أشعر بالعار لأن مبارك رئيس لمصر، وهو لا يعرف قيمتها ولا أقدارها ولا جغرافيتها ولا تاريخها ولا ما ملكت ولا ما أعطت، وحول بلدا هائل الوزن بحجم مصر إلى عزبة بالحجم العائلي.
أشعر بالعار لأن مبارك رئيس لمصر، وهو الذي لا يملك من الرئاسة مؤهلاتها فلا فوائض عقل ولا زاد من بصيرة ولا حسن بالسياسة ولا شرعية حتى بالخطأ أو بالباطل، فلا هو ديكتاتور ذو رؤية ولا هو منتخب ديموقراطيا، بل هي الصلافة المحضة وتناحة الروح وجلافة اللغة والتصريحات المفرطة في الغياب الذاهل على طريقة "البتاع ده".
أشعر بالعار لأن مبارك رئيس لمصر، وهو لا يخلص لدم ولا يستذكر نسبا لأمة ويتصرف كموظف أرشيف أو كأمين مخزن زاغت مفاتيحه، جاءت به الصدفة إلى رأس بلد كان تاج الرأس وانتهي به إلى بلد بالصدفة، انتهي بنا إلى مقلب نفايات وبواقي فساتين وبقايا صور وأكواب مهشمة وتراب يثقل القلب، وجعلنا نشعر بالخجل من اسم مصر فقد حول علونا خفضا ونزل بنا من حالق إلى الفالق، فلا مكانة ولا دور ولا كرامة من أصله، ولا فرصة للمقارنة إلا مع دول من نوع جيبوتي و الصومال و بوركينا فاسو، ففقرنا من فقرهم ومهانتنا من مهانتهم، نكاد لا يرانا أحد كما لا يراهم أحد، وقد يكون لهم عذرهم، ولنا العذر بالرئيس الذي هو أنكي من العذر بالجهل.
أشعر بالعار لأن مبارك رئيس لمصر، وهو الشخص الذي كانت غاية أحلامه منصب سفير في بلد الإكسلانسات أو رئيس لشركة طيران وانتهي بالبلد إلى مزاد البيع في سوق الإكسلانسات.
أشعر بالعار لأن مبارك رئيس لمصر، فهو يستحق أن يُحاكم لا أن يحكم، أن يفزع لا أن يفزعنا، أن يعزل لا أن يسأل، أن تذهب ريحه لا أن يذهب باسم مصر لها المجد في العالمين.
نعم يا مبارك أشعر بالعار لأنك الرئيس، أشعر بالقرف، أشعر كأني أريد أن أتقيأك.
هناك تعليقان (2):
اعرف ان المقال قديم ولاكن لا اكتفى من قراءه هذا المقال العظيم . عندما كان الدكتور عبد الحليم قنديل يهاجم الحمار كان الاخوان المسلمين يعقدون الصفقات مع الحمار
والان وبعد ان دفع الثمن متل الدكتور عبد الحليم وبعد ان نجحت الثوره الى حد ما لا احد يكرم هذا البطل والكثرين معه.
صدق المثل القائل "لا كرامة لنبي في قومه" صحف المرتزقة مثل "الشروق" و"المصريون" وغيرهما تبرز اليوم في 2013 أمثال الحقير مصطفى الفقي وتتجاهل من كان مثل عبد الحليم قنديل.
إرسال تعليق