بقلم: محمد عبد اللطيف حجازي
mhegazi@alphalink.com.au
لا يريد اليهود أن ينتقدهم أحد أو أن يراجع تاريخهم الحافل بالأكاذيب ، وهذا أمر طبيعي ومفهوم . لكن الغريب أن يحتج اليهود لأن أحدا أطلق عليهم نكتة . وكانت نتيجة ذلك ما نشرته "واشنطون بوست" في 21/5/2001 عن الناشر هكمان Hekman صاحب دار هيبريون للنشر Hyperion Publishing House التي تقع ببلدة صغيرة على بعد 260 ميل شمل غرب بوخارست . قالت الجريدة أن هكمان قد اعتذر عن نشره لكتاب يحوي نكاتا عن "الهولوكوست" وأمر بسحب كل النسخ المتبقية من الكتاب .
احتوى الكتاب على نحو 200 نكتة عن اليهود منها اثنتان عن "الهولوكوست" تم دمغهما بمعاداة السامية . عنوان الكتاب "أفضل النكات والإجابات" واسم الكاتب ايوان مارينيسكو Ioan Marinescu وهو محام وعضو بحزب المعارضة الوطني المسمى حزب رومانيا الكبرى Greater Romania Party وهو حزب المعارضة الرئيسي برومانيا .
النكات في حد ذاتها ليست قاسية أو شديدة الانتقاد للمارسات اليهودية فمثلا تقول إحدى تلك النكات أن سبب كبر حجم أنف اليهودي هو أن الهواء مجاني ، لكن النكتة التى أثارت الغضب أكثر من غيرها كانت نكتة تشبه اليهود بالبيتزا وتقول بأن الفارق بين اليهود والبيتزا هو أن البيتزا لا تصرخ بالأفران . وطبيعي أن كل نسخ الكتاب المطبوعة وعددها عشرين ألفا قد تم بيعها بالكامل .
كان اعتذار الناشر نابعا من خوفه بعد أن ذاع النبأ بأن الكاتب قيد التحقيق بتهمة "إثارة الكراهية العنصرية" وهي تهمة تحمل عقوبة تصل إلى السجن لخمسة أعوام . أما ما أثار الزوبعة فهو العواء والنباح الذي يصدر عن اليهود في تلك المناسبات ، حيث تلقت الحكومة الرومانية شكاوى بخصوص الكتاب من الدبلوماسيين الإسرائيليين في بوخارست . أنكر الكاتب اتهاماتهم ودفع بأن تلك النكات شائعة بين الناس وأنه لم يفعل أكثر من جمعها في كتاب ، لكن رئيس حزب رومانيا الكبرى كورنيليو فادم تيودور Corneliu Vadim Tudor أسرع بالاعتذار عن تلك النكات قائلا "أعبر عن أسفي للإشارة إلى اليهود بهذه الطريقة البشعة غير المسموح بها" وأضاف أن الكاتب مارينسكو سوف يعاقب على فعلته وأنه إذا تكرر منه الخطأ فسوف يطرد من الحزب .
يقال أن عدد اليهود برومانيا اليوم يبلغ حوالي 12 ألف نسمة وكان عددهم قبل الحرب العالمية الثانية حوالي 800 ألف . ويقال أيضا أن اضمحلال أعدادهم يعود إلى موت الكثيرين منهم إبان حكم الدكتاتور مارشال أنتونسكو Marshal Ion Antonescu وأن من تبقى منهم هاجر إلى "إسرائيل" في عهد الشيوعية . المرجح أن أعدادا هائلة منهم تعيش الآن بفلسطين المحتلة ، والمعروف أن يهود أوربا الشرقية هم أسوأ أنواع اليهود وأحطهم خلقا وأشدهم عنصرية وشراسة وعداوة للجنس البشري .
لكن اليهود لا يستطيعون حتى الآن عمل شيء لمن يعريهم ويلعن "خاش أجدادهم" على مواقع الشبكة الدولية (الإنترنيت) التي يحاولون السيطرة عليها دون جدوى ، فلا يملكون سوى محاولة بث أكاذيبهم على مواقع خاصة بهم ، بالإضافة إلى المواقع الخاصة بالجرائد ومحطات التلفاز ووكالات الأنباء التي يملكونها .
مع انتشار ما يمكن تسميته "الإعلام البديل" على الشبكة الدولية أعاد الإعلام الأمريكي اليهودي حساباته في محاولة لعدم فقدان المصداقية . يمكنك الآن مثلا أن تري وكالة أنباء CNN - وهي البوق الدعائي الرئيسي لوكالة المخابرات المركزية CIA - تعرض أخبارا عن الفلسطينيين والعرب بقدر من التوازن لأن الأنباء الصادقة متوفرة على الشبكة الدولية بضغطة زر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق