الآن
وبعد أن راحت السكرة وجاءت الفكرة، يمكننا أن نعيد تقييم الموقف في مصر. عبد الفتاح
السيسي له عدة صفات واضحة هي أنه مخادع مراوغ لئيم خبيث جهول لا يمكن له أن يصلح
الأمور حتى لو أراد. السبب الواضح جدا الذي تجاهلناه طويلا هو أن الدكتاتورية العسكرية
لا تأتي بأي خير على المدى البعيد، وتسير بالبلاد على طريق الانهيار الاقتصادي
والاجتماعي بخطى سريعة.
عبد
الفتاح السيسي كان ضروريا في مرحلة ما لتقليل الخسائر بعد مؤامرة تمكين الإخوان
المسلمين عن عمد ثم الإطاحة بهم بعد كشف عورتهم للناس. من يعتقد أن عبد الفتاح السيسي كان
المنقذ الملهم مخطىء لأنه كان مجرد أداة في يد قيادات الجيش الحاكمة وجزء لا يتجزأ
من عملية خداع المصريين وتصفية ثورتهم.
عبد
الفتاح السيسي لا يصلح للرئاسة لأن مستواه الثقافي والفكري منحط ولا يمتلك مقومات
رجل الدولة الظاهر منها والباطن، وهو أيضا لا يصلح قائدا للجيش لأنه على مستوى
الشئون العسكرية لا يزيد عن ضابط مشاة مسطح لم يتعلم الكثير عن تطور الشئون
العسكرية.
عبد
الفتاح السيسي لا يجيد سوى المؤامرات والتآمر وهو جزء صغير من القيادة
العسكرية الجهولة التي حكمت وما زالت تحكمه وتحكم مصر، وهي تشمل مبارك وطنطاوي وكل الوجوه الكئيبة التى
أودت بالبلاد إلى الهاوية في ظل التبعية المطلقة للصهيونية الأمريكية.
الحقائق
على الأرض تقول أن مستقبل مصر والشعب المصري أحلك سوادا مما يرى الكثيرون، فمصر
اليوم دولة بلا مستقبل تستهلك ولا تنتج، وسوف تزداد الفجوه بين الشعب والانكشارية
الجدد أي كبار وصغار ضباط الجيش المصري الحالي، ويزداد مستوى فقر السواد الأعظم من
أفراد الشعب سريعا إلى الدرجة التي تؤدي إلى ثورة جديدة تختلف كثيرا عن ثورة 25 يناير
2011 لأنها سوف تكون ثورة دموية علي ضباط الجيش والأغنياء، بعد أن يعجز السواد
الأعظم من الشعب عن شراء قوت يومه.
الاحتمال
الوحيد الذي قد يغير من هذا السيناريو الأكيد هو انقلاب عسكري يطيح بالقيادات
الحالية ويسلم قيادة الدولة للمدنيين ذوي العقول الواعية، ويحاكم خونة الماضي ويعدم
من يستحق الإعدام منهم. هذا أمر ضعيف الاحتمال لأن كل شيء بالجيش المصري مرتب لحماية
القيادة لدرجة أنه يقال أن الذخيرة بعيدة المنال عن كافة وحدات الجيش وتحتاج
تصاريحا من جهات تحمي تلك القيادات الجهولة العفنة.
المؤشر
السريع لمن لا يملك القدرة على التحليل والاستنتاج هو أن العملة المصرية سوف تستمر أسعارها في
الانهيار المتسارع نظرا لاستمرار الإسراف في طباعتها، ويتبع ذلك ارتفاع الأسعار
وانخفاض القيمة الشرائية للجنيه المصري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق