خطر لي في لحظة تجلي أن أجري
مقارنة بين محمد صلاح والسيسي. لا تسألني لماذا،
لأن لحظات التجلي الحقيقية تحل فجأة بدون سابق إنذار ثم ترحل إلى أجل غير
مسمى. كان الجو باردا والأمطار غزيرة خارج البيت فقررت البقاء داخل بيتي وأن
أستبدل ساعة المشي اليومية بنصف ساعة فوق آلة الجري الميكانيكية التي لا أعرف لها
تسمية باللغة العربية رغم أنني مترجم لغة عربية مخضرم. يسمي الفرنجة تلك الآلة المفيدة اللعينة " تريدميل treadmill"،
وربما أن هذا قد أصبح اسمها بالعربية حيث أننا نعشق حشر الكلمات الأجنبية بلغتنا
الجميلة بهدف تشويهها ونظرا لتمكن عقدة الخواجه منا. أحكي لك كل ذلك لأقول لك أنك
فوق "آلة الجري الكهربائية" تلك لا بد وأن تسبح بأفكارك بعيدا لكي تقتل
الوقت الذي يكون طويلا ومملا في ظروف الجهد المبذول. خرجت من تلك المقارنة بالنقاط
التالية:
من الناحية الشخصية محمد صلاح
شاب واعد أمامه مستقبل عظيم، وبعد انقضاء حياته الكروية - التي تنتهي تدريجيا خلال
سنوات قليلة - تكون ثروته التي جمعها بالجهد والعرق والمثابرة كافية لكي يقضي بقية
عمره في بحبوحة ودون قلق، أما السيسي فقد جمع ثروته من المال الحرام شأنه في ذلك
شأن كل ضباط مافيا "المجلس العسكري" الذين يصلون إلى مناصبهم بالاختيار وليس
بالكفاءة المهنية، والسيسي خير مثال واضح لعقم وتدني كفاءة معظم الرتب العالية
بالجيش المصري، والتي كانت دوما سببا رئيسيا لفشل ذلك الجيش في الحروب الحقيقية مع
العدو الصهيوني. مستقبل السيسي حالك السواد فهو إن لم تنته حياته بالموت مقتولا عما
قريب كما يستحق وأتمنى، فسوف تنتهي بمن ينقلب عليه ويضعه خلف القضبان، أو ربما
يهرب خارج البلاد ليعيش منبوذا، وقد يستدعي الأمر عملية جراحية لتغيير معالم وجهه
فله من آلاف الأعداء من يريد النيل منه بسبب قتل ابنه أو أبيه أو أخيه في عمليات
مقاومة الإرهاب الوهمية. تلك هي سنة الحياة لكل دكتاتور ظالم والأمثلة كثيرة منها
على سبيل المثال لا الحصر بينوشيه وصدام حسين ومعمر القذافي، ولا أقول حسني مبارك
لأنه كان لصا وكان خائنا للوطن عن جهل لكنه لم يكن سفاحا متعطشا للدماء.
من الناحية الوطنية محمد
صلاح بطل قومي حقيقي حقق نصرا في مجاله، وأصبح خير سفير لبلاده بنجاحه وحسن خلقه
وتواضعه الجم. التواضع كان دوما شيمة العظماء.
قارن ذلك بالسيد "بلحة" التافه الجاهل الأجوف الذي يقول للناس
"اسمعوني أنا وبس" ويدعي أن الله قد وهبه معرفة وقدرات خرافية لا ترى
لها أثرا على أرض الواقع، وبلغت به الوقاحة أن يقول لأحد أعضاء البرلمان "انت
مين انت؟" . أما على الصعيد العالمي فقد جعلنا هذا التافه أضحوكة الأمم. آخر
نوادر هذا الحمار بفرنسا وقوفه أمام الصحفيين مقللا من شأن الكرامة الإنسانية
وحرية التعبير أمام قوم يضعون تلك الحريات في مرتبة أعلى من مرتبة الخبز. لكن ضيق
أفق ذلك الجهول لا يسمح له بتخيل ذلك.
على كل حال مضى نصف الساعة
بسرعة، وانتهت معه لحظات التجلي بعد أن تصبب العرق مني. جهزت لي زوجتي طعام فطوري
فجلست أتناوله دون شهية وكلي حزن وأسى على ملايين المصريين الذين أوصلهم حكم
العسكر إلى حد العجز عن إطعام أطفالهم، وما زلت أعجب كيف أن "بلحة العرص"
ما زال له بعض المريدين الذين يعجزون عن التمييز بين الحق والباطل أو بين النور
والظلام.
هناك تعليقان (2):
افادك الله كفيت ووفيت جزاك الله خيرآ نرجو من الله أن يأخذ السيسى أخذ عزيز مقتدر آمين يارب العالمين
أشكرك على مديح لا أستحقه. عقلي وقلبي يؤكدان لي أن هذا الكلب سوف يموت مقتولا مثل كل سفاح ورد ذكره بكتب التاريخ. كلما ظن أنه أحكم الوثاق حول رقاب المصريين كلما دنت ساعته. هو مرتعش ومرعوب يحضر اجتماعات المجلس العسكري بصحبة حراسه المدنيين خوفا من رفاقه جنرالات مافيا العسكر.
إرسال تعليق