إن مصر الآن تمر بمرحلة من أقذر مراحلها التاريخية، فيتم إضعاف جميع مؤسسات الدولة من أجل أن يستمر النظام، ويتم الفتك بالنسيج الاجتماعي المصري، لكي تسهل عملية قيادة المصريين، أي أننا أمام عملية هدم منظم للجسد المصري ليسهل التحكم فيه من رئيس فاقد للشرعية، محدود الذكاء، عديم المواهب ...!
لقد أصبح الدين لله، والوطن للرئيس ...!
(الشاعر: عبد الرحمن يوسف القرضاوي)
السطور أعلاه للشاعر الشاب تشرح بوضوح وذكاء أحد جوانب المشكلة فيما يتعلق بالوضع العام لمصر، أما أسباب تفجير الإسكندرية فتلك قضية تحتاج للمزيد من التمحيص. أنا لست من المؤمنين بأن الفاعل هو ذلك التنظيم الوهمي الذي اخترعته المخابرات الأمريكية وأطلقت عليه اسم "تنظيم القاعدة"، وردده من بعد ذلك كل البلهاء العرب. فتنظيم القاعدة هذا كان له موقع على الإنترنيت في سنواتها الأولى تبين بالبحث أن منشئ الموقع "خواجه" اسمه "جون دافيد" من مريلاند بولاية تكساس الأمريكية.
ولست من المؤمنين بأن الفاعل "انتحاري" من المسلمين المعتوهين المؤمنين بجدوى "الجهاد" بمفهومه الذي يريد "الخواجات" رسمه في مخيلة العالم. هذه الطائفة الوهمية لا وجود لها في مصر على وجه التحديد وربما في العالم أجمع وهي صورة مدسوسة على الإسلام والمسلمين من جهات استخبارات عدوة للإسلام والمسلمين وتود أن تلصق بهم كل الاتهامات البشعة التي تصورهم بصورة الإرهابيين المجاهدين الذين يبتغون مرضاة الله بأساليب مريضة.
من البديهي أن من رسم وخطط لذلك التفجير هو المستفيد الأول من نتيجة فعلته. من الفاعل إذن؟ وماذا يبغي تحقيقه بفعلته الشنعاء؟
محاولة تأجيج نار فتنة طائفية يفتح الباب لعدة أمور أولها أن ينشغل الناس بالانتقام وقتل بعضهم البعض، فيلهيهم ذلك عما فعله بهم النظام الدكتاتوري المباركي من التدمير والخضوع التام لمشيئة الصهيونية الأمريكية، ويصرف انتباههم عن المستقبل المظلم الذي ينتظر أبناءهم إذا ما استمر نظام اللصوصية والتبعية في الحكم والتدمير الممنهج.
الهدف الآخر المحتمل هو أن يدفع سعار الفتنة الطائفية بالأقباط إلى محاولة تفتيت البلاد على النمط السوداني وقسمتها إلى شمال وجنوب يتناحران ويبغضان بعضهما البعض. المستفيد الوحيد من ذلك هو الصهيونية الأمريكية وإسرائيل، وعميلهما الحمار القابع في مربطه بشرم الشيخ والذي ينفذ تعليمات أسياده دون فهم أو تفكير في مقابل ما يظن أنه حمايته من بطش الشعب به. إنقاذ ما يمكن إنقاذه وإيقاف معاول الهدم يبدأ بالخلاص من ذلك الدكتاتور الغبي محمد حسني مبارك الذي سئم العدو والصديق سحنته البليدة.