(منقول بتصرف)
يبدو أن بن لادن ما زال مفيدا حيا وميتا وشبحا. ويبدو أن
المزورين قد أصبحوا على يقين من أن غسيل وشطف عقول الناس في كل مكان قد تم بحيث لا
تلزم أدنى محاولة لإتقان التزوير. قامت كلية ويست بوينت العسكرية هذه الأيام (على
اعتبار أنها جهة موثوق بها) من خلال مركز مكافحة الإرهاب بها (ويرأسه صهاينة
ومحافظون جدد وشخصيات عسكرية مجرمة على رأسهم جون أبي زيد) بإطلاق ما أسمته (رسائل
من أبوت أباد) في ملفين: الرسائل الأصلية باللغة العربية وملف آخر للترجمة
الإنجليزية.
قامت المواقع والصحف العربية بنشر الخبر بطريقة مثيرة
للسخرية . فهاهي صحيفة مصرية اسمها "المصري
اليوم" تنشر الخبر هكذا:
<حصلت
«المصري اليوم» على 17 رسالة، ضمن وثائق أخرى، تم العثور عليها بمنزل أسامة
بن لادن، في أبوت آباد بباكستان، أثناء عملية الكوماندوز التي قتل فيها زعيم تنظيم
القاعدة السابق، في 2 مايو 2011. ويأتي الكشف عن هذه الرسائل بمناسبة الذكرى
السنوية الأولى لمقتل بن لادن، وتمت كتابتها في الفترة بين سبتمبر 2006 وأبريل 2011
على حاسب آلي أو بخط اليد، وتبلغ 175 صفحة باللغة العربية (195 صفحة باللغة
الإنجليزية)، وتم نشرها على موقع «مركز مكافحة الإرهاب» التابع للأكاديمية
العسكرية في وست بوينت.">
وقد نشرت الصحيفة على موقعها الإلكتروني صور الوثائق مدموغة
بعلامة مائية باسم الصحيفة حتى تثبت ملكيتها الفكرية والسبق المهول الذي لم يسبقها
إليه أحد، في حين أن الوثائق ملقاة على قارعة موقع مركز مكافحة الإرهاب المذكور لمن
يريد الاطلاع عليها وتحميل البضاعة بالكيلو.
ولكن ما يثير الضحك فعلا أن الرسائل (الأصلية) باللغة
العربية هي مجرد كلام مرسل مطبوع على الكومبيوتر بدون أي توقيع !! وهكذا تصبح
أصلية تماما !! قراءة سريعة لذلك الزيف تؤكد لكم أن الموجود بها هو كل ما يخدم
البروباجندا الأمريكية في حربها المزعومة على الإرهاب.
كل الأكاذيب التي نشكك فيها، يحاولون أن يسندوها إلى
وثائق لا تزيد عن كلمات مسطرة على ورق أبيض بدون توقيع. وكأنه يكفينا صدور هذه
الأضاليل من كلية أكاديمية متخصصة بتخريج القتلة، ومن مراكز فكرية يرأسها إرهابيون
أمريكيون ، فيصبح واجبا علينا أن نختم عليها بالعشرة ونقول :آمين يا رب العالمين.
هذا هو نوع الجهل والضلال الذي يسود الإعلام العربي
العاجز الذي يتفوق في جهله وضلاله على كل الحكام العرب الذين باعوا شعوبهم وأنفسهم
للصهيونية الأمريكية. الصحف والفضائيات العربية تتلقى الأخبار من وكالات أنباء
الأعداء فترددها كالببغاء وكأنها الحقائق دون أي تدخل بالبحث والتفنيد لكي تصب في
رؤوس عربية خاوية فتزيدها خواء وجهلا وضلالا.