لا يختلف اثنان من أبناء الطبقة المتوسطة المستنيرة في مصر على أن محمد حسني مبارك إنسان حقير وخائن لبلاده. كل ما يهم مبارك هو البقاء على كرسي الحكم وأن يرثه واحد من أبنائه وليس واحدا من المافيا المحيطة به. هو يعلم جيدا أنه لص وعميل للصهيونية الأمريكية وأنه دمر مصر تدميرا تاما شاملا بهدف تجويع الشعب وتدمير مستقبل أبنائه لكي تتم السيطرة عليه، حيث ينشغل الناس بالبحث عن رغيف الخبز وتصبح مقاومة الظلم ترفا لا يقدرون عليه، ناهيك عن عمليات الإرهاب الحكومي المنظم بالاعتقال والتعذيب العشوائي لكل من تشك كلاب الحراسة في احتمال قيامه بأي عمل مقاوم لحكم مبارك ومافيا مبارك.
مبارك يعلم أنه إذا أتى للحكم واحد من أتباعه فقد ينقلب عليه ويقدمه للمحاكمة ككبش فداء ينظف به صفحته في عيون الناس. لذلك فإنه يفضل أن يرثه واحد من أبنائه، لكي يضمن عدم تعرضه للمحاكمة واحتمال شنقه بتهمة الخيانة العظمى والتحالف مع الأعداء وسرقة المال العام وبيع مصر بالقطعة لليهود وتحويلها إلى سجن كبير لأهلها المستباحة أعراضهم وأموالهم وحقوق مواطنتهم ومؤسساتهم الوطنية التي تحميهم وتخطط لمستقبلهم.
تلك هي حسابات مبارك، لكن أمريكا لها حسابات أخرى. أمريكا تريد أن تحسن صورتها المتسخة بالعالم العربي وتريد أن تنأى بنفسها عن بعض عملائها وتضحي بهم على مذبح المصالح الأمريكية التي لم يعد في صالحها استمرار حماية كل النظم الدكتاتورية بالمنطقة العربية. لذلك فإن مبارك يتفانى في إظهار ولائه لأمريكا ورعاية ما يظن أنه مصالحها بالمنطقة. حينما رأى أن أمريكا تريد إخراج أيمن نور من السجن سارع بذلك بعد أن جاءته رسالة غير مباشرة من أوباما الشاغر الجديد للبيت الأبيض، لكن أوباما لم يهتم كثيرا بذلك. مبارك يعلم أن أمريكا تهمها المصالح الإسرائيلية لكنه بغبائه المفرط تصور أن ذلك يشمل مساعدة إسرائيل على إبادة الشعب الفلسطيني بإغلاق معبر رفح، في وقت لم تكن أمريكا فيه مستريحة تماما لما فعلته إسرائيل بشعب غزة وتم توثيقه إعلاميا بفضل قناة الجزيرة القطرية التي عرت مبارك من ورقة التوت.
مبارك يظن أن مد يد العون لأمريكا فيما يسمى "مقاومة الإرهاب" يكسبه الحظوة لدى سيده الأمريكي الذي سئم ذلك الملف الدعائي عن "الإرهاب الإسلامي" ويريد أن يصحح الكثير مما أورثه إياه مجرم الحرب جورج بوش، بشرط عدم الإضرار بالمصالح الأمريكية. لذلك فإن مبارك بغبائه استمر في اضطهاد الإخوان المسلمين. ما لا يعلمه مبارك هو أن المخابرات الأمريكية تحتفظ بملف كامل شامل للإخوان المسلمين وتعلم جيدا أنهم صمام الأمن الاجتماعي لفقراء المصريين بما يقدموه من خدمات ضرورية لا تقدمها حكومة مافيا مبارك.
اعتقد مبارك أن معاداة إيران تكسبه الحظوة لدى سيده الأمريكي فحاول تدمير العلاقات المصرية الإيرانية، لكن حكام إيران قابلوا ذلك بالكثير من الصبر والتسامح لأنهم أدرى بأهمية التقارب العربي الفارسي في عالم تسوده التكتلات المترابطة، واستمروا في مهادنة صلف وجهل مبارك الذي ينظر إلى إيران بنظارة أمريكية قديمة، في وقت تغير فيه أمريكا من أسلوب تعاملها مع إيران لأسباب تستعصي على الفهم الضيق لمن كان على شاكلة مبارك من العملاء الأغبياء.
