شبكة البصرة
محمد عبد اللطيف حجازي
هناك ثوابت للأمة العربية لا يجوز التخلي عنها، أولها
عدم التواطؤ مع العدو الأمريكي الصهيوني الذي بدأ بإصرار
منذ 1991 في تدمير الحياة بالعراق ويريد أن يتمترس في
قواعد ثابتة لكي يستمر احتلاله للبلاد تحت حراسة جيش
عراقي يقوده العملاء.
لقد تنبهت المقاومة العراقية للمخطط الصهيوني الأمريكي
بذكاء خارق فوجهت نيرانها بقوة وفاعلية إلى الخونة الذين
ينضمون للجيش والشرطة في ظل الاحتلال وتحول الحلم
الأمريكي إلى كابوس ثقيل بعد العجز التام عن إنشاء ذلك
الجيش الذي تقف له المقاومة بالمرصاد.
المخطط الصهيوني الأمريكي الواضح الآن يتركز في محاولة
إضفاء الشرعية على الحكومة العميلة عن طريق الاعتراف
الدولي بها والمتمثل في إرسال البعثات الدبلوماسية إلى
بغداد. تأتي بعد ذلك مرحلة التباكي على "الموقف الأمني"
للعراق الشقيق وضرورة إرسال قوات عربية للمساعدة على
"حفظ الأمن" وتدريب قوات الشرطة العراقية مع تناسي أن كل
ذلك يتم تحت رعاية الاحتلال الصهيوني الأمريكي البريطاني
ودعما لبقاء ذلك الاحتلال الذي سيقدم وعودا جوفاء
بالرحيل "فور استتباب الأمن". واستتباب الأمن من منظور
الاحتلال وأعوانه الخونة يعني محاولة القضاء على
المقاومة الوطنية.
من يكون أول المتعاونين في تنفيذ هذا المخطط؟ من في
العالم العربي يقبل هذا الدور سوى الخونة العملاء من
القادة القوادين ممن كان على شاكلة وكيل الصهيونية محمد
حسني مبارك، الذي يتفانى في خدمة أسياده ولعق أحذيتهم في
انحطاط يندى له جبين كل عربي حر.
سبب بقاء العملاء على أنفاسنا هو الجبن والتخاذل العام
الذي ينخر في عظام الشعوب العربية فيدفع بالكثيرين من
الأفراد والقيادات الصغيرة إلى قبول القيام بأعمال لا
يرضون عنها في سبيل البقاء وتجنبا لسطوة السلطة، في حين
أنه لو كان السخط والرفض عاما موحدا لانهارت كل أنظمة
العمالة وعجزت عن السيطرة على الشعوب المتذمرة.
علينا أن نضع على الناس ضغوطا مضادة تدفعهم إلى التمرد
وعدم قبول الأوضاع الخاطئة. ولنأخذ قضية السفير المصري
إيهاب الشريف كمثال لما أعنيه. إذا سألت المقاومة ذلك
السفير "لماذا قبلت أن تكون سفيرا لمصر لدى حكومة عراقية
عميلة في ظل الاحتلال الصهيوني الأمريكي؟" لا شك عندي في
أن جوابه سيكون "أنا عبد المأمور ولا رأي لي في ذلك
وإنما أنا مرغم على تنفيذ الأوامر ولا أستطيع الرفض".
هذا الموقف السلبي مرفوض لأن مثل هذا الموظف الجبان
يستطيع الرفض لو كانت لديه الشجاعة أو لو علم أن الموت
على يد المقاومة العراقية هو البديل الوحيد المتاح له.
لذلك فإنني أتوسل للمقاومة العراقية أن تقوم بإعدام ذلك
السفير وإلقاء جثته فوق أي من أكوام القمامة التي تملأ
شوارع بغداد اليوم. إذا قامت المقاومة بذلك فإنها تخدم
شعب العراق وتخدم الشعب المصري. خدمة شعب العراق تأتي عن
طريق الترهيب والإنذار لكل حكومة تسول لها نفسها تبادل
التمثيل الدبلوماسي مع حكومة عراقية غير شرعية في ظل
الاحتلال. خدمة الشعب المصري تكون عن طريق شحذ همة الشعب
المصري وتحميل الحكومة المصرية العميلة مسئولية موت
السفير بعد أن تنكرت تلك الحكومة للفتة سابقة من
المقاومة العراقية الكريمة حينما خلت سبيل دبلوماسي مصري
سابق. باسم كل المصريين الشرفاء أطالبكم بإعدامه حتى لا
يأتي من بعده جيش مصري يحاربكم تحت شعار "أنا عبد
المأمور وليس أمامي سوى إطاعة الأوامر".
شبكة البصرة
الاربعاء 28 جمادي الاول 1426 / 6 تموز 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
هذه المقالات تعكس المأساة التي عاشتها مصر ابتداء بالدكتاتور الأول جمال عبد الناصر - الذي انتزع السلطة من سيده محمد نجيب - وانتهاء بالحمار المنوفي الغبي اللص محمد حسني مبارك. وأخيرا عملية تدمير مصر تحت حكم الصهيوني الحقير بلحة بن عرص المعروف أيضا باسم عبد الفتاح السيسي English blog: http://www.hegazi.blogspot.com
الأحد، 18 مايو 2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هذه المدونة
هذه المقالات كتبت على مدى ثلاثة عقود وهي أصلح ما تكون في سياقها التاريخي، فمثلا مقالي عن الحجاب المكتوب في ثمانينيات القرن الماضي يصف من ترتديه بضيق الأفق لأن تلك الغربان كانت أعدادها قليلة، أما اليوم فإن من ترتدي ذلك الزي السخيف لا يليق وصفها بضيق الأفق إذا ما كانت مكرهة على لبسه خوفا مما قد تعانيه من مشاكل في مواجهة الغوغاء الذين يريدون فرض هذا الزي الوهابي بالقوة بحجة أنه "فرض عين" أو أنف أو أذن، وأن من واجبهم تغيير المنكر بأيديهم مفترضين أن نساء القاهرة الجميلات كن كافرات في الخمسينيات والستينيات، وأن ذلك أهم من القضاء على حسني مبارك وعصابته ممن أودوا بمصر إلى التهلكة.
أرشيف المدونة الإلكترونية
- مايو 2008 (17)
- يوليو 2008 (4)
- أكتوبر 2008 (1)
- ديسمبر 2008 (1)
- يناير 2009 (5)
- فبراير 2009 (3)
- مارس 2009 (2)
- أبريل 2009 (7)
- مايو 2009 (2)
- يونيو 2009 (2)
- نوفمبر 2009 (2)
- ديسمبر 2009 (3)
- يناير 2010 (1)
- فبراير 2010 (2)
- مارس 2010 (2)
- أبريل 2010 (1)
- مايو 2010 (3)
- يوليو 2010 (1)
- نوفمبر 2010 (1)
- ديسمبر 2010 (1)
- يناير 2011 (2)
- فبراير 2011 (6)
- مارس 2011 (3)
- أبريل 2011 (2)
- مايو 2011 (2)
- يونيو 2011 (2)
- يوليو 2011 (3)
- سبتمبر 2011 (2)
- أكتوبر 2011 (3)
- ديسمبر 2011 (4)
- يناير 2012 (2)
- فبراير 2012 (1)
- أبريل 2012 (1)
- مايو 2012 (1)
- نوفمبر 2012 (1)
- يونيو 2013 (1)
- يوليو 2013 (2)
- أغسطس 2013 (1)
- يناير 2014 (1)
- فبراير 2014 (1)
- يوليو 2014 (1)
- سبتمبر 2014 (3)
- ديسمبر 2014 (1)
- فبراير 2015 (2)
- مارس 2015 (1)
- أبريل 2015 (1)
- مايو 2015 (1)
- أغسطس 2015 (1)
- سبتمبر 2015 (2)
- مارس 2016 (1)
- يوليو 2016 (1)
- أغسطس 2016 (2)
- سبتمبر 2016 (4)
- أكتوبر 2016 (2)
- نوفمبر 2016 (1)
- يناير 2017 (1)
- فبراير 2017 (1)
- مارس 2017 (1)
- أبريل 2017 (1)
- مايو 2017 (1)
- يونيو 2017 (2)
- يوليو 2017 (3)
- سبتمبر 2017 (1)
- أكتوبر 2017 (4)
- نوفمبر 2017 (2)
- ديسمبر 2017 (4)
- يناير 2018 (4)
- فبراير 2018 (6)
- مارس 2018 (4)
- أبريل 2018 (2)
- مايو 2018 (5)
- يونيو 2018 (2)
- يوليو 2018 (2)
- أغسطس 2018 (1)
- سبتمبر 2018 (1)
- أكتوبر 2018 (2)
- ديسمبر 2018 (2)
- يناير 2019 (1)
- فبراير 2019 (2)
- مايو 2019 (4)
- يونيو 2019 (3)
- يوليو 2019 (2)
- سبتمبر 2019 (1)
- أكتوبر 2019 (1)
- ديسمبر 2019 (1)
- يناير 2020 (1)
من أنا
- Mohammed A. Hegazi
- ملبورن, فيكتوريا, Australia
- أنا واحد من آلاف المصريين الذين فروا من الدولة الدكتاتورية البوليسية التي يرأسها السوائم ولا يشارك في حكمها سوى حثالة أهلها من اللصوص والمرتزقة والخونة وينأى الأشراف بأنفسهم عن تولى مناصبها الوزارية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق