الجيوش غير النظامية من المرتزقة بالمنطقة العربية أشكال وألوان وهي في
مجملها بصفة عامة تعمل لمن يدفع أكثر، بعيدا عن المثاليات والأخلاقيات. لقد تركت
لهم المخابرات الأمريكية حرية الحركة بحيث أن بعضهم يستخرج النفط ويبيعه
بالدولارات الورقية التي تنتجها مطابع البنكنوت الأمريكية.
أما الجيش المصري النظامي فأمره يختلف بعض الشيء. المواطن المصري الذي ما
زال يعتقد أن الجيش المصري هو جيش مصر - حامي حماها الذي يحافظ على ترابها - واهم أو حالم، فالجيش
المصري ليس إلا جيشا نظاميا من المرتزقة، لا يختلف كثيرا في جوهره عن شراذم
المرتزقة من غير النظاميين بالوطن العربي.
كبار القادة بالجيش المصري لا تتم ترقيتهم إلا إذا كانوا مطابقين للمواصفات.
أبرز تلك المواصفات هي انحطاط المستوى الثقافي مع قدر وفير من النرجسية والغرور،
أضف إلى ذلك بعض الغباء المزمن والانتهازية المفرطة. بعد اختيارهم يتم إرسالهم إلى أمريكا لكي تقوم وكالة
المخابرات المركزية الأمريكية بتدجينهم، ويتم إعطائهم - رغم جهلهم - بعض الدرجات العلمية
في الشئون الحربية، فيعودون لمصر أشد جهلا وغرورا واستسلاما للتبعية الصهيونية الأمريكية، يفرحون وينتفخون زهوا لأن العدو الصهيوني الأمريكي "الخواجة" يهتم بهم ويستقبلهم، لكي يرتب معهم شئون عمالتهم.
أما صغار الضباط فإن طبيعة تدريبهم تجردهم من شخصياتهم وتحولهم
إلى كلاب معلوفة مدربة تطيع الأوامر والتعليمات دون تفكير أو انتقاد أو نقاش، وإذا
بدا على أي منهم بوادر ذكاء أو معرفة تم التخلص منه بالتقاعد المبكر. هؤلاء الضباط
راضين اليوم ومستسلمين لأنهم متميزون ماديا عن بقية أفراد الشعب الجائع المقهور. يفرحون ويزهون بالقطع النحاسية على أكتافهم.
هل يمكن أن ينتظر الشعب المصري أي خير على يد هذا الجيش؟
... الإجابة هي لا ... أقولها وكلي ألم وحزن وأسف. الجيش الذي دمر حكمه البلاد منذ عام 1952 لا يعرف ولا يفهم المبادئ الأساسية لإدارة الدول الحرة الحديثة.
هل يمكن أن تحدث معجزة ما تغير هذا الحال؟ ... علمه عند
ربي! ربما أن عصر المعجزات لم ينته بعد، وربما امتد لكي يتم إنقاذ مصر وأهلها من مصير
حالك السواد، بدت دلائله الواضحة لكل مصري، حتى هؤلاء المخدوعين الذين عميت بصيرتهم في السنوات القليلة الماضية.