استمر أوباما في إبداء مظاهر عدم الرضا – إن لم يكن الاحتقار – لمبارك وغيره من الحكام العرب الذين تعفنوا فوق كراسي الحكم، واحتار مبارك فيما يمكن عمله لإرضاء سيده الأمريكي، فلما جاءته المشورة - من أحد أغبياء عصابته وما أكثرهم - بأن حزب الله مصنف أمريكيا كمنظمة إرهابية، وبالتالي فإن السيد الأمريكي يرضى لو أمكن تشويه صورة حزب الله، أمسك مبارك بتلك القشة فكانت تلك المسرحية الهزلية التي تتهم حزب الله بالسعي لعمل تفجيرات بمصر. صور غباء مبارك أن ذلك سيلقى استحسانا لدى سيده في وقت تغيرت فيه الأمور وأصبحت أمريكا تفكر في تغيير موقفها من حزب الله بمحاولة بناء الجسور معه حيث أنه ممثل شرعيا بالحكومة اللبنانية.
ماذا بقي لمبارك ليفعله لكي يرضي سيده الأمريكي؟ خاصة وأنه على وفاق مع سيده الصهيوني الذي يعلم ولاءه له وإن أبدى شيئا من الاحتقار الذي تتحمله "تناحة" مبارك وبلادة إحساسه. لم يبق شيء فالمخابرات الأمريكية تعلم أن مبارك لص يبدد ثروة وإمكانيات بلاده ويتسول المعونة الأمريكية، وأن الاستمرار في مساندته ضد شعبه لا يصب في صالح أمريكا، وأن الوقت قد حان لاستبداله بعميل آخر تكون لديه بعض المصداقية في عيون الناس. هذا العميل الجديد بلا شك ليس ذلك الصبي المغرور جمال مبارك الذي تم تدريبه أمريكيا من قبل. أمريكا تدرك أن ذلك الصبي سيكون عاجزا عن كبح جماح كل فروع مافيا مبارك التي ستتصارع على السلطة فيما بينها، وقد يؤدي ذلك إلى ظهور قوى أخرى غير موالية لأمريكا، فبقايا أبناء الطبقة المصرية المتوسطة ما زالت في الظل تغلي غضبا من تدمير البلاد وتعلم أن وصول أحدهم للحكم سيلقى تأييدا من كافة قطاعات الشعب المطحون. لقد بدأ صوت تلك النخبة الواعية يعلو وبدأت آذان الشعب المقهور تسمع وتعي. فويل لك أيها العميل الأمريكي الصهيوني الذي استنفذ أغراضه وفقد تعاطف الجميع خارج دائرة الإعلام الحكومي المنافق.
مبارك يعلم أنه إذا أتى للحكم واحد من أتباعه فقد ينقلب عليه ويقدمه للمحاكمة ككبش فداء ينظف به صفحته في عيون الناس. لذلك فإنه يفضل أن يرثه واحد من أبنائه، لكي يضمن عدم تعرضه للمحاكمة واحتمال شنقه بتهمة الخيانة العظمى والتحالف مع الأعداء وسرقة المال العام وبيع مصر بالقطعة لليهود وتحويلها إلى سجن كبير لأهلها المستباحة أعراضهم وأموالهم وحقوق مواطنتهم ومؤسساتهم الوطنية التي تحميهم وتخطط لمستقبلهم.
تلك هي حسابات مبارك، لكن أمريكا لها حسابات أخرى. أمريكا تريد أن تحسن صورتها المتسخة بالعالم العربي وتريد أن تنأى بنفسها عن بعض عملائها وتضحي بهم على مذبح المصالح الأمريكية التي لم يعد في صالحها استمرار حماية كل النظم الدكتاتورية بالمنطقة العربية. لذلك فإن مبارك يتفانى في إظهار ولائه لأمريكا ورعاية ما يظن أنه مصالحها بالمنطقة. حينما رأى أن أمريكا تريد إخراج أيمن نور من السجن سارع بذلك بعد أن جاءته رسالة غير مباشرة من أوباما الشاغر الجديد للبيت الأبيض، لكن أوباما لم يهتم كثيرا بذلك. مبارك يعلم أن أمريكا تهمها المصالح الإسرائيلية لكنه بغبائه المفرط تصور أن ذلك يشمل مساعدة إسرائيل على إبادة الشعب الفلسطيني بإغلاق معبر رفح، في وقت لم تكن أمريكا فيه مستريحة تماما لما فعلته إسرائيل بشعب غزة وتم توثيقه إعلاميا بفضل قناة الجزيرة القطرية التي عرت مبارك من ورقة التوت.
مبارك يظن أن مد يد العون لأمريكا فيما يسمى "مقاومة الإرهاب" يكسبه الحظوة لدى سيده الأمريكي الذي سئم ذلك الملف الدعائي عن "الإرهاب الإسلامي" ويريد أن يصحح الكثير مما أورثه إياه مجرم الحرب جورج بوش، بشرط عدم الإضرار بالمصالح الأمريكية. لذلك فإن مبارك بغبائه استمر في اضطهاد الإخوان المسلمين. ما لا يعلمه مبارك هو أن المخابرات الأمريكية تحتفظ بملف كامل شامل للإخوان المسلمين وتعلم جيدا أنهم صمام الأمن الاجتماعي لفقراء المصريين بما يقدموه من خدمات ضرورية لا تقدمها حكومة مافيا مبارك.
اعتقد مبارك أن معاداة إيران تكسبه الحظوة لدى سيده الأمريكي فحاول تدمير العلاقات المصرية الإيرانية، لكن حكام إيران قابلوا ذلك بالكثير من الصبر والتسامح لأنهم أدرى بأهمية التقارب العربي الفارسي في عالم تسوده التكتلات المترابطة، واستمروا في مهادنة صلف وجهل مبارك الذي ينظر إلى إيران بنظارة أمريكية قديمة، في وقت تغير فيه أمريكا من أسلوب تعاملها مع إيران لأسباب تستعصي على الفهم الضيق لمن كان على شاكلة مبارك من العملاء الأغبياء.
استمر أوباما في إبداء مظاهر عدم الرضا – إن لم يكن الاحتقار – لمبارك وغيره من الحكام العرب الذين تعفنوا فوق كراسي الحكم، واحتار مبارك فيما يمكن عمله لإرضاء سيده الأمريكي، فلما جاءته المشورة - من أحد أغبياء عصابته وما أكثرهم - بأن حزب الله مصنف أمريكيا كمنظمة إرهابية، وبالتالي فإن السيد الأمريكي يرضى لو أمكن تشويه صورة حزب الله، أمسك مبارك بتلك القشة فكانت تلك المسرحية الهزلية التي تتهم حزب الله بالسعي لعمل تفجيرات بمصر. صور غباء مبارك أن ذلك سيلقى استحسانا لدى سيده في وقت تغيرت فيه الأمور وأصبحت أمريكا تفكر في تغيير موقفها من حزب الله بمحاولة بناء الجسور معه حيث أنه ممثل شرعيا بالحكومة اللبنانية.
ماذا بقي لمبارك ليفعله لكي يرضي سيده الأمريكي؟ خاصة وأنه على وفاق مع سيده الصهيوني الذي يعلم ولاءه له وإن أبدى شيئا من الاحتقار الذي تتحمله "تناحة" مبارك وبلادة إحساسه. لم يبق شيء فالمخابرات الأمريكية تعلم أن مبارك لص يبدد ثروة وإمكانيات بلاده ويتسول المعونة الأمريكية، وأن الاستمرار في مساندته ضد شعبه لا يصب في صالح أمريكا، وأن الوقت قد حان لاستبداله بعميل آخر تكون لديه بعض المصداقية في عيون الناس. هذا العميل الجديد بلا شك ليس ذلك الصبي المغرور جمال مبارك الذي تم تدريبه أمريكيا من قبل. أمريكا تدرك أن ذلك الصبي سيكون عاجزا عن كبح جماح كل فروع مافيا مبارك التي ستتصارع على السلطة فيما بينها، وقد يؤدي ذلك إلى ظهور قوى أخرى غير موالية لأمريكا، فبقايا أبناء الطبقة المصرية المتوسطة ما زالت في الظل تغلي غضبا من تدمير البلاد وتعلم أن وصول أحدهم للحكم سيلقى تأييدا من كافة قطاعات الشعب المطحون. لقد بدأ صوت تلك النخبة الواعية يعلو وبدأت آذان الشعب المقهور تسمع وتعي. فويل لك أيها العميل الأمريكي الصهيوني الذي استنفذ أغراضه وفقد تعاطف الجميع خارج دائرة الإعلام الحكومي المنافق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق