هذه المقالات تعكس المأساة التي عاشتها مصر ابتداء بالدكتاتور الأول جمال عبد الناصر - الذي انتزع السلطة من سيده محمد نجيب - وانتهاء بالحمار المنوفي الغبي اللص محمد حسني مبارك. وأخيرا عملية تدمير مصر تحت حكم الصهيوني الحقير بلحة بن عرص المعروف أيضا باسم عبد الفتاح السيسي English blog: http://www.hegazi.blogspot.com
الجمعة، 23 يناير 2009
مقال فهمي هويدي
منتهى قلة الذوق
بقلم: فهمي هويدي
بعد رثاء القتيل ذهب وفد المعزين لتحية القاتل.. هذا بالضبط ما فعله رؤساء الدول والحكومات الغربية الذين اشتركوا في القمة الدولية التي عقدت من أجل غزة في شرم الشيخ يوم الأحد الماضي 17-1 إذ بعدما عقدوا لقاءهم هناك فإنهم لبوا دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت لزيارة "إسرائيل" حيث قضوا ليلتهم هناك وعقدوا مؤتمراً صحفياً عبروا فيه عن تفهمهم لموقف "إسرائيل" وحرصهم على الحفاظ على أمنها وسلامتها.
ماذا يسمى ذلك؟ يحتاج المرء لأن يمارس قدراً كبيراً من ضبط النفس لكي يختار الألفاظ المناسبة لوصف هذا التصرف الذي أحسبه يعبر عن منتهى قلة الذوق وعدم اللياقة بل أزعم أنه يعبر في الوقت ذاته ليس فقط عن احتقار للفلسطينيين وازدرائهم لكن ذلك الاحتقار والازدراء ينسحب على العرب جميعاً.
إن السادة الذين دُعُوا إلى مصر بمناسبة المذبحة الرهيبة التي شهدها قطاع غزة لابد أنهم سمعوا بعضاً عن أخبارها على الأقل أثناء تواجدهم في المنتجع المصري وإذا لم يكونوا قد تابعوا المظاهرات الغاضبة التي خرجت في العديد من العواصم الأوروبية رافعه صور القتلى والمشوهين وضحايا القنابل الفسفورية فربما شاهدوا على شاشات التلفزيون كيف انقضت القوات الإسرائيلية على شعب غزة الأعزل بعد أن حاصرته لأكثر من عام ونصف العام انتهت بحرمان فلسطيني القطاع من مقومات الحياة الأساسية من الوقود والطحين إلى الكهرباء والدواء .
وبعد ذلك صبت عليه نارها من البر والبحر والجو فدمرت أربعة آلاف منزل على الأقل وتسببت في تشريد نصف مليون شخص وأدت إلى قتل أكثر من 1300 مواطن بينهم نحو 450 طفلاً وإصابة وتشويه أكثر من خمسه آلاف شخص بينهم 300 في حالات خطره.
وإذا لم يكونوا قد سمعوا بالمظاهرات في بلادهم ولا شاهدوا شيئاً من صور المذبحة فإنني أتصور أنهم بعد أن جاءوا إلى مؤتمرهم في شرم الشيخ قد أحيطوا علماً بأن هناك حدثاً جللاً وكارثة إنسانية من العيار الثقيل وقعت ليس بعيداً عنهم في قطاع غزة بل لابد أن يكون خبر الكارثة قد نقل إليهم على الأقل في سياق الدعوة التي تلقوها للمشاركة في المؤتمر باعتبار أن وقوعها هو المبرر الذي استدعى عقد ذلك اللقاء على عجل.
ما أثار دهشتي أن الزعماء الغربيين الستة الذين لبوا دعوة أولمرت لم يشيروا إلى غزة بكلمة واحدة في المؤتمر الصحفي الذي رتب لهم في تل أبيب وكأنهم كانوا يقضون عطلة في منتجع شرم الشيخ استمتعوا خلالها بدفء وجمال المكان وكان كل هم أولئك الزعماء المحترمين في الكلمات التي القوها هو مغازله "إسرائيل" والتنافس في التعبير عن التضامن معها والحفاظ على أمنها وكأنها هي التي تعرضت للاجتياح والعدوان من جانب أهل غزة وكأن شرم الشيخ كانت محطة توقفوا فيها قبل أن يواصلوا رحلتهم إلى تل أبيب للتضامن معها لذلك لم يخطر ببال أحد منهم أن يجامل الفلسطينيين الثكالى أو مصر التي دعتهم ولا الأمة العربية المسكونة بمشاعر الغضب والسخط. الأمر الذي يثير سؤالاً كبيراً حول جدوى التعويل على هؤلاء في إمكانية اتخاذ موقف شريف ومنصف في الشأن الفلسطيني بوجه خاص.
بقى شق آخر في الرحلة لم يُعلََن عنه ذلك أن دعوة الزعماء الأوروبيون لزيارة تل أبيب لم يكن هدفها فقط استجلاب الدعم والتأييد الأوروبي لـ "إسرائيل" بعد كل ما فعلته في غزة (الدعم الأمريكي مضمون طبعاً) وإنما كان لها هدف آخر هو محاولة ضمان مسانده القيادات الأوروبية لـ "إسرائيل" في حالة رفع قضايا ضدها تتهمها بارتكاب جرائم حرب في اجتياحها لغزة وهو ما كشف النقاب عنه آلوف بن أحد المعلقين البارزين في صحيفة (ها آرتس) في عددها الصدر أمس الأول 19-1 الأمر الذي يعنى أننا دعوناهم لأجل غزة فأداروا ظهورهم لنا وذهبوا لدعم "إسرائيل" .
----------------------------------
تعليق
بقلم: محمد عبد اللطيف حجازي
فهمي هويدي ينتمي إلى القلة الباقية بمصر من الكتاب المحترمين، وقد ترك الكتابة بالأهرام بعد أن طفح به الكيل. أود هنا أن أضيف أن الرؤساء الأوربيين الأربعة الذين ساندوا إسرائيل بعد يوم واحد من استخدامهم للحمار المصري هم على وجه التحديد:
ساركوزي الفرنسي: يهودي لا يخفي صهيونيته وأحد عملاء المخابرات المركزية الأمريكية التي ساعدت في تزوير نتائج الانتخابات التي أوصلته للسلطة.
برلسكوني الإيطالي: يهودي لا يخفي تأييده لإسرائيل.
ميركل الألمانية: يهودية لا تخفي تأييدها لإسرائيل
براون الإنجليزي: لا يخفي العداء الإنجليزي التقليدي لكل ما هو عربي.
أما حمارنا المصري فقد استخدموا غباءه بكل ذكاء، حيث أنه فاق اليهود في حديثه الأبله عن ضرورة ضمان أمن إسرائيل، وأبدى عداء واضحا للمقاومة الفلسطينية وأسهب في شرح ضرورة الاستكانة للعدو الصهيوني الذي يراه صديقا. هذا الحمار العجيب يعتقد أن مجرد جلوسه بجانب ساركوزي الصهيوني تحت الأضواء يعطيه نفس القدر من الأهمية دون أن يدرك أن الزعماء الأوربيين وخاصة اليهود منهم يتندرون بغبائه فيما بينهم. ويبدو أنه يصدق مرتزقة إعلامه الهزيل وجوقة صبيان العوالم من المحيطين به. كفانا الله شر هذا الحمار إلى أن تتيسر سبل إزاحته عن أنفاسنا.
الثلاثاء، 20 يناير 2009
أكاذيب الحمار العجوز
هذا الغلام العجوز جمع في شرمه كل حلفاء إسرائيل الذين صمتوا عن جرائم الحرب الإسرائيلية وهرولوا إلى شرم شيخهم ليجدوا مخرجا لإسرائيل التي باتت عاجزة عن تحقيق أهدافها ولم تتمكن من إسكات صواريخ المقاومة ليوم واحد طيلة الأسابيع الثلاثة التي قضتها في قتل الأطفال والنساء والمدنيين العزل وعدد ضئيل من أبطال حماس وبعض قادتها الذين قام الجواسيس بالإرشاد عن أماكنهم.
