بقلم:
عبد الرحمن يوسف
هل تذكر فيلم القلب الشجاع؟ أيوه ...
بطولة وإخراج (ميل جيبسون)، يحكي قصة البطل (ويليام والاس) وحربه المستعرة ضد
الإنجليز، وقيادته لشعب أسكتلندا.
بغض النظر عن الحقيقي والمخترَع في قصة (ويليام والاس)، حيث إن جزء كبيرا من الفيلم لا يطابق أحداث التاريخ، إلا أن القصة واقعية جدا، وهو من الأفلام التي تأثرت بها في حياتي، من أكثر ما أثر في نفسي من هذا الفيلم هو كيفية دخول أو (تورُّط) ويليام والاس في مقاومة الإنجليز.
لقد حاول (ويليام والاس) بكل الطرق أن يكون مواطنا من الذين يمشون (جنب الحيط)، ووافق على سائر قوانين الظلم، ولم يفكر في أي لحظة من اللحظات أن يقاوم، فضلا عن أن يقود المقاومة، ناهيك عن أن يكون شهيدها وملهمها!
لقد رضي أن يعيش مزارعا بسيطا في بيت صغير في قريته، وأن يدفع الضرائب الظالمة لنبيل من نبلاء الإنجليز يستعبد الناس في تلك القرية، بل إنه لم يفكر في مقاومة القانون الظالم الذي يعطي حق الليلة الأولى في الزواج للنبلاء الإنجليز، وكل ما استطاع أن يفعله أن يتزوج حبيبته سرا، لكي لا يشاركه فيها أحد.
فماذا كانت النتيجة؟
لقد جَرُّوهُ إلى الحرب جَرًّا، ودفعوه لمقاومتهم دفعا، فقتلوا حبيبته، وخربوا بيته، وهذه عبرة لكل من يظن أن الحياة في ظل الاستبداد ممكنة، أو أن التطبيع مع الأنظمة العسكرية وارد، هذا وهم، ولن ينجو أحد – مهما حاول – من بطش هؤلاء الظلمة أبدا.
الحياة في مصر الآن، في ظل حكم العسكر، تحت قيادة رئيس جمورية الأمر الواقع عبدالفتاح "سيسي" ... تشبه حياة (ويليام والاس) الأسكتلندي تحت حكم الإنجليز في القرن الثالث عشر، وكل من يظن أنه يستطيع أن يعيش في ظل هذا النظام دون أن يصاب في مقتل ... كل من يظن ذلك واهم، عبيط، ساذج !!!
ستعيش أيها المواطن المصري تعمل في وظيفتك الحكومية التي تدر عليك دخلا قليلا ثابتا، ثم تفاجأ بأن قانونا للخدمة المدنية قد صدر، لكي ينغص عليك حياتك، ويسهل للحكومة الخلاص منك وإلقاءك في الشارع دون حقوق أو ضمانات، دون تأمين صحي أو اجتماعي، وبعد أن اقتطعت منك الدولة آلاف الجنيهات لصناديق التأمين الاجتماعي ... ستفاجأ بأن الحكومة قد سرقت أموال الضمان الاجتماعي، وأن معاشك (الذي هو ملاليم) لن تحصل عليه، وإذا حصلت عليه فسوف تكتشف أن العملة قد انهارت، وأن هذا المعاش لا يكفيك (عيش حاف.
سترى في الوقت نفسه مرتبات العسكريين في الجيش والشرطة والقضاء تتضاعف، وتتساقط عليهم البدلات والمكافآت من السماء كأنها المنُّ والسلوى ... وإذا فكرت في الشكوى سيقال لك “مافيش ... استحمل علشان مصر.”
لو قررت أن تصبر، وأن تستثمر في تعليم أبناءك، ستكتشف أن الأماكن في التعليم محجوزة لأبناء الذوات، وابنك المسكين رغم اجتهاده تم تبديل ورقة إجابته مع ابن فلان أو علان من الواصلين، فحصل على صفر (مثل الطالبة المجدة مريم ملاك) أو على أقل مما يستحق.
وإذا افترضنا أن ابنك استطاع أن يحصل على مجموع، فستجد أن كثيرا من الكليات محرمة عليه أصلا، مثل الكليات العسكرية وغيرها، ولكن الأسوأ أن هناك كثيرا من الكليات قد حرموها على أبناء كثير من المصريين بسبب قانون التوزيع الجغرافي الظالم، الذي يحرم أبناء الأقاليم من دخول عدد من كليات القمة.
