إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

هذه المقالات تعكس المأساة التي عاشتها مصر ابتداء بالدكتاتور الأول جمال عبد الناصر - الذي انتزع السلطة من سيده محمد نجيب - وانتهاء بالحمار المنوفي الغبي اللص محمد حسني مبارك. وأخيرا عملية تدمير مصر تحت حكم الصهيوني الحقير بلحة بن عرص المعروف أيضا باسم عبد الفتاح السيسي English blog: http://www.hegazi.blogspot.com

الاثنين، 2 فبراير 2015

إلى "توتة" ردا على: خالي العزيز

 
قرأت ذلك من قبل عن "حمورية السيسي" حيث أن رسائل عبد الرحمن يوسف تصلني باستمرار بالإيميل منذ سنوات. هذا لا يعني أنني أوافقه تماما في كل ما يقول. لسنا في حاجة إلى ما يؤكد أن السيسي جزء من حكم العسكر المقيت. تبرئة مبارك دون أن توجه إليه تهمة الخيانة العظمى تشهد على ذلك ولا تترك مجالا لأي شك أو وهم، لكن كل البدائل المتاحة أشد سوءا من دكتاتورية نظام السيسي التي فاقت كل سابقيه. رأيي الذي لن يتغير هو أن السيسي أقل سوءا وجهلا من مرسي أو من أي قيادي بتنظيم الإخوان المتأسلمين. هذا بالإضافة إلى أن أي نظام وطني تجريبي وهمي لا يمكن له النجاح إذا أمكن له نظريا أن يتسلم إدارة دولة مفلسة من جيش يناوئه لاسترجاع السلطة.
انتزاع السلطة من دولة الجيش لا يمكن أن يتم إلا بعد أن تتحول مصر إلى دولة راقية متقدمة تتحدد بها الفروق بين السلطات. هذا الأمر لا يمكن له أن يحدث اليوم في دولة متخلفة اقتصاديا وتعليميا، بل وحضاريا رغم أنها كانت أم الحضارة في غابر الزمان. مشكلة مصر الملحة اليوم ليست مشكلة أيدلوجية أو مشكلة السجون السياسية التي تنتهك فيها الأعراض أو شهداء وضحايا النظم القمعية. هذه الأمور الخطيرة رغم كل أهميتها ليس لها الأولوية. مشكلة مصر الأولى اليوم هي مشكلة اقتصادية خطيرة. مصر دولة مفلسة تستهلك ولاتنتج  بسبب سوء الإدارة لما يزيد عن نصف القرن.
الجيش المصري دولة داخل الدولة وفوق القانون. محاولة تغيير ذلك ترف لن يغير الواقع ويزيد المشكلة الاقتصادية المستعصية تعقيدا بعرقلة الأمور واستنزاف ما تبقى من إمكانيات. الحل السليم هو ترك الجيش دون مقاومة لكي يحاول أن يصلح ما أفسد إلى أن يتم التغلب على المشكلة الاقتصادية الرهيبة التى لا يقدر على سرعة حلها سوى النظام العسكري الصارم.
قد تجادلين بأن الجيش بكبار لصوصه لن يستطيع الحل، فما هو البديل المتاح؟ الجيش لن يترك السلطة مختارا، وسيقاوم كل المحاولات التي تنتهي بالفشل. لن يكون هناك يوما ثورة أخرى مثل الثورة التي فاجأت مبارك لأن الشعب اليوم مشتت ومنقسم على نفسه، ولا يمكن له بحال أن يجتمع على رأي. أي محاولات سيتم إجهاضها مبكرا، فهل ندعو لاستمرار هذه المحاولات الفاشلة التي يبشر بها كتاب عظام مثل عبد الرحمن يوسف ومحمد الجوادي وعلاء الاسواني ومحمد محسوب، وغيرهم من الوطنيين المخلصين من مختلف الاتجاهات الأيدلوجية؟ هل يستمع الناس جميعا إلى هؤلاء الصالحين المخلصين الذين يقومون بالتنظير للثورة الوهمية القادمة ومعظمهم مثلنا هارب خارج البلاد؟ الشعب منهك وجاهل وجائع وغير قادر على العيش. الثورة الوحيدة التي يمكن أن تقوم هي ثورة الجياع، وهي لن تقوم لأن الجوع لم يصل وربما لن يصل حد اليأس التام.
قليل من الصبر يا بنيتي، بضعة سنوات أخرى لن تؤثر كثيرا، فقد صبرت مصر عشرات السنين من قبل. لعن الله جهل عبد الناصر والسادات ومبارك. وربما بعد صبر سنوات أخرى تنفرج الأزمة إذا ما أخلص الجيش العمل، ورجاله المخلصين من غير القادة الفاسدين قادرون على ذلك. أما إذا ما خاب الأمل وفشل السيسي تماما فاستنسخ نظام مبارك فإن الآراء عندئذ تتحد، ونستجمع أنفاسنا لثورة أخرى تكون أكثر وعيا وتجربة فتقيم المشانق الفورية بدلا من المحاكمات الوهمية.


ليست هناك تعليقات:

هذه المدونة

هذه المقالات كتبت على مدى ثلاثة عقود وهي أصلح ما تكون في سياقها التاريخي، فمثلا مقالي عن الحجاب المكتوب في ثمانينيات القرن الماضي يصف من ترتديه بضيق الأفق لأن تلك الغربان كانت أعدادها قليلة، أما اليوم فإن من ترتدي ذلك الزي السخيف لا يليق وصفها بضيق الأفق إذا ما كانت مكرهة على لبسه خوفا مما قد تعانيه من مشاكل في مواجهة الغوغاء الذين يريدون فرض هذا الزي الوهابي بالقوة بحجة أنه "فرض عين" أو أنف أو أذن، وأن من واجبهم تغيير المنكر بأيديهم مفترضين أن نساء القاهرة الجميلات كن كافرات في الخمسينيات والستينيات، وأن ذلك أهم من القضاء على حسني مبارك وعصابته ممن أودوا بمصر إلى التهلكة.


أرشيف المدونة الإلكترونية

من أنا

ملبورن, فيكتوريا, Australia
أنا واحد من آلاف المصريين الذين فروا من الدولة الدكتاتورية البوليسية التي يرأسها السوائم ولا يشارك في حكمها سوى حثالة أهلها من اللصوص والمرتزقة والخونة وينأى الأشراف بأنفسهم عن تولى مناصبها الوزارية.