لو كان مبارك رجلا لفعل ما فعله الرجال مثل قادة فنزويلا وبوليفيا أو حتى قطر وموريتانيا. لكن مبارك جبان وأناني لا يهمه سوى الكرسي الذي يحميه من حبل المشنقة، وفي سبيله يبدد ثروة وجهد مصر ويحولها إلى دولة بوليسية عقيمة تستطيع حمايته ولا تستطيع حماية نفسها. بالعربي الدارج مبارك هذا "بيضان" وبالإنجليزي الدارج "عديم البيضان" أي أنه على سبيل المجاز قد تم استئصال خصيتيه لكي يصبح من أغوات الصهيونية، وليس مبارك وحده في ذلك، فهناك أغوات آخرون بالخليج وشبه الجزيرة والأردن الصغيرة. هؤلاء الذين يدورون في فلك سادتهم الصهاينة ويسرقون ثروات شعوبهم.
كان الحمار العجوز يظن أن سادته سيقضون على حماس فإذا بحماس تقف صامدة ويجبر أبطالها إسرائيل على إعادة ترتيب أوراقها وإعلان وقف إطلاق النار الذي دشنته حماس بعدد من صواريخها في رمزية بالغة القوة قبل أن تعلن أنها تعطي كلاب الصهاينة أسبوعا واحدا للجلاء عن غزة.
العجوز الخسيس يعجز عن حماية حدود مصر فتخترق إسرائيل مجالها الجوي وتعطي الأوامر للمخرف الهرم لكي يغلق معبر رفح ثم في النهاية تكلفه بتلك التمثيلية الهزلية وتسمح له بأن يدعي أن إسرائيل وقفت إطلاق النار استجابة لجهوده الفريدة فيعاد تلميع صورة العميل في أعين الجاهلين والغافلين. هيهات أيها الغبي فقد رفعت غزة الغشاوة عن أعين الجميع.
مبارك أيها الحمار الهرم متى تعلم بأنك قد انتهيت؟ وأن القاصي والداني ينتظر اليوم الذي يتم فيه دفنك أنت وعائلتك في صفيحة قمامة التاريخ. ولكن للأسف اتضح أن "غلاسة دين أهلك" لا يعادلها سوى جهلك المفرط وغباءك المستحكم.
الجمعة، 9 يناير 2009
مبارك أيها الحمار الغبي
بقلم: محمد عبد اللطيف حجازي
لست ساديا ولا أتحمل منظر حيوان ذبيح، لكنني أتمنى أن أرى لسانك يتدلى وحبل المشنقة يعصر رقبتك، فقد أضعت مصر ومستقبل أبنائها، وأضعت مستقبل العرب جميعا بعد أن سقطت من يد مصر راية الحرية والاستقلال.
تسألني لماذا أكرهك ويكرهك كل الشرفاء؟
من الذي ساعد صدام في محاربة إيران لحساب أميركا في الثمانينيات؟ ومن الذي أرسل جيش مصر ليحارب ضد صدام لحساب أميركا في 1991؟ ومن الذي جعجع ضد صدام حينما وقف وقفته البطولية ضد أميركا؟
من الذي يتخندق مع الصهاينة ضد المقاومة الفلسطينية فيمنع عنهم الدواء والغذاء؟ وعندما يأمره أسياده ويناولونه مبادرات الذل والخنوع يهرول بها إلى المحافل الدولية كالتلميذ البليد.
من الذي يحارب شعب مصر ويجند لنفسه 2 مليون جندي لحمايته من شعبه وضرب المظاهرات التي تود إزاحته؟ أليس من العار أن يحكم مصر العريقة حمار مثلك؟ ولماذا يكون حكمك أبديا وكل دول العالم المحترمة لا تسمح لرؤسائها بأكثر من فترتين، حتى لو كانوا أكفاء ولست منهم؟
من أنت على وجه التحديد؟ وماذا تمتلك من مقومات رجل الدولة؟ أنت عسكري جاهل جهول لا تدري الكثير عن الأمور الاقتصادية ومتغيرات القوى الدولية وكيفية الإدارة المعقدة والمتشعبة لدولة، لكي تنمو وترتقي فتوفر العيش الكريم لأهلها. كل ما تجيده هو نهب ثروة مصر وإحاطة نفسك باللصوص والقوادين والأذناب ممن هم على شاكلتك الكئيبة. ألا ترى نتيجة عملك أيها الغبي؟
لقد انتهى عمرك الافتراضي وأضافت كهولتك إلى سلبيتك فأصبحت لا تدري من أمرك شيئا. ارحل عنا قبل أن يفيض الكيل فيسحلك شعبك الذي طال صبره، ولن تنفعك أميركا أو إسرائيل، فكم تخلت أميركا عن عملائها وتركتهم لمصيرهم حينما جاءت نهايتهم.
ارحل لو كان لديك بقية من ضمير فكل يوم تقضيه بالحكم يؤخر مصر عاما آخر. ارحل وليأت من بعدك حكم ديمقراطي ينهض بمصر فمؤسساتها جاهزة والشرفاء متلهفون للعمل الدؤوب على إصلاحها. ارحل فقد سئم العدو والصديق وجهك الكريه وغباءك المستفيض وبلادتك المتناهية. ارحل أيها "التنح" فلا أحد من الشرفاء يريدك. خذ كل أموالك المسروقة ومعك سوزانك الحمقاء وجمالك الجحش واترك مصر للشرفاء الأكفاء يحكمونها وما أكثرهم.
الاثنين، 5 يناير 2009
مبارك الجبان الخائن لوطنه
مقال عبدالحليم قنديل بعدد صوت الأمة الذي تمت مصادرته
صادر نظام مبارك العدد الأخير من صحيفة صوت الأمة الأسبوعية المستقلة بسبب مقال عبد الحليم قنديل رئيس تحريرها
إليكم نص المقال :
نظام مبارك هو عار مصر، وهو الذي يذلها ويهينها ويدوس أهلها بنعال الأمن المركزي
بقلم: عبد الحليم قنديل
ليس صحيحا أن مبارك يسكت علي جرائم إسرائيل، أو أنه يقف علي الحياد، بل هو يحارب مع إسرائيل، ويأتمر بأوامرها، وينفذ ما يملي عليه بالحرف والفاصلة، وقد استقبل« ليفني» التي أعلنت الحرب من القاهرة، وبعد لقاء أسري مع الرئيس مبارك، نفس الرئيس الذي أهانته «ليفني» قبل شهور، ووجهت له اللوم والتأنيب في جلسة شهيرة للكنيست الإسرائيلي، ووصفت عمله في غلق «أنفاق غزة» بالرداءة، وبدت ألفاظها جارحة لرجل في ضعف عمرها، لكن مبارك ابتلع الإهانة كالعادة، ودعا ليفني للقاء خرجت منه مبتسمة، بينما وزير خارجية مبارك يسندها خشية التعثر علي بلاط القصر، وبينما وقف أبوالغيط إلي جوارها كالأرنب المبلول، كانت مجرمة الحرب الإسرائيلية تطلق النفير، وتلعثم أبو الغيط الباهت المرتبك، بينما بدت شجاعته الفأرية ظاهرة في رده علي حسن نصرالله، ونطقه بألفاظ وضيعة ضد السيد الذي جعل الأمة من شيعته، رغم أن أبوالغيط يعرف- والذين عينوه في منصبه- أن ظفر إصبع قدم سيد المقاومة يساوي رأس سيده.
وفي الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل عدوانها الوحشي علي غزة، وتهدم كل حجر، وتسعي لقتل كل البشر، كانت قوات مبارك تخوض الحرب ذاتها في القاهرة، وكأنها احتياطي استراتيجي للجيش الإسرائيلي، وتحول وسط البلد إلي ميدان فزع، تنتهك فيه الأعراض، وتدوس علي كرامة المتظاهرين من أجل كرامة مصر، وتختطف العشرات من الصحفيين والناشطين، وتتصرف كعصابة مأجورة، تحشر المختطفين في عربات الترحيلات، وليس لكي تذهب إلي سجن، ولالتنفذ أوامر اعتقال، بل لترمي خيرة شباب مصر في الصحراء، وبذات الطريقة الحقيرة التي تصرفت بها مع عبدالوهاب المسيري زعيم كفاية الراحل، ومع كاتب السطور قبل أربع سنوات، بعدها كانت قوات مبارك تكرر جريمة نابليون الذي دهس بخيله حرم الجامع الأزهر، وتدنس صحن الجامع العريق، وتضرب أنبل أبناء مصر بالنعال، وتعتقل القادة من منازلهم، لا لشيء إلا لأنهم قالوا ربنا الله، ولا لشيء إلا لأنهم أعلنوا براءتهم من جرائم نظام مبارك وعصابته، وهتفوا بسقوط مبارك كما هتفوا بسقوط إسرائيل.
نعم، فقد أضاءت نار الحرب ظلام القلوب، ومحت الالتباسات كلها، ومسحت بركة الدم الفلسطيني الغشاوات عن الأبصار، فإذا هي اليوم حديد، وإذا بنظام مبارك قد ضبط متلبسا بالعمالة لإسرائيل، وهي العمالة الموثقة بكلمات مبارك المتلفزة، والتي بدا فيها الرجل شائخا خائر القوي، وحرص علي طمأنة إسرائيل بأنه ينفذ الأوامر، وأنه لن يفتح معبر رفح بغير رغبة إسرائيل، وإسرائيل لا تريد الفتح الدائم لمعبر رفح، وهي تعرف أن المعبر هو شريان حياة غزة، وأنه كالنيل بالنسبة للمصريين، وأن غلق المعبر كردم النيل، وأن غلق المعبر هو المشاركة الميدانية المباشرة في دعم المجهود الحربي لحصار وقتل الفلسطينيين، وإرغام حماس علي الاستسلام، وهو ما لن يحدث، وحتي لو حملوا نظام مبارك إلي نعشه الأخير.
وربما ليس لدي مبارك حيلة في أن يفعل شيئا آخر، فهو يحكم مصر بالغصب، يحكم مصر بغير أدني قدر من الشرعية، يحكم مصر بالتزوير القبيح والفاجر، يحكم مصر كقوة احتلال بمليوني عسكري من قوات الأمن الداخلي، ونظامه يسرق الثروات وينهب الأصول، وليس عنده من فرصة للتصالح مع شعبه، فثمن التصالح أكبر من أن يحتمله، ثمن التصالح أن يخرج مبارك من القصر إلي قفص الاتهام، والذي يخاصم شعبه يعانق عدوه.
وهكذا انتهي أمر مبارك ونظامه، فليس له من ملجأ إلا إلي أحضان إسرائيل، وليس له من سبيل إلا كسب محبة إسرائيل طلبا لرضا واشنطن، ليس له من سبيل إلا أن يصادق إسرائيل ويعادي من تعاديه، وأن يخوض معها حربها التي صارت حربه، وأن يدفع نصيبه في دعم المجهود الحربي لتل أبيب، وهو يفعل ما يطلب منه بالضبط، يحمي سفارة إسرائيل وسفيرها خشية من غضب المصريين، ويغلق المعبر لخنق الفلسطينيين، ويصدر الغاز والبترول لإسرائيل، ويزود الجيش الإسرائيلي بطاقة النار اللازمة لقتل الفلسطينيين.
وموقف كهذا لايوصف بالصمت أو بالتخاذل، بل هو عين التواطؤ والشراكة الكاملة في الإثم والعدوان، وموقف كهذا لايصح أن ينسب لمصر، بل هو منتهي الإهانة والعداوة لمصر والمصريين، وقد بدت مصر متنبهة متيقظة لما يجري، واكتشفت بعفويتها العبقرية عداوة العصابة الحاكمة للوطن والناس، وخرج ملايين المصريين إلي الشوارع، رجالا ونساء، شبابا وشابات، ومن كل ألوان الطيف، وفي كل عواصم المحافظات، خرجوا يدافعون عن شرف مصر الذي أهانه مبارك، وجعلنا مسخرة العالمين.
والنظام المصري ليس وحده الذي انفضح أمره، فالنظام السوري أسوأ وأضل سبيلا، وكل الأنظمة العربية - بلا استثناء- خانت قضية الأمة، وجعلت القضية الفلسطينية موضوعا للمقايضة، وتعد إسرائيل بالسلام مقابل سلامة الحكام، وبقائهم فوق رقاب الناس ظلما وعدوانا، ولا قيمة لتفرقهم ولا لاجتماعهم، ولا لقممهم عقدت أم لم تعقد، فهم قبض ريح، وأعداء لله وللناس، وحظيرة خنزير أطهر من أطهرهم علي حد وصف صريح قديم للشاعر مظفر النواب، فلسنا بصدد عدو واحد هو أمريكا وإسرائيل، بل بصدد عدو مزدوج، وبصدد حرب مزدوجة، حرب بالسلاح ضد العدو الأمريكي الإسرائيلي، وحرب بالسياسة ضد أنظمة العمالة والقهر والتواطؤ، وأولها نظام مبارك الذي لايصح أن ينسب لمصر، بل ينسب لأعداء مصر والمصريين، فلسنا منه وليس منا، ويعرف المصريون عداوة نظام مبارك، يعرف المصريون أن شهداءهم وغرقاهم في عام واحد يساوون عدد كل شهدائنا في الحروب مع إسرائيل، ويعرف المصريون أن نظام مبارك هو الذي أهانهم وأذلهم وأكرههم علي ما يكرهون.
إن رمي نظام مبارك في مزبلة التاريخ هو الحل، وأن قضية فلسطين هي قضية الوطنية المصرية، وأن جرائم الشراكة مع إسرائيل هي أم الخيانات، وأن قطع يد كل متعامل مع إسرائيل هو أقدس حدود الله والناس، وأن تلويث اسم مصر بشراكة الحرب مع إسرائيل يوردنا موارد التهلكة، ويدنس علم مصر الذي أحرقه غاضبون في عواصم عربية، وتلك خطيئة دفعت إليها الخطايا، فليس علم مصر هو الذي يجوز عليه الحرق، وهو العلم المقدس الذي ماتت دونه مئات ألوف الشهداء دفاعا عن الأمة، بل الذي يستحق الحرق هو صورة الحاكم المغتصب لاسم مصر، فمصر ليست حسني مبارك، بل هي- بالضبط- في موقف العداء لمبارك ونظامه تماما كالعداء لإسرائيل.
لاسيادة لمصر ولاسيادة للمصريين مع بقاء نظام مبارك، فوجود نظام مبارك في ذاته أعظم إهانة لمصر، وأكبر اعتداء علي سيادتها، والضابط المصري الذي قتل علي الحدود برصاص فلسطيني غاضب مأزوم، هذا الضابط هو شهيد الخطأ، ويستحق مواساة أهله، والدمع علي دمعهم، لكن دمه ليس أقدس من دم عشرات من ضباطنا وجنودنا قتلوا برصاص إسرائيل علي الحدود، ولم يقم لهم نظام مبارك جنازة حارة ولا باردة، ولا حرك ساكنا، وصدرت الأوامر بدفنهم في سرية تامة، وتحت جنح الليل، ولم يذكرهم إعلام العصابة الحاكمة بحرف، لم يتذكرهم كلاب العائلة، ولا استدعوا أهاليهم للشهادة في التليفزيون، وكفوا علي الخبر ماجورا، فهم يعرفون العار الذي يدافعون عنه، ويعرفون أن عصابة الحكم هي المسئولة عن قتلهم، وهي الحقيقة التي يعرفها الشعب المصري المنهوب الثروة والمسفوك الدم، ويحلم
----------------------------
تعليق
بقلم محمد عبد اللطيف حجازي
بارك الله أو رحم ذلك الرحم الذي حملك يا عبد الحليم، ولعنة الله على ذلك الكلب الأجرب الماسوني الخسيس عميل الصهيونية وعدو وطنه، ذلك اللص الجبان المدعو محمد حسني مبارك.
مصرنا العزيزة غريبة الأطوار فهي لا تستطيع أن تنكر أنها أم اللص الجبان الحمار الجاهل الجهول محمد حسني البارك، كما أنها أيضا من حملت في رحمها أحرارا مثل عبد الحليم قنديل وفهمي هويدي وملايين الصابرين المرهقين الذين سلبهم القهر مؤقتا قدرتهم على مجرد الاحتجاج.
لا تيأس يا ولدي - نعم يا عبد الحليم، أنت في عمر ولدي الأكبر الذي أفخر بك وبه - لابد وأن تنجلي الظلمة ولا مفر من أن يلقى ذلك الكلب جزاءه. لن تحميه القصور أو كلاب الحراسة من حوله، وقريبا سيأتي يومه فالدنيا دوارة وعلى الباغي تدور الدوائر.
