على الطائرة في الطريق إلى القاهرة - شفيق يتحسس قفاه
هذه الوصلة تأخذك إلى برنامج
تلفازي هام يوضح لك من هو أحمد شفيق. الغريب في الأمر أن كل مشارك وطني في ذلك
البرنامج الحواري الهام قد اختفى تماما بعد انقلاب السيسي على الرئيس الشرعي. سوف تري
ريم ماجد ويسري فودة وعلاء الأسواني وحمدي قنديل ونجيب ساويرس وكلها شخصيات وطنية
فذة - بغض النظر عن أي دوافع أخرى - تتحاور مع مندوب مافيا العسكر الخونة بكل الوطنية والثقة في مستقبل الثورة التي لم
يخطر على بال أحد عندئذ أن تافها مثل "بلحة العرص" وأشباهه من حثالة العسكر يمكن له أن يتمكن من
وأدها بالخديعة وادعاء الوطنية، وخداعهم للنسوة والبسطاء المفلسين فكريا، الذين لا يمتلكون وضوح الرؤية أو البصيرة أو القدرة على تحليل أبسط المتناقضات الواضحة.
من هو أحمد شفيق؟ هو جزء من نظام حسني مبارك الذي قامت ثورة يناير 2011 من أجل اجتثاث جذوره، وهو جزء لا يتجزأ من مافيا لصوص العسكر التي حكمت ومازالت تحكم مصر لتنهب جزءا من ثروتها وتهدر ما يتبقى من تلك الثروة، وسارت بالبلاد من سيئ إلى أسوأ منذ ذلك الانقلاب المشئوم في 23 يوليو 1952 والذي أوصلنا إلى مرحلة انحطاط - تحت حكم صهيوني خسيس - يعلم الله وحده متى وكيف تنتهي تلك المرحلة الكئيبة من تاريخ مصر.
أحمد شفيق له مصالح مصيرية مرتبطة ببقاء تلك المافيا في الحكم. تلك المافيا التي لا
نعرف على وجه اليقين من هو رئيسها الحقيقي حاليا، هل هو حسني مبارك أم حسين طنطاوي
أم غيرهما؟ هل تسلم "بلحة العرص" قيادة تلك المافيا بالفعل؟ وأبقى على
العجائز للقيام بدور استشاري في كيفية إدارة تلك المافيا المتمثلة في المجلس
العسكري وما يحيط به من اللصوص الآخرين، الذين يديرون تلك الآلة التجارية الضخمة
التي تسمى زورا جيش مصر؟
في الكواليس
أحمد شفيق في حد ذاته لا
يزيد عن "سيسي" آخر في اصطبل المافيا العسكرية، وما تراه منه اليوم قد يكون
دورا مرسوما له، لكي يتم خداع المصريين به في مسرحية سخيفة يقوم فيها بدور المضطهد
الذي يستحق التعاطف معه، ولكي يرى المصريون البسطاء فيه صورة المنقذ من حكم السيسي
الفاشل الذي أحرج المؤسسة العسكرية وأصاب الاقتصاد المصري في مقتل.
الأسواني والشباب بعد استقالة شفيق
الحل الوحيد المنقذ هو الرفض التام للحكم العسكري واختيار رئيس مدني ذكي وقوي يستطيع الإمساك بزمام الأمور. يجب أن يكون ذلك الرئيس القادم من التكنوقراط الواعين لكي يبدأ الإصلاح وينهي عصر جهل سوائم العسكر. هل المصريون قادرون على تحقيق ذلك؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق