إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

هذه المقالات تعكس المأساة التي عاشتها مصر ابتداء بالدكتاتور الأول جمال عبد الناصر - الذي انتزع السلطة من سيده محمد نجيب - وانتهاء بالحمار المنوفي الغبي اللص محمد حسني مبارك. وأخيرا عملية تدمير مصر تحت حكم الصهيوني الحقير بلحة بن عرص المعروف أيضا باسم عبد الفتاح السيسي English blog: http://www.hegazi.blogspot.com

الخميس، 17 يوليو 2008

وجه إسرائيل القبيح

الصهيونية العالمية تمتلك الحكام العرب الذين يقومون دوما بتلطيخ وجه إسرائيل بالأصباغ على شاشات وصفحات الإعلام الحكومي في عملية تجميل يائسة لم تفلح في تغيير صورة وجه إسرائيل القبيح . لم تفلح محاولات المرتزقة من الحكام العرب في تغيير ضمير الأمة العربية وقد فشلت تماما كل محاولات "التطبيخ" والتطبيع لأنها ضد تيار الحق والعدل وعروبة الوطن العربي الذين يحاولون أمركته وتهويده بشتى الطرق .

لقد غيرت انتفاضة الشعب الفلسطيني كل الحسابات "المكلفتة" حتى بالولايات المتحدة ذاتها حيث يضيق الخناق على أنصار الكيان الصهيوني الذي تحاصره الحقائق المفضوحة على أرض الواقع فلا يفيد معها التلفيق والتمويه . لم يعد بإمكان الصهاينة تحديد مجرى النقاش وحصره في مظاهر "العنف الفلسطيني" بديلا عن مناقشة عدم شرعية الاحتلال .

كان الإعلام الصهيوني يحصر "مشكلة الشرق الأوسط" في مظاهر "الإرهاب" الفلسطيني والعربي بحيث أن رجل الشارع الأمريكي على سبيل المثال لم تكن لديه أدنى فكرة عن أن احتلال "إسرائيل" لمنطقتي غزة والضفة الغربية لنهر الأردن غير شرعي ومخالف للقانون الدولي . رجل الشارع الأمريكي يقبل البلطجة ومخالفة الشرعية الدولية إذا كان الفاعل هو الولايات المتحدة وكانت النتيجة هي خفض سعر بترول سيارته ، لكنه مهما بلغ به الغباء قد يفكر في مدى جدوى إنفاق المال على دولة "إسرائيل" التي أقنعوه بأنها الحليف الوحيد والممثل الشرعي للبلطجة الأمريكية في بلاد العرب "الهمجيين" الذين أعطتهم الطبيعة نفطا لا يستحقونه.

لم يعد بالإمكان التغطية على عدد القتلى والجرحى من الفلسطينيين وثلث عدد الضحايا دون الخامسة عشر. لم يعد بالإمكان التمويه على الجانب الهمجي للنظام الصهيوني العنصري الذي يحاول تكريس الاحتلال على أساس وهمي من أساطير التوراة ، فالله لم يعط أحدا صكوك ملكية لأي جزء من أجزاء الأرض . وإنما خلق البشر - سبحانه وتعالى - سواسية لكي يعمروها ويبتغوا منها رزقا لأنفسهم دون أن يجور أحد على أحد فيستحل الأرض والنفس التي حرم الله إلا بالحق.

كان اليهود بالولايات المتحدة يمسكون بزمام الموقف الإعلامي ويوجهون النقاش كيف شاء ضلالهم ، أما اليوم فإنهم يواجهون طوفانا إعلاميا مضادا على الشبكة الدولية (الإنترنت) اضطرت معه وسائل الإعلام التقليدية إلى محاولة كسب بعض المصداقية بإظهار نوع من التوازن في النقاش وسرد المعلومات الدقيقة عما يجري على أرض فلسطين المحتلة.

كان العرب دوما ممثلين على شبكات التلفاز الغربي بوجوه غريبة تصرخ وتتهته بالإنجليزية بصورة مقززة وجهل فاضح لا يخدم إلا الصهاينة الذين حرصت شبكات التلفاز الغربية على انتقاء من يمثلهم من بين أكثر اليهود حنكة وقدرة على التعبير وقلب الحقائق . أما اليوم فإن الصورة تختلف تماما ، فحينما يظهر مسئول فلسطيني أو سوري أو عراقي على شاشة غربية تجده يتحدث في رصانة وقدرة على عرض القضية بصورة تهزم أشد مقدمي البرامج خبثا وتعاطفا مع اليهود . بل إنه قد ظهرت في الآونة الأخيرة طبقة جديدة من مقدمي البرامج الغربيين - وخاصة الإنجليز على محطات البث البريطانية BBC - يتعاطفون مع الفلسطينيين ويحاورون اليهود بصورة توضح إفلاسهم وتعري حججهم الزائفة. لم يعد بإمكان اليهود تبرير عمليات "العقاب الجماعي" لشعب محتل في همجية يرفضها القانون الدولي تماما ويجرمها ميثاق الأمم المتحدة بوضوح لا يقبل الجدل. لم يعد بالإمكان التغطية على نسف المنازل واقتلاع أشجار الزيتون واحتلال المنازل المتاخمة للمستوطنات الاستعمارية مع إرغام سكانها على البقاء بها لتوفير الحماية لجنود الاحتلال من يد المقاومة الفلسطينية. لو حدثت تلك الأمور من عشرة سنوات فقط لتم التعتيم عليها . لكن الشبكة الدولية التي تنقل الصوت والصورة إلى شاشة الحاسوب قد جردت اليهود من ورقة التوت.

لم يعد بإمكان اليهود التمويه واستخدام تعبيرات مضللة مثل "وقف إطلاق النار" وهي تعبيرات ترددها صحافتنا الحكومية في بلاهة ، بينما يتصدى المحللون الغربيون لها موضحين أن المقاومة الفلسطينية ليست جيشا نظاميا يمكن أن تعقد معه اتفاقا لوقف إطلاق النار . كيف تعقد اتفاقا لوقف إطلاق النار مع أطفال يقذفون الحجارة؟ كيف تعقد اتفاقا لوقف إطلاق النار بين شعب محاصر وجيش احتلال عنصري استعماري من "أبناء الله"؟ حاشا أن يكون لله أبناء ، وخاصة إن كانوا عاقين مجرمين من تلك النوعية المنحطة.

لقد انتهى شهر العسل الإعلامي ولم يعد بإمكان الذئاب أن تلقي اللوم على الضحايا . لم تعد نغمة "العنف الفلسطيني" تصلح لتبرير ضرب الصغار بالذخيرة الحية وضرب البيوت بالقنابل ، لم يعد بالإمكان صرف الأنظار عن عدم شرعية الاحتلال والتركيز على محاولة دمغ وسائل المقاومة واتهامها بالعنف ، فالمقاومة بشتى صورها شرعية بينما الاحتلال الصهيوني غير شرعي ، لقد أعطى المجتمع الدولي لإسرائيل شرعية لا تستحقها ، لكن استمرار احتلال الأراضي التي مكنتها منها الولايات المتحدة قد أسقط القناع عن وجه إسرائيل القبيح.

وكما اندحرت الدولة العنصرية في جنوب أفريقيا وهي في قمة جبروتها فإن إسرائيل سوف تندحر . ولولا خسة وجبن النظم العربية لما بقيت إسرائيل حتى الآن. فليس المطلوب سوى المقاطعة الاقتصادية ووقف التطبيع لكي نفرض العزلة التامة على ذلك الكيان الصهيوني العنصري الكريه. لكن وطننا العربي قد عز فيه الرجال ولم يبق به اليوم سوى إمعات فوق عروش وكراسي مهتزة ، يحاولون شراء الوهم أو بيعه بينما الغشاوة تنقشع والحقيقة تزداد وضوحا يوما بيوم.

ليست هناك تعليقات:

هذه المدونة

هذه المقالات كتبت على مدى ثلاثة عقود وهي أصلح ما تكون في سياقها التاريخي، فمثلا مقالي عن الحجاب المكتوب في ثمانينيات القرن الماضي يصف من ترتديه بضيق الأفق لأن تلك الغربان كانت أعدادها قليلة، أما اليوم فإن من ترتدي ذلك الزي السخيف لا يليق وصفها بضيق الأفق إذا ما كانت مكرهة على لبسه خوفا مما قد تعانيه من مشاكل في مواجهة الغوغاء الذين يريدون فرض هذا الزي الوهابي بالقوة بحجة أنه "فرض عين" أو أنف أو أذن، وأن من واجبهم تغيير المنكر بأيديهم مفترضين أن نساء القاهرة الجميلات كن كافرات في الخمسينيات والستينيات، وأن ذلك أهم من القضاء على حسني مبارك وعصابته ممن أودوا بمصر إلى التهلكة.


أرشيف المدونة الإلكترونية

من أنا

ملبورن, فيكتوريا, Australia
أنا واحد من آلاف المصريين الذين فروا من الدولة الدكتاتورية البوليسية التي يرأسها السوائم ولا يشارك في حكمها سوى حثالة أهلها من اللصوص والمرتزقة والخونة وينأى الأشراف بأنفسهم عن تولى مناصبها الوزارية.