ها هو الكلب الجريح يعوي بين شرم الشيخ وألمانيا. عزرائيل يتروى، ربما لعلمه بأن هذا الخسيس يستحق استمرار الحياة والألم، ولن ينفعه 40 بليون دولار سرقها من قوت الشعب المصري وأودعها بنوك سويسرا. كنت أتمنى أن أرى عزرائيل يقبض روحه النجسة لكنني اليوم أتمنى أن تستمر حياته التعسة كما استمرت بشبيهه القذر آريل شارون. كلاهما من نفس الطينة وكلاهما يستحق نفس المصير. هذا هو عقابه الإلهي على كل ما اقترف من إرهاب في حق الآلاف بسجون التعذيب.
يا أبناء مصر، لا تأخذكم بهذا اللص الجاهل شفقة فقد أرجع مصر للوراء عشرات السنين، وأنشأ حكم المافيا الذي لن تستأصل شأفته بسهولة بدون ثورة شعبية لا ترحم، تشنق اللصوص بالميادين العامة.
الخميس، 1 يناير 2009
نطق الحمار فقال كفرا
بقلم: عبد الله الخياط
هذه المدونة
أرشيف المدونة الإلكترونية
- مايو 2008 (17)
- يوليو 2008 (4)
- أكتوبر 2008 (1)
- ديسمبر 2008 (1)
- يناير 2009 (5)
- فبراير 2009 (3)
- مارس 2009 (2)
- أبريل 2009 (7)
- مايو 2009 (2)
- يونيو 2009 (2)
- نوفمبر 2009 (2)
- ديسمبر 2009 (3)
- يناير 2010 (1)
- فبراير 2010 (2)
- مارس 2010 (2)
- أبريل 2010 (1)
- مايو 2010 (3)
- يوليو 2010 (1)
- نوفمبر 2010 (1)
- ديسمبر 2010 (1)
- يناير 2011 (2)
- فبراير 2011 (6)
- مارس 2011 (3)
- أبريل 2011 (2)
- مايو 2011 (2)
- يونيو 2011 (2)
- يوليو 2011 (3)
- سبتمبر 2011 (2)
- أكتوبر 2011 (3)
- ديسمبر 2011 (4)
- يناير 2012 (2)
- فبراير 2012 (1)
- أبريل 2012 (1)
- مايو 2012 (1)
- نوفمبر 2012 (1)
- يونيو 2013 (1)
- يوليو 2013 (2)
- أغسطس 2013 (1)
- يناير 2014 (1)
- فبراير 2014 (1)
- يوليو 2014 (1)
- سبتمبر 2014 (3)
- ديسمبر 2014 (1)
- فبراير 2015 (2)
- مارس 2015 (1)
- أبريل 2015 (1)
- مايو 2015 (1)
- أغسطس 2015 (1)
- سبتمبر 2015 (2)
- مارس 2016 (1)
- يوليو 2016 (1)
- أغسطس 2016 (2)
- سبتمبر 2016 (4)
- أكتوبر 2016 (2)
- نوفمبر 2016 (1)
- يناير 2017 (1)
- فبراير 2017 (1)
- مارس 2017 (1)
- أبريل 2017 (1)
- مايو 2017 (1)
- يونيو 2017 (2)
- يوليو 2017 (3)
- سبتمبر 2017 (1)
- أكتوبر 2017 (4)
- نوفمبر 2017 (2)
- ديسمبر 2017 (4)
- يناير 2018 (4)
- فبراير 2018 (6)
- مارس 2018 (4)
- أبريل 2018 (2)
- مايو 2018 (5)
- يونيو 2018 (2)
- يوليو 2018 (2)
- أغسطس 2018 (1)
- سبتمبر 2018 (1)
- أكتوبر 2018 (2)
- ديسمبر 2018 (2)
- يناير 2019 (1)
- فبراير 2019 (2)
- مايو 2019 (4)
- يونيو 2019 (3)
- يوليو 2019 (2)
- سبتمبر 2019 (1)
- أكتوبر 2019 (1)
- ديسمبر 2019 (1)
- يناير 2020 (1)
من أنا
- Mohammed A. Hegazi
- ملبورن, فيكتوريا, Australia
- أنا واحد من آلاف المصريين الذين فروا من الدولة الدكتاتورية البوليسية التي يرأسها السوائم ولا يشارك في حكمها سوى حثالة أهلها من اللصوص والمرتزقة والخونة وينأى الأشراف بأنفسهم عن تولى مناصبها الوزارية.