(1) الجيش المصري تحت السيطرة
والإرادة والتسليح الأمريكي، ومجال مناورة السيسي مع أمريكا صغير ويقيد خطواته ضد
الإخوان الموهومين. فلا تعجبوا من عجزه عن توجيه الضربة القاضية للإخوان.
(2) قيادات الإخوان تشكيل رجعي
إرهابي بالفعل يعمل يدا بيد مع الأمريكيين،
وظنوا أن أمريكا ستساندهم ثمنا لعمالتهم، وتلك ليست الطباع الأمريكية،
فالمثال أمامنا من شاه إيران إلى صدام حسين نزولا إلى خفي الذكر الشيخ محمد بن حسني
بن مبارك.
(3) البرادعي رجل دولة ووطني حتى
النخاع ولكنه أيضا جزء من منظومة المخابرات الأمريكية.
(4) المصلحة الوطنية الآن تستوجب من
الإخوان أن "يفرنقعوا" أي أن يعودوا إلى جحورهم لأن الرجعية الدينية
والتخلف الحضاري لا يليقان بمصر أو شعبها، وليعلموا أن أمريكا قد تخلت عنهم تماما
لأنها لا تساند العملاء عندما يسقطون. أمريكا ستساند من يحقق مصالحها حتى لو كان
ذلك - والعياذ بالله - عودة الحكم العسكري لمصر.
(5) السيناريو الراجح والناجح هو
المسار الذي رسمه عبد الفتاح السيسي الذي لو كان مخلصا سننتهي بحكم مدني ديمقراطي
صحيح ودولة تشق طريقها نحو المستقبل، وإن كان مغرضا سننتهي بدولة أشبه بنظام عبد
الناصر في 1952، أي سنعود 60 عاما إلى الوراء، وهذا على سوئه ليس أسوأ من العودة
إلى الوراء 1400 سنة تحت حكم الإخوان الأشبه بحكم قبيلة قريش في صدر الإسلام، حيث
تتحنقب النساء (أي يلبسون الحجاب والنقاب) ويلبس الرجال الجلباب وطرح النساء
البيضاء مثل حسان وغيره من الدجالين وشيوخ آخر زمن الذين تراهم على فضائيات الدجل
الديني، مع انتشار الجهل المستشري في دماء الكثيرين، وفي غياب النظم التعليمية الحديثة
التي تربي النشأ على استخدام العقل واستقلال الفكر.
سوف يعجز
المحللون السياسيون عن تحليل شخصية أو نوايا عبد الفتاح السيسي التي لن تتضح إلا
بعد أن نرى ما سيحدث بمصر خلال الأيام أو الأسابيع القادمة. هناك مؤشرات مبهمة لا
تفيد كثيرا لكن بعضا منها يثير الانتباه. على سبيل المثال تقول صحيفة "وول ستريت جيرنال" (ما خسرته أمريكا صبيحة خطاب
"السيسي" وبسبب تصريحاته ودعوته يفوق حجم المعونة العسكرية الأمريكية
التي تقدمها لمصر ببضعة ملايين من الدولارات، لكن رد فعل أوباما جاء صبيانيا، حيث
أوقف تسليم صفقة طائرات إف 16 كعقاب لم يؤيده الكونجرس الذي أصبح يتململ من تصرفات
أوباما مؤخرا، والتي كان من ضمنها إصرار أوباما على إبقاء برامج التجسس مشيرة إلى
أن السيسي جعل الأمريكان يظهرون بهذا المظهر الهستيري لكي يزيد من فرص حصوله على
المزيد من التنازلات الروسية خاصة فيما يخص أسعار الطائرات البديلة وصفقات القمح.) لو كان السيسي
فعلا على هذا القدر من الحصافة فإن هذا يبشر بالخير، فليس هناك أسوأ من استمرار
ارتباطنا التام بعجلة الصهيونية الأمريكية.