إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

هذه المقالات تعكس المأساة التي عاشتها مصر ابتداء بالدكتاتور الأول جمال عبد الناصر - الذي انتزع السلطة من سيده محمد نجيب - وانتهاء بالحمار المنوفي الغبي اللص محمد حسني مبارك. وأخيرا عملية تدمير مصر تحت حكم الصهيوني الحقير بلحة بن عرص المعروف أيضا باسم عبد الفتاح السيسي English blog: http://www.hegazi.blogspot.com

الأحد، 30 أكتوبر 2011

ثورة أم انقلاب عسكري؟


غالبا ما يفهم "الخواجات" ما يجري ببلاد العرب أكثر من فهم العرب لأنفسهم، وقد قرأت مؤخرا تحليلا لبعض الفرنجة تقول سطوره دون لف أو مواربة:

"يعتقد معظم الناس أن إزاحة الرئيس المصري حسني مبارك قد حدثت نتيجة لثورة شعبية، وأن الحرية والديمقراطية قد حلت اليوم محل الاضطهاد الذي ساد في الماضي. تلك هي الأسطورة التي روجت لها منافذ الإعلام العرجاء على المستوى العالمي.

لكن الحقيقة هي أن ما حدث كان مجرد انقلاب عسكري ساندته أجهزة الاستخبارات الغربية، واستخدمت الاحتجاجات الشعبية الضخمة كغطاء له. الدليل على ذلك هو أن مطالب المحتجين لم تلبى، وأن الاحتجاجات التي سمحت بحدوث الانقلاب يتم اليوم قمعها بوحشية. المصريون اليوم ليسوا أفضل حالا مما كانوا عليه."

ما لم يفطن إليه "الخواجة" في تحليله هو أن من قام بالانقلاب العسكري هو على وجه التحديد السيد عنان الذي تربطه علاقة وثيقة بالمؤسسة العسكرية الأمريكية والذي لا نشكك في وطنيته وإنما ربما في ذمته المالية وفهمه القاصر لمدى سوء الاعتماد على الأمريكيين كضرورة قومية. الحكومة الأمريكية لا تود لنا أي خير وعلاقتها بنا مبنية على الحفاظ على قوتنا العسكرية في مستوى أقل من العدو الإسرائيلي واتباع الوسائل التي تحقق ذلك، مثل إتلاف اقتصادنا وتشتيت جهودنا ومعرفة كل صغيرة وكبيرة تتعلق بقوة جيشنا.

السيد عنان وزملاؤه لا يدركون أن عدونا الحقيقي هو إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وأن كلاهما لديه من الحنكة وبعد النظر ما يسمح بالضحك على ذقون السيد عنان ورفاقه بالمجلس العسكري ممن لا يدركون أبعاد المشكلة واستكانوا لمصالحهم الشخصية الضيقة وتثبيت قواعد الدكتاتورية العسكرية على أرض مصر بصورة قد تبدو جديدة.

يستطيع المحلل الذكي أن يدرك دون عناء أن الثورة المصرية رغم حقيقتها وإخلاص الملايين الذين قاموا بها هي في حقيقة الأمر قد بدأ إشعالها بأصابع أجنبية، وهي في ذلك لا تختلف عن كل ثورات ما أسمته المخابرات المركزية الأمريكية بالربيع العربي الذي ما زالت العقول حيرى في أمر دوافعه وهو يسري من بلد عربي لآخر، ونحن فرحون بنتائجه الأولية بتونس ومصر وليبيا، والتي جاءت تطوراتها مخيبة للآمال في مصر على الأقل، حيث يعيث فيها المجلس العسكري الدكتاتوري فسادا وإفسادا بالإبقاء على نفس نظام المافيا الذي تركه مبارك خلفه.

لو كانت الثورة المصرية ثورة شعبية حقيقية لتم إعدام مبارك وكبار معاونيه في الأيام الأولي من شهر فبراير الماضي بدلا من مسرحية المحاكمات الهزلية التي تمتد لشهور وبتهم كوميدية تتجنب التهم الحقيقية مثل الخيانة العظمى والسرقة الممنهجة لثروات البلاد.

إن أكبر عدو لمصر والمصريين اليوم هو ذلك المجلس العسكري الذي ينكل بالثوار في المحاكم والسجون العسكرية ويترك الفساد على حاله في حماية جيش جرار من البلطجية الذين مازالت مافيا مبارك تقوم بتنظيمهم وتمويلهم، بل إنني أجزم بأن ذلك المجلس العسكري هو جزء من تلك المافيا ويعمل تحت إشراف كامل من المخابرات المركزية الأمريكية.

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

خداع الفضائيات


للحقيقة دائما أكثر من وجه، لكن الصوت والصورة لهما فعل السحر على البسطاء الذين يتلقون المعلومات ويتقبلونها دون بذل الجهد في التحليل والتفسير. ولنأخذ قضية سوريا كمثال حي. حينما تنبح الفضائيات المشبوهة ليل نهار بنصف الحقيقة تكون النتيجة أن العامة يشاركون بلعن الأسد وحكمه الدموي ويرثون لحال البؤساء والدم المسفوك الذي تركز عليه تلك الفضائيات السعودية القطرية الأمريكية وأعني على وجه التحديد قناتي العربية والجزيرة.

حينما ترى العنف والدم يتصدر نشراتها الإخبارية كل نصف ساعة فإنك تتغاضى عن جلد امرأة قادت سيارة أو بتر رأس آدمية بالسيف في ميدان عام، وحينما ترى مقدم برامج الجزيرة يشرح ويسترسل صادقا عن معاناة أخوتنا في فلسطين المحتلة فإنك تنسى أن قناة الجزيرة - التي تدس السم في العسل - تبث من قطر التي تربض عليها أكبر قاعدة أمريكية وتنسى أن حاكم قطر حمد بن خليفة وموزته وأبنائه الأربعة والعشرين يعدون من أخلص أصدقاء إسرائيل ولا يهمهم أمر الشعب الفلسطيني أو الشعب السوري في شيء. الأمر لا يعدو الترويج للدعاية الصهيونية الأمريكية التي يتفانى شيوخ الخليج في خدمتها.

الشيخ حمد وأمثاله من أصحاب الكروش الخليجية - الذين يستحوذون على ثروات بلادهم ويلقون بالفتات لشعوبهم المتخلفة - لا يهمهم أمر الشعب السوري في كثير أو قليل، فهدفهم الأساسي هو تنفيذ الأجندة الأمريكية الصهيونية ببث الفوضى والدمار بين ربوع سوريا للخلاص من نظام بشار الأسد الذي ساعد حزب الله وحماس والمقاومة العراقية. سوريا الشعب وسوريا النظام هما من وفر الحماية والدعم لتلك القوى التي قضت مضاجع الصهيونية الأمريكية. حزب الله قلم أظافر الصهيونية بالجنوب اللبناني وحماس تعرقل مخطط التهام ما تبقى من فلسطين والمقاومة العراقية لم تستكين أبدا منذ التدمير والاحتلال الأمريكي للعراق. ولا تنسى في هذا الصدد أن الدعم والتمويل الأقوى مصدره الأكبر هو إيران، ذلك البلد الصامد الذي يعمل كثيرا ويتكلم قليلا ويحاول المغرضون بث الفرقة بينه وبين العرب، لأن الوحدة السياسية بين الفرس والعرب تشكل كارثة للمخطط الصهيوني الأمريكي.

السوريون الوطنيون يعلمون أن إصلاح بلادهم والتخلص من نظام بشار الأسد لا يكون بالاستقواء بالعناصر الأجنبية المغرضة، نعم التغيير بسوريا مطلوب ولكنه لا يكون على النمط العراقي أو الليبي بالتدخل الأجنبي لصالح الصهيونية الأمريكية، ومن العار أن يتم استدعاء الأعداء عن طريق جامعة الدول العربية التي ساعدت في الماضي على تدمير العراق وليبيا في عهد ذلك الإمعة - عمرو موسى - الذي يريد ترشيح نفسه رئيسا لمصر! فهل يسير نبيل العربي على خطى ذلك التافه فيستسلم لرغبات شيوخ الخليج؟

الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

فلول المجلس العسكري


مسلسل الدجل الرسمي

مصر يحكمها مجلس عسكري استمد شرعيته من شرعية الثورة التي انحاز لها راضيا أو كارها. أجمع المحللون على أن القيادة العسكرية لم يكن بوسعها الأمر بفتح النار على الناس طبقا لأوامر سيدهم التي أنكروا صدورها منه ويقولون لنا اليوم أنهم يجهلون من أصدر الأوامر أو حتى من نفذ الأوامر. لم يكن بوسعهم الأمر بإطلاق النار لأنهم كانوا يعلمون تماما أن مثل ذلك الأمر كان كفيلا بتوجيه النار إلى صدورهم هم، فجيش مصر لم ولن يوجه نيرانه إلى شعب مصر لأن شعب مصر ببساطة هو آبائهم وأبنائهم وإخوتهم.