من المؤسف أن هذا القانون سيطبق على أبنائك أنت فقط، أما أبناء الضباط والقضاة فسوف تستثنيهم الجامعات بشكل رسمي ... بنفوذ آبائهم ... بلدهم ... والحجة هي الأمن القومي!
وإذا افترضنا أن ابنك تمكن من دخول أي كلية من كليات القاع (أو القمة حتى) فستفاجأ بأنه قد فصل من التعليم فصلا نهائيا دون حكم قضائي، هكذا ... بمزاج مجموعة من البلطجية الذين وصلوا لأعلى المناصب في الجامعة، يفصل الطلبة فصلا نهائيا من الجامعات، لأي سبب كان.
وإذا تمكن من إنهاء دراسته، وكان من المتفوقين ... فستجد التعيين في الجامعة من نصيب أبناء الأساتذة فقط، وابنك سيلقى في الشارع.
إذا افترضنا أنك ستتحرر من كل ذلك، وستبدأ عملا مستقلا، أرض الله واسعة، والرزق "يحب الخفية" ... "اسع يا عبد ... وانا اسعى معاك" ... هذا كلام أفلام، فالحقيقة أن الضرائب ستثقل كاهلك، والرشاوى ستقصم ظهرك، لأنك من الضعفاء، ليس لك ظهر، ولن تجد حقا لك في أي شيء دون أن تمر بكلب من كلاب السلطة ينهش من لحمك الحي ما ينهش.
وفي الوقت نفسه ستجد الأموال تنهمر على أصحاب الواسطة، وعلى اللواءات المتقاعدين الذين ينافسونك في كل المجالات، وستجد نفسك مجرد فأر وسط مجموعة من الأسود.
توزع عليهم الأراضي برخص التراب، ويأخذون دعما ماديا مباشرا لصادراتهم من الدولة، ويستثنون من الضرائب والإجراءات بكل الطرق الرسمية وغير الرسمية، تفصل من أجلهم القوانين تفصيلا، أما أنت ... فلا بد أن يطبق عليك القانون، ولا بد أن ترشوهم وأن تتذلل لهم لكي يقبلوا بتطبيق القانون، وحتى إذا فعلت ذلك ... فلن تربح، لأن رأس مالك لن يتحمل كل هذه الإتاوات التي لا تنتهي.
إذا شكوت بعد كل هذا الظلم بالتظاهر أو بوقفة احتجاجية ... ستصبح من المعارضين، إرهابيا، دمك حلال، عرضك حلال، أموالك حلال، سمعتك حلال.
ستدخل أي قسم شرطة، يعلم الله هل ستخرج منه حيا؟ أم ستخرج بعاهة؟ أم قد تظل فيه سنوات حتى ينتبه أحد لوجودك فيه؟! من الممكن أن تختفي اختفاء قسريا كما حدث لآلاف المواطنين غيرك.
في الوقت نفسه ... ستجد أمناء الشرطة يتظاهرون بأسلحتهم، ولا يقترب منهم أحد !
إذا قررت اللجوء للقضاء لرفع الظلم عنك لأي سبب ستجد منظومة تتحيز ضدك من البداية، ترى أن أي انتقاد لها يعتبر إهانة للقضاء، وإذا حصلت على أدلة على أي انتهاك ضدك وقررت أن تذهب للطب الشرعي ... فستجد أن الحكومة قد أغلقت أمامك هذا الطريق ... الطبيب الشرعي استخرج تقرير وفاة لشاب قتلته الشرطة على أساس أنه مات مختنقا بلفافة بانجو من قبل! وأصدر شهادات وفاة لمنتحرين انتحروا بثلاث طلقات! وشهد أن خط الطالبة "مريم ملاك" يطابق خطها في ورقة الإجابة التي حصلت فيها على صفر في امتحانات الثانوية العامة برغم عدم معقولية الحصول على صفر أصلا!
أما إذا ظننت أن الفرج سيأتي للجميع، وأن مصر مقبلة على خير يعم الناس جميعا، فإنني أقول لك (لن ترى مصر خيرا تحت حكم هؤلاء اللصوص).
مصر اكتشفت كشفا كبيرا من الغاز في البحر الأبيض المتوسط، ولكن هل سيصل لك مليم واحد من هذا الخير؟
تقول التقارير:
لقد اكتشف الغاز بتنقيب شركتين، "إيني" و"إديسون" الإيطاليتين، وقد قامت الشركتان برفع أسعار بيع الغاز إلى مصر بنسبة 100% منذ شهرين، فأصبح سعر بيع المليون وحدة حرارية هو (5.88 دولار) أي ضعف السعر السابق (قبل الانقلاب العسكري).
وزارة البترول المصرية أعلنت رفع السعر أيضا في يوليو 2015، واعترفت بأنها وقعت عقدا مع الشركتين المذكورتين، وبمقتضاه تضاعف السعر، وسيسري العقد على الإنتاج من "الاستكشافات الجديدة" للشركتين في مصر (واخد بالك)!
الأمر واضح ... لقد اكتشف الغاز منذ عدة شهور، وما حدث أن مسؤولي الدولة المصرية قد قبضوا عمولاتهم الحرام مقابل رفع السعر، (وهو أمر يصعب أن يتخيل حدوثه دون أن يكون رئيس الجمهورية نفسه في الصورة.)
خلاصة الكلام:
إياك أن تتخيل عزيزي المواطن أن مشكلة النظام مع الإخوان المسلمين، أو مع مجموعة من السياسيين ... مشكلة هذا النظام أنه عدو لمصر وللمصريين جميعا، إنه نظام طبقي، عنصري، يرى المصريين عبيدا لا يستحقون سوى الكرباج، وكل من يتخيل أنه يستطيع أن يعيش في مصر دون أن يصيبه ضرر كبير مباشر في أعز ما يملك بسبب هذا النظام ... واهم!
إن إسقاط هذا النظام واجب وطني، وضرورة شخصية لكل فرد في هذا البلد، وإذا انتظرنا عليه ... فلا تستغربوا إذا قرر أن يمنح نبلاءه حق الليلة الأولى!
بغض النظر عن الحقيقي والمخترَع في قصة (ويليام والاس)، حيث إن جزء كبيرا من الفيلم لا يطابق أحداث التاريخ، إلا أن القصة واقعية جدا، وهو من الأفلام التي تأثرت بها في حياتي، من أكثر ما أثر في نفسي من هذا الفيلم هو كيفية دخول أو (تورُّط) ويليام والاس في مقاومة الإنجليز.
لقد حاول (ويليام والاس) بكل الطرق أن يكون مواطنا من الذين يمشون (جنب الحيط)، ووافق على سائر قوانين الظلم، ولم يفكر في أي لحظة من اللحظات أن يقاوم، فضلا عن أن يقود المقاومة، ناهيك عن أن يكون شهيدها وملهمها!
لقد رضي أن يعيش مزارعا بسيطا في بيت صغير في قريته، وأن يدفع الضرائب الظالمة لنبيل من نبلاء الإنجليز يستعبد الناس في تلك القرية، بل إنه لم يفكر في مقاومة القانون الظالم الذي يعطي حق الليلة الأولى في الزواج للنبلاء الإنجليز، وكل ما استطاع أن يفعله أن يتزوج حبيبته سرا، لكي لا يشاركه فيها أحد.
فماذا كانت النتيجة؟
لقد جَرُّوهُ إلى الحرب جَرًّا، ودفعوه لمقاومتهم دفعا، فقتلوا حبيبته، وخربوا بيته، وهذه عبرة لكل من يظن أن الحياة في ظل الاستبداد ممكنة، أو أن التطبيع مع الأنظمة العسكرية وارد، هذا وهم، ولن ينجو أحد – مهما حاول – من بطش هؤلاء الظلمة أبدا.
الحياة في مصر الآن، في ظل حكم العسكر، تحت قيادة رئيس جمورية الأمر الواقع عبدالفتاح "سيسي" ... تشبه حياة (ويليام والاس) الأسكتلندي تحت حكم الإنجليز في القرن الثالث عشر، وكل من يظن أنه يستطيع أن يعيش في ظل هذا النظام دون أن يصاب في مقتل ... كل من يظن ذلك واهم، عبيط، ساذج !!!
ستعيش أيها المواطن المصري تعمل في وظيفتك الحكومية التي تدر عليك دخلا قليلا ثابتا، ثم تفاجأ بأن قانونا للخدمة المدنية قد صدر، لكي ينغص عليك حياتك، ويسهل للحكومة الخلاص منك وإلقاءك في الشارع دون حقوق أو ضمانات، دون تأمين صحي أو اجتماعي، وبعد أن اقتطعت منك الدولة آلاف الجنيهات لصناديق التأمين الاجتماعي ... ستفاجأ بأن الحكومة قد سرقت أموال الضمان الاجتماعي، وأن معاشك (الذي هو ملاليم) لن تحصل عليه، وإذا حصلت عليه فسوف تكتشف أن العملة قد انهارت، وأن هذا المعاش لا يكفيك (عيش حاف.
سترى في الوقت نفسه مرتبات العسكريين في الجيش والشرطة والقضاء تتضاعف، وتتساقط عليهم البدلات والمكافآت من السماء كأنها المنُّ والسلوى ... وإذا فكرت في الشكوى سيقال لك “مافيش ... استحمل علشان مصر.”
لو قررت أن تصبر، وأن تستثمر في تعليم أبناءك، ستكتشف أن الأماكن في التعليم محجوزة لأبناء الذوات، وابنك المسكين رغم اجتهاده تم تبديل ورقة إجابته مع ابن فلان أو علان من الواصلين، فحصل على صفر (مثل الطالبة المجدة مريم ملاك) أو على أقل مما يستحق.
وإذا افترضنا أن ابنك استطاع أن يحصل على مجموع، فستجد أن كثيرا من الكليات محرمة عليه أصلا، مثل الكليات العسكرية وغيرها، ولكن الأسوأ أن هناك كثيرا من الكليات قد حرموها على أبناء كثير من المصريين بسبب قانون التوزيع الجغرافي الظالم، الذي يحرم أبناء الأقاليم من دخول عدد من كليات القمة.
من المؤسف أن هذا القانون سيطبق على أبنائك أنت فقط، أما أبناء الضباط والقضاة فسوف تستثنيهم الجامعات بشكل رسمي ... بنفوذ آبائهم ... بلدهم ... والحجة هي الأمن القومي!
وإذا افترضنا أن ابنك تمكن من دخول أي كلية من كليات القاع (أو القمة حتى) فستفاجأ بأنه قد فصل من التعليم فصلا نهائيا دون حكم قضائي، هكذا ... بمزاج مجموعة من البلطجية الذين وصلوا لأعلى المناصب في الجامعة، يفصل الطلبة فصلا نهائيا من الجامعات، لأي سبب كان.
وإذا تمكن من إنهاء دراسته، وكان من المتفوقين ... فستجد التعيين في الجامعة من نصيب أبناء الأساتذة فقط، وابنك سيلقى في الشارع.
إذا افترضنا أنك ستتحرر من كل ذلك، وستبدأ عملا مستقلا، أرض الله واسعة، والرزق "يحب الخفية" ... "اسع يا عبد ... وانا اسعى معاك" ... هذا كلام أفلام، فالحقيقة أن الضرائب ستثقل كاهلك، والرشاوى ستقصم ظهرك، لأنك من الضعفاء، ليس لك ظهر، ولن تجد حقا لك في أي شيء دون أن تمر بكلب من كلاب السلطة ينهش من لحمك الحي ما ينهش.
وفي الوقت نفسه ستجد الأموال تنهمر على أصحاب الواسطة، وعلى اللواءات المتقاعدين الذين ينافسونك في كل المجالات، وستجد نفسك مجرد فأر وسط مجموعة من الأسود.
توزع عليهم الأراضي برخص التراب، ويأخذون دعما ماديا مباشرا لصادراتهم من الدولة، ويستثنون من الضرائب والإجراءات بكل الطرق الرسمية وغير الرسمية، تفصل من أجلهم القوانين تفصيلا، أما أنت ... فلا بد أن يطبق عليك القانون، ولا بد أن ترشوهم وأن تتذلل لهم لكي يقبلوا بتطبيق القانون، وحتى إذا فعلت ذلك ... فلن تربح، لأن رأس مالك لن يتحمل كل هذه الإتاوات التي لا تنتهي.
إذا شكوت بعد كل هذا الظلم بالتظاهر أو بوقفة احتجاجية ... ستصبح من المعارضين، إرهابيا، دمك حلال، عرضك حلال، أموالك حلال، سمعتك حلال.
ستدخل أي قسم شرطة، يعلم الله هل ستخرج منه حيا؟ أم ستخرج بعاهة؟ أم قد تظل فيه سنوات حتى ينتبه أحد لوجودك فيه؟! من الممكن أن تختفي اختفاء قسريا كما حدث لآلاف المواطنين غيرك.
في الوقت نفسه ... ستجد أمناء الشرطة يتظاهرون بأسلحتهم، ولا يقترب منهم أحد !
إذا قررت اللجوء للقضاء لرفع الظلم عنك لأي سبب ستجد منظومة تتحيز ضدك من البداية، ترى أن أي انتقاد لها يعتبر إهانة للقضاء، وإذا حصلت على أدلة على أي انتهاك ضدك وقررت أن تذهب للطب الشرعي ... فستجد أن الحكومة قد أغلقت أمامك هذا الطريق ... الطبيب الشرعي استخرج تقرير وفاة لشاب قتلته الشرطة على أساس أنه مات مختنقا بلفافة بانجو من قبل! وأصدر شهادات وفاة لمنتحرين انتحروا بثلاث طلقات! وشهد أن خط الطالبة "مريم ملاك" يطابق خطها في ورقة الإجابة التي حصلت فيها على صفر في امتحانات الثانوية العامة برغم عدم معقولية الحصول على صفر أصلا!
