهة الغوغاء الذين يريدون فرض هذا الزي الوهابي بالقوة بحجة أنه "فرض عين" أو أنف أو أذن، وأن من واجبهم تغيير المنكر بأيديهم مفترضين أن نساء القاهرة الجميلات كن كافرات في الخمسينيات والستينيات، وأن ذلك أهم من القضاء على حسني مبارك وعصابته ممن أودوا بمصر إلى التهلكة.


أرشيف المدونة الإلكترونية

من أنا

ملبورن, فيكتوريا, Australia
أنا واحد من آلاف المصريين الذين فروا من الدولة الدكتاتورية البوليسية التي يرأسها السوائم ولا يشارك في حكمها سوى حثالة أهلها من اللصوص والمرتزقة والخونة وينأى الأشراف بأنفسهم عن تولى مناصبها الوزارية.