هل يصعب معرفة من أطلق النار على الثوار؟ لا أعتقد ذلك، فكل شيء موثق بالمستندات وبالصوت والصورة، وإذا ما عرفت من أطلق النار فإنه يوصلك لسلسلة من أعطى الأوامر وصولا إلى المجرم الأول محمد حسني مبارك. لكنهم لا يريدون ذلك لسيدهم الذي انتقاهم على شاكلته وأجزل العطاء لهم وأبقى بعضهم بالخدمة إلى ما بعد سن التقاعد. هم يقومون اليوم بدور الحامي لسيدهم الذي يستطيع الوشاية بهم. فإلى متي يمكن التسويف والمماطلة والمحاكمات الوهمية التي تمتد لآجال مطولة خلف ستار الدقة وتجنب الظلم؟

كافة الجرائم الكبرى في حق الشعب تتم بسهولة فتقوم مافيا مبارك بحرق الكنائس ويتم ترويع الناس في ظل فساد قيادات شرطة باقية منذ عهد مبارك. مبارك نفسه مطمئن وزوجته ترتع طليقة لتدبير المزيد من المكائد. لقد فاحت الرائحة النتنة للمجلس العسكري وآن وقت الحساب، فإما أن تقوم قيادة الجيش بتطهير صفوفها وإما أن يفرز جيشنا العظيم من أبنائه من يتولى تخليصنا من تلك القيادات المتآمرة.

إن ما يجري بمصر الآن يستحق القبض على أعضاء المجلس العسكري ومحاكمتهم وتسليم الحكم إلى مجلس مدني من عقلاء الأمة من كبار رجال القضاء المعروف عنهم النزاهة وعدم الانسياق في الماضي إلى أهواء الحاكم، وتشكيل حكومة من التكنوقراط الذين لا ينتمون لمافيا الحكم السابق. كلما مر الوقت كلما زادت الفوضى التي تشتد بإرادة وتدبير المجلس العسكري المتقاعس المرتعش خوفا من كشف أمره. لكن الشعب الذي خرج من القمقم لن يصبر على الاستهتار به ومحاولة استغفاله بهذا الشكل الفاضح .

يمكن بعد التخلص من المجلس العسكري وتسليم الحكم لسلطة مدنية شريفة أن يتم تمشيط وزارة الداخلية وتنظيفها من الكلاب التي دربها نظام مبارك وما أسهل ذلك إذا تم استدعاء العقيد محمد الغنام من منفاه بسويسرا لكي يعمل وزيرا للداخلية. يمكن بعد ذلك عمل دورات تدريبية سريعة للعاطلين من خريجي الحقوق لكي يصبحوا عاملين بالشرطة في كادر واحد لا يفرق بين الجندي والضابط وبزي جديد يسمح للناس بنسيان شكل ودور رجال الشرطة القدامى الذين تدربوا على العمل ضد أبناء الشعب وتلفيق التهم للأبرياء.

علاج مشاكل مصر معروف وكلما تأخر التخلص من حكم العسكر كلما تخلفت البلاد وازدادت صعوبة العلاج. لقد فهمنا الآن الدور القذر للمجلس العسكري الذي يمهد لترسيخ نظام مبارك واستنساخه في صورة أخرى تحميهم من المساءلة عن دورهم في الماضي والحاضر، فماذا نحن فاعلون؟

هذه المدونة

هذه المقالات كتبت على مدى ثلاثة عقود وهي أصلح ما تكون في سياقها التاريخي، فمثلا مقالي عن الحجاب المكتوب في ثمانينيات القرن الماضي يصف من ترتديه بضيق الأفق لأن تلك الغربان كانت أعدادها قليلة، أما اليوم فإن من ترتدي ذلك الزي السخيف لا يليق وصفها بضيق الأفق إذا ما كانت مكرهة على لبسه خوفا مما قد تعانيه من مشاكل في مواجهة الغوغاء الذين يريدون فرض هذا الزي الوهابي بالقوة بحجة أنه "فرض عين" أو أنف أو أذن، وأن من واجبهم تغيير المنكر بأيديهم مفترضين أن نساء القاهرة الجميلات كن كافرات في الخمسينيات والستينيات، وأن ذلك أهم من القضاء على حسني مبارك وعصابته ممن أودوا بمصر إلى التهلكة.


أرشيف المدونة الإلكترونية

من أنا

ملبورن, فيكتوريا, Australia
أنا واحد من آلاف المصريين الذين فروا من الدولة الدكتاتورية البوليسية التي يرأسها السوائم ولا يشارك في حكمها سوى حثالة أهلها من اللصوص والمرتزقة والخونة وينأى الأشراف بأنفسهم عن تولى مناصبها الوزارية.