إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

هذه المقالات تعكس المأساة التي عاشتها مصر ابتداء بالدكتاتور الأول جمال عبد الناصر - الذي انتزع السلطة من سيده محمد نجيب - وانتهاء بالحمار المنوفي الغبي اللص محمد حسني مبارك. وأخيرا عملية تدمير مصر تحت حكم الصهيوني الحقير بلحة بن عرص المعروف أيضا باسم عبد الفتاح السيسي English blog: http://www.hegazi.blogspot.com

الاثنين، 5 ديسمبر 2011

عبد الرحمن يوسف (القرضاوي)




لا أعرف سوى القليل عن الشاعر الشاب عبد الرحمن يوسف الذي يرفض لسبب ما أن يحمل لقب عائلته (القرضاوي) وإن كنت هنا أحثه على أن يحمل اللقب حتى لو كان هناك خلاف بينه وبين والده، سواء كان ذلك الخلاف عقائديا أو عائليا. أو ربما أراد عبد الرحمن أن يعتز بشخصيته فلا يعزى تميزه إلى شهرة والده. لكن أيا من تلك الأسباب لا يبرر عدم حمله لاسم عائلي. نحن اليوم في عصر يعرف الناس فيه بلقب أو اسم عائلة surname يميزهم، هناك عشرات وربما آلاف يحملون اسم عبد الرحمن يوسف ولكن من الصعب أن يوجد أكثر من شخص واحد يحمل اسم عبد الرحمن يوسف القرضاوي. وإذا كان هناك من يسمى "أحمد محمود علي محمد حسن حسنين" فإن ذلك الشخص يبقى نكرة بدون لقب أو اسم عائلة مثل القرضاوي أو حجازي أو أباظة أو العقاد أو غير ذلك. وقد عرف الفرنجة قبلنا أهمية ذلك وتمسكوا به لكي تدل الأسماء على أشخاص بعينهم بدلا من استخدام الأسماء الرباعية أوالخماسية، ثم الاستدلال بتاريخ الميلاد عند العجز عن التمييز.

على كل حال أود بعد هذه "الشطحة" أن أقول أن عبد الرحمن قد كتب عدة دواوين ثورية لعنت المخلوع قبل خلعه بسنوات عدة في وقت عجز فيه الكثيرون من فرسان الإعلام المحدثين عن مجرد فتح أفواههم وكان أقصى ما يمكن البوح به هو النقد على استحياء. بدأ عبد الرحمن كتابة المقال القصير وتميز فيه بالاختصار في الكلمات والإسهاب في الفكر، وهي ظاهرة صحية لصالح القارئ الحديث الذي يمل سريعا ولا يملك رفاهية فائض الوقت الذي توفر للقارئ القديم في الماضي. فعلى سبيل المثال عندما قررت أن أقرأ للعقاد الذي ذاع صيته في جيل أبي أردت أن أبدأ بالسهل فأمسكت بروايته "سارة" وأرغمت نفسي على القراءة لعدة صفحات ثم ألقيت بالرواية جانبا، بعد أن سئمت وفرة الكلمات وشح الأفكار واللف والدوران حول فكرة واحدة بسيطة. حدث لي نفس الشيء مع طه حسين وآخرين من المشاهير، الذين أعتقد أن الإسهاب الممل قد حرمني من القراءة لهم، ولا أعتقد أنني القارئ الوحيد الذي مر بهذه التجربة.

أعتذر مرة أخرى عن "شطحتي" الثانية وأود التعريف بالكاتب الشاعر عبدالرحمن يوسف (القرضاوي). آخر ما حصل عليه من مؤهلات هو شهادة الجدارة في الوطنية من ميدان التحرير. أما ما قبل ذلك فهو أن نشأته كانت في قطر حيث حصل على درجته الجامعية الأولى من كلية الشريعة بجامعة قطر، وأعتقد أنه كان محظوظا بذلك لأن الجامعات المصرية لم تكن لتصقل موهبته بعد أن بدأت الانحدار في تلك الفترة قبل أن تتحول إلى"كتاتيب" مع دخول القرن الحادي والعشرين. حصل بعد ذلك على الماجستير من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، ثم زهد بعد ذلك في الحصول على "حرف الدال غير الدال" وتفرغ للعمل الذي يدل على مكانته المتميزة، فلم يهتم - مثل الكثيرين من المجيدين - بالحصول على لقب "دكتور" الذي قلت قيمته، بل وزادت تفاهة بعض الحاصلين عليه من العرب خارج جدران الجامعات ودور البحث العلمي - وخاصة إذا كانت الشهادة من جامعة مصرية متدنية المستوى - وإن استمر للدرجة بعض ذلك البريق لدى السواد الأعظم من العامة العرب والقلة من الفرنجة.

يقول عبد الرحمن يوسف (القرضاوي) عن نفسه:
"ولدت في دولة قطر، وعشت فيها عقدين من الزمن، وحملت الجنسية القطرية في فترة من فترات حياتي، وهذه مشيئة الله وفعل المقادير، شأني في ذلك شأن كثير من المصريين الذين دفعتهم ظروف أهلهم المادية أو السياسية للعمل بالخارج، ولا يحق لأحد أن يحاسبني على هذه الظروف، وأؤكد أنني مثل كل مصري حقيقي لا أتنكر لبلد عشت فيه عزيزاً مكرماً، فأنا أعتز بقطر وبأهلها وبذكرياتي فيها وبدراستي وتعليمي في مدارسها وجامعتها، ولي فيها أصدقاء هم أهلي وأصدقاء عمري، ولكنني مصري أعتز بمصريتي ولا أحمل إلا الجنسية المصرية. تنازلت - مختاراً - عن الجنسية القطرية، وذلك احتراماً لنفسي أولاً، واحتراماً لشعب عظيم منح كلماتي ثقته وتشجيعه ثانياً، فما كان يليق بي أن أهجو رئيس الدولة السابق مع وجود شبهة احتمائي بجنسية أخرى."

هناك حادثة رمزية تدل على معدن الشاعر الشاب، هي أنه انسحب على الهواء من برنامج تلفازي في يونية2011 اعتراضا على وصفه بأنه مصري قطري رغم تأكيده لمعد البرنامج السفيه بضرورة وصفه بأنه مصري حمل الجنسية القطرية كطفل صغير بحكم مولده في قطر ثم تنازل عنها بعد ذلك. وزاد الطين بلة سلوك ذلك التلفازي السوقي التافه الذى دافع بصلف عن معد البرنامج بدلا من الاعتراف بالخطأ والاعتذار بلطف عن تلك السقطة المقصودة. (شاهد الفيديو أسفل الصفحة) لابد وأن عبد الرحمن قد تعلم درسا، هو ألا يقبل الظهور في برامج أو قنوات غير محترمة يعمل بها من كان على شاكلة ذلك التلفازي النكرة الذي تلون مع كل العصور.

والآن أقدم لك عزيزي القارئ أحد نبوءات عبدالرحمن التي أعتقد أنها نبوءة صحيحة المضمون والتوقيت، وأضيف أنني أتمنى أن يتطهر نظام التعليم المصري وأن يعيد المدرس تأهيل نفسه بالبحث والقراءة لكي يتمكن من حسن إعداد الأجيال القادمة.

مقال الشاعر (قص ولصق بأخطائه المطبعية) وهو جزء من سلسلة مقالات بجريدة اليوم السابع:

قلت قبل ذلك إن مصر بين تيارين، أحدهما تيار إسلامى، والآخر ليبرالى، واليوم أقول إن مصر بعد أن بدأت نتائج الانتخابات بالظهور بين كتلتين، كتلة الإسلاميين (الإخوان والسلفيين)، وكتلة أخرى (الكتلة المصرية)، وهى تضم ليبراليين ويساريين.
فى رأيى الشخصى أن التيارين لن يقدما للناخب المصرى ما يريده، فالتيار الإسلامى يمثله جماعة الإخوان المسلمين، وهى جماعة قد شاخت، وأصبحت غير قادرة على الخيال، وقياداتها قد أعادوها للخلف بسبب ضيق أفقهم، وبسبب تركيبتهم التى كانت تلائم مراحل سابقة من العمل السرى، وبإمكان الملاحظ أن يكتشف، كيف أن منصب المرشد العام للجماعة قد ظل محجوزا لعشرات السنين لأشخاص فوق السبعين وأحيانا فوق الثمانين، لكل ذلك، أعتقد أن قدرة جماعة الإخوان المسلمين على التطور ستكون محدودة جدا، ولن تستطيع أن تتطور بالقدر الكافى لتلبية أحلام الناخب المصرى.
الناخب المصرى الذى لن يرضيه ما كان يرضيه فى الزمن الماضى، فقد رفع الناخب سقف توقعاته إلى عنان السماء، وبالتالى لن يستطيع أحد – والبلد فى هذا الوضع المزرى – أن يلبى للناخب توقعاته، ولن يستطيع أحد أن يقنع الناخب بالرضى بالقليل بعد قيام الثورة.
خلاصة الأمر، إننى أتوقع فشل الإخوان فى إدارة أمور الدولة، بسبب شيخوخة الجماعة، أو بسبب طموح الناخبين بعد حدث عظيم هو ثورة يناير.
فى الجانب الآخر ترى الكتلة المصرية منفصلة عن واقع البسطاء، ومنفصلة كذلك عن كثير من القيم المصرية المحافظة، كما أن قدرات الكتلة على التواصل مع الجماهير محدودة، وخطط الكتلة المصرية ووجودها يعتمد فى كثير منه على مجرد مقاومة خطط التيار الإسلامى، مما يجعلها كتلة من رد الفعل، لا الفعل.
لهذا لا أتوقع أن تحصل الكتلة على ثقة الناخب المصرى، بحيث تتمكن من تنفيذ برنامج عملى ينهض بمصر.
إننى أتوقع أن نرى خلال العقد القادم تيارا ثالثا، وذلك بسبب فشل الكتلتين الإسلامية والمصرية فى تحقيق ما يصبو إليه الناخب، وذلك للأسباب التى فصلتها.
هذا التيار الثالث سيكون من الأحزاب الناشئة الشابة، مثل العدل والوسط والتيار المصرى وغيرها، ومن أهم سمات هذا التيار أنه عابر للأيدلوجيات، فهو يهتم بالعمل أكثر مما يهتم بالتنظير، ويهتم بفهم احتياجات الناخب أكثر مما يهتم بالظهور فى الفضائيات، ويعمل أكثر مما يتكلم، ويفهم أصول لعبة السياسة أكثر من الأجيال التى سبقته والتى تربت فى أجواء العمل السرى.
هذا الطريق الثالث بعد عشر سنوات أو أكثر قليلا أو أقل قليلا سيتعلم المزيد، وسيحصل على ثقة الناس بالتدريج، وسوف يزيد رصيده عند الشعب فى الوقت الذى يتناقص رصيد الكتلتين بسبب عدم القدرة على تحقيق أحلام الناخبين.
فى لحظة تاريخية ما سيصبح الناخب أيضا واقعيا، وسيعرف حدود الممكن والمستحيل، وفى هذه اللحظة سيقدم هذا التيار نفسه للناخب، وسيجربه الناخبون.
سينضم لهذا التيار الثالث كثيرون من الكتلة الإسلامية، وكثيرون من الكتلة المصرية، ومع الوقت سيصبح هذا التيار ضخما بحيث لا يمكن تجاهله، ومع الوقت سيحكم مصر.
فى هذا الوقت ستكون قيادات هذا التيار قد وصلت لدرجة النضج، ولكنها لم تشخ بعد، أى أن غالبية القيادات ستكون بين الأربعين والخمسين، بينما الآخرون ما زالوا يراوحون أماكنهم بقيادات من العجائز، أو بعقليات تحمل من الأحقاد التاريخية أكثر مما تحمل من بكارة الخيال والأمل.
هذا الطريق الثالث هو الحل الذى ستختاره مصر، ولو كان هذا التيار موجودا اليوم لاختاره الناخبون بلا تردد، ولكن لا بد من بدء مسيرة ديمقراطية حقيقية لكى يتكون هذا التيار من الأساس.

إن مسيرة التحول الديمقراطى التى بدأت ببرلمان 2012ستكتمل بعد عقد من الزمان، وسوف يكون زعماؤها شباب يدخلون البرلمان اليوم لأول مرة، أو ربما لم يدخلوا البرلمان اليوم لأنهم لم يستوفوا شرط السن!

هناك تعليق واحد:

Mohammed A. Hegazi يقول...

قرأت مقالي وشاهدت الفيديو بعد سنوات عدة، في محاولة مني لتتبع خطوات الشاعر الشاب الذي شاب في عصر الكلب ابن الكلاب بلحة السيسي، فلم أخرج بالكثير سوى رؤية التافه عمرو أديب في موقف يؤكد أنه كلب بلدي من سلالة رديئة تلحس قدم أي جالس على كرسي السلطة.مستوى ابن أديب حقير لا يقارن مع من كان علي خلق وأصل عريق مثل عبد الرحمن يوسف القرضاوي.

هذه المدونة

هذه المقالات كتبت على مدى ثلاثة عقود وهي أصلح ما تكون في سياقها التاريخي، فمثلا مقالي عن الحجاب المكتوب في ثمانينيات القرن الماضي يصف من ترتديه بضيق الأفق لأن تلك الغربان كانت أعدادها قليلة، أما اليوم فإن من ترتدي ذلك الزي السخيف لا يليق وصفها بضيق الأفق إذا ما كانت مكرهة على لبسه خوفا مما قد تعانيه من مشاكل في مواجهة الغوغاء الذين يريدون فرض هذا الزي الوهابي بالقوة بحجة أنه "فرض عين" أو أنف أو أذن، وأن من واجبهم تغيير المنكر بأيديهم مفترضين أن نساء القاهرة الجميلات كن كافرات في الخمسينيات والستينيات، وأن ذلك أهم من القضاء على حسني مبارك وعصابته ممن أودوا بمصر إلى التهلكة.


أرشيف المدونة الإلكترونية

من أنا

ملبورن, فيكتوريا, Australia
أنا واحد من آلاف المصريين الذين فروا من الدولة الدكتاتورية البوليسية التي يرأسها السوائم ولا يشارك في حكمها سوى حثالة أهلها من اللصوص والمرتزقة والخونة وينأى الأشراف بأنفسهم عن تولى مناصبها الوزارية.