أما إذا ظننت أن الفرج سيأتي للجميع، وأن مصر مقبلة على خير يعم الناس جميعا، فإنني أقول لك (لن ترى مصر خيرا تحت حكم هؤلاء اللصوص).
مصر اكتشفت كشفا كبيرا من الغاز في البحر الأبيض المتوسط، ولكن هل سيصل لك مليم واحد من هذا الخير؟
تقول التقارير:
لقد اكتشف الغاز بتنقيب شركتين، "إيني" و"إديسون" الإيطاليتين، وقد قامت الشركتان برفع أسعار بيع الغاز إلى مصر بنسبة 100% منذ شهرين، فأصبح سعر بيع المليون وحدة حرارية هو (5.88 دولار) أي ضعف السعر السابق (قبل الانقلاب العسكري).
وزارة البترول المصرية أعلنت رفع السعر أيضا في يوليو 2015، واعترفت بأنها وقعت عقدا مع الشركتين المذكورتين، وبمقتضاه تضاعف السعر، وسيسري العقد على الإنتاج من "الاستكشافات الجديدة" للشركتين في مصر (واخد بالك)!
الأمر واضح ... لقد اكتشف الغاز منذ عدة شهور، وما حدث أن مسؤولي الدولة المصرية قد قبضوا عمولاتهم الحرام مقابل رفع السعر، (وهو أمر يصعب أن يتخيل حدوثه دون أن يكون رئيس الجمهورية نفسه في الصورة.)
خلاصة الكلام:
إياك أن تتخيل عزيزي المواطن أن مشكلة النظام مع الإخوان المسلمين، أو مع مجموعة من السياسيين ... مشكلة هذا النظام أنه عدو لمصر وللمصريين جميعا، إنه نظام طبقي، عنصري، يرى المصريين عبيدا لا يستحقون سوى الكرباج، وكل من يتخيل أنه يستطيع أن يعيش في مصر دون أن يصيبه ضرر كبير مباشر في أعز ما يملك بسبب هذا النظام ... واهم!
إن إسقاط هذا النظام واجب وطني، وضرورة شخصية لكل فرد في هذا البلد، وإذا انتظرنا عليه ... فلا تستغربوا إذا قرر أن يمنح نبلاءه حق الليلة الأولى!
انتهى المقال
تعليق:
لقد سئمت الكتابة عن أحوال مصر لعدة أسباب أهمها
أنني أعيش خارجها منذ قرابة نصف القرن، وبالتالي فأنا لم أعد أعرف الكثير عن
أحوالها. ما أعرفه الآن هو حصيلة ما أقرأه أو أسمعه من الذين يعيشون بمصر أو من
المهاجرين المصريين المتقاعدين الذين يزورونها كل عام ويدورون في فلك مغلق عند
الزيارة. الحكم العسكري في مصر قد أصبح من الأمراض المتوطنة مثل البلهارسيا، يصعب
القضاء عليه، والإنسان المصري قد انحدر إلى درك سحيق تحت ضغط الظروف الاقتصادية المتردية.
الشاعر عبد الرحمن يوسف إنسان سوي وله ماض وطني
مشرف، شأنه في ذلك شأن الكثيرين من الكتاب الوطنيين الذين انهالت عليهم المصائب
فمنهم من أصيب بلوثة تحت تهديد ما، مثل المفكر الطبيب الفذ محمد الجوادي، ومنهم من
خدعه حبه لوطنه مثل الكاتب الوطني الشجاع عبد الحليم قنديل، فاستسلم للأمر الواقع
أو اعتقد واهما أن السيسي هو المنقذ والمخلص، ومنهم من كان مثلي يدفعه نقص المعلومات
إلى التذبذب بين الرأي ونقيضه. لكن الواضح هو أن دولة العسكر قائمه وأن السيسي لو
كان حقا وطنيا يرجو الخير لبلاده فلن يستطيع لأنه جزء من تركيبة فاسدة معقدة يسهل
عليها الانقضاض عليه في أي وقت.
تجربة السيسي ليست جديدة على مصر والمصريين، فهو
نسخة من خفي الذكر جمال عبد الناصر الذي حاول دون علم أو معرفة أن يعمل خارج نطاق قدراته الحقيقية، فلجأ إلى المناورة والخداع لكي يستمر، وسار بمصر نحو ما نحن فيه الآن من دمار شامل يلزم لإصلاحه
وقت لا نملكه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق