المافيا جهاز إجرامي معقد للغاية يقوم بعمل الجريمة المنظمة على نطاق واسع من خلال شبكة لها نواة وفروع سرية. يبدأ تكوين المافيا بما يسمى بالعائلة، وهي عصابة من المجرمين تجمعهم رابطة محددة مثل رابطة الدم او المصاهرة أو الصداقة الحميمة، ويعين لهذه النواة قائد يتم اختيارة بموافقة بقية الأفراد.
بعد النواة يأتي دور تجمع
عدد من العائلات لتكون مع بعضها البعض وحدة أكبر من النواة قد يصل فيها العدد إلى
خمسمائة فرد أو أكثر ويتزعم هذه العصابة مجموعة أو مجلس من أقوى زعماء كل العائلات
.تتسم هذه العلاقة
الإجرامية بالسرية التامة، وعنف التعامل مع من تظهر عليه أبسط مظاهر الخروج على
قواعد السرية أو خيانة الجماعة. في مقابل ذلك يحصل كل أعضاء الجماعة على نصيبهم من
الغنائم.
أصبح مثل هذه الجريمة
المنظمة سمة لازمة من سمات النظام المصري منذ عصر حسني مبارك. أفعالها ذات شبه كبير
بجرائم تنظيمات المافيا العالمية. المجلس العسكري يمثل النواة أو العائلة بالنموذج
السابق شرحه، بينما تمثل بقية الرتب العالية بالجيش التجمع الأكبر لتلك العصابة.
بداية، من غير المعقول أن يكون قائد مافيا الجيش
المصري السيد "بلحة العرص" لأنه كان بطبيعته تابعا ذليلا يجيد إظهار
فروض الولاء والطاعة العمياء لرؤسائه، وليس له صفات القائد المتمكن الذي يمتلك
القدرة على الإدارة، فالقائد الناجح هو ذلك الرئيس الحازم دون تعسف أو إذلال
لمرؤوسيه، ويمتلك صفات قيادية أخرى تجذب حب ورهبة المرؤوسين. تلك صفات لا تنطبق على
السيد بلحة الجاهل الأخرق، على الإطلاق. لذلك تجده - حينما وجد نفسه رئيسا بدون
رئيس يوجهه - يكثر من الصياح بعبارات مثل "انتم مش عارفين أنا مين؟" أو
"أنا لن أسمح" أو غير ذلك من عبارات "الأنا". من زاوية أخرى،
ربما أن بلحة قد أصبح بالفعل ذلك القائد الفاشل لتلك المافيا، بوضع اليد. يؤيد ذلك ما
يبدو من تفتت لتلك المافيا وانقلابها على بلحة الذي بدأ في تصفية أعضائها بقتلهم
أو بوضعهم خلف القضبان واحدا تلو الآخر. تلك أمور لم تحدث من قبل لأي عضو من أعضاء
مافيا المجلس العسكري في الماضي، حيث بقيت إدارة تلك المافيا شورى بينهم تحت قيادة
قوية ومتمرسة حتى نهاية حكم مبارك.
شاهد الفيديو القصير أعلاه واستمع
جيدا إلى التعليق البليغ الواضح لدرة قناة الجزيرة "فاطمة التريكي" لكي
تلمس بنفسك مدى تفاهة وتخبط بلحة المرتعش أمام ذلك التجمع المصطنع، وهو نفس التجمع
الذي يتم استدعاؤه عند تسجيل أي من خطابات بلحة العجيبة. هم نفس الأفراد، ومعظمهم من
ضباط الجيش وموظفي الدولة الذين انتقتهم أجهزة استخبارات بلحة أو من العاملين
بتلك الأجهزة ذاتها، وما أكثرهم بدولة العسكر القمعية. تراهم يصفقون عند الإشارة لهم، ويتظاهرون بالإنصات إلى هراء ذلك الغبي التعس عند سكوتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق