جاء وقت الحساب لرئيس مصر
الحالي عبد الفتاح السيسي. جاءت لحظة الاختبار الأعظم الذي سيكشف عن حقيقة معدن هذا
الرجل. هل هو كما يراه الكثيرون – وأنا من بينهم – رجل الساعة الذي أرسلته العناية
الإلهية لكي ينقذ مصر من المستنقع الذي ساقنا إليه جهل وسفه الإخوان المسلمين؟ أم
أنه صورة محسنة من عملاء الصهيونية الأمريكية، تولى الإعلام الموجه تلميعها؟
اختبار عباد الشمس كما يقول
الفرنجة litmus test هو كيف يتصرف السيسي
عندما تطلب منه الإدارة الصهيونية الأمريكية إرسال قوات مصرية للمساعدة في "محاربة
الإرهاب" خارج الحدود المصرية، وفي العراق على وجه التحديد. هذا هو الخط
الأحمر الذي لو تخطاه السيسي كانت نهايته. هذا أمر لن يغفره أحد من المصريين مهما
قيل، ومهما يقال، ومهما كان ما قد يقال مستقبلا من مبررات مزيفة. لن يغفر مثل هذا الأمر
الصديق، قبل العدو السياسي من الإخوان المغفلين المغيبين، أوغيرهم من ضيقي الأفق.
الكل
يعلم أن "الإرهاب الإسلامي" اختراع صهيوني أمريكي بامتياز، وأن ما كان
يسمى بتنظيم القاعدة Al-Qaeda قد تم إعادة
تدويره وأطلقوا عليه اسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) المسمى
بالإنجليزية تنظيم
Islamic State in Iraq and Syria (ISIS) ظانين أنهم سيخدعون
به العالم مرة أخري، وأنه لا أحد يعرف أن كل تلك التنظيمات يتم تكوينها وتمويلها
وتدريبها وتسليحها بمعرفة الصهيونية الأمريكية، في حملتها المسعورة لتدمير الدول
المحيطة بدويلة إسرائيل التي تحكم دولة أمريكا بواسطة الصهاينة الأمريكيين.
من
حسن حظ مصر والمصريين أن هذا الاختبار يأتي مبكرا، ومن حسن حظ السيسي - لو كان مخلصا - أن هذا الاختبار سيثبت أقدامه لسنوات طوال. فأمريكا تحت حكم الصهيونية دولة مارقة
قد أعلنت عداءها لأهل منطقة الشرق الأوسط بأكملها من أجل سواد عيون تلك الدويلة
التي قال عنها يوما أحد الدبلوماسيين الفرنسيين بالإنجليزية (دانيل برنارد سفير فرنسا لدى بريطانيا) أنها قطعة من البراز:
That shitty little country
That shitty little country
هناك تعليق واحد:
الإصلاح في جميع المجالات دفعة واحدة ضرب من المستحيل. أنت تريد تغيير طبيعة شعب بين يوم وليلة. هل لاحظت أن السيسي بدأ حديثه بالبسملة في تجمع دولي بالأمم المتحدة؟ قد يكون هذا مقبولا في اجتماع للمؤتمر الإسلامي، لكنني لم أسمع رئيسا واحدا بالأمم المتحدة بدأ حديثه باسم الأب والإبن والروح القدس. هذا مثال رمزي لإيضاح مدى صعوبة التغيير في بيئة متحجرة لم تواكب العصر. أوافقك على كل ما قلت ولكن تلك الأمور يلزمها بعض الوقت لأن "يوم الحكومة بسنة". الذي لا شك فيه هو أن الأمور أفضل وتسير في الاتجاه الصحيح رغم بطء وتيرة الإصلاح. إذا لم أكن مخطئا السيسي هو رجل المرحلة. الأمر يكون مختلفا لو فكر في إرسال قوات مصرية لتحارب في العراق وهو يعلم جيدا أن داعش صناعة أمريكية أو إذا أشار يوما إلى أن أحداث 11 سبتمبر كانت من فعل الإرهابيين وليس الحكومة الأمريكية أو حليفها الصهيوني.
إرسال تعليق