العمالة درجات
شبكة البصرة
بقلم: محمد عبد اللطيف حجازي
عندما أبدت "كوندوليسا رايس" اهتمامها باجتماع شرم الشيخ - المنعقد يوم الثلاثاء 8 أبريل 2005 - قالت بعد أن تحسست أنفها أن الاجتماع بين أريل شارون ومحمود عباس سوف يكون له الكثير من الأهمية في سبيل حل القضية. لم تورد رايس أي ذكر لصاحب الجلالة ملك الأردن أو لصاحب النذالة دكتاتور مصر، فكلاهما اليوم "كومبارس" في سوق العمالة لا يستحقان الذكر.
الاهتمام الأمريكي المفتعل بالقضية الفلسطينية لا يعدو أن يكون حلقة أخرى في سلسلة الخداع والمناورة الأمريكية لكي تستمر المماطلة الإسرائيلية والاستفزاز اليهودي الذي تدعمه الثقة بقوة اللوبي اليهودي الأمريكي الذي يملي إرادته على البيت الأبيض، فشارون نفسه هو صاحب المقولة بأن اليهود يحكمون أمريكا وأن الأمريكيين يعلمون ذلك حق العلم.
ولأن محمود عباس عميل من الدرجة الممتازة فهو يعلم جيدا أن كل المطلوب منه هو الانقضاض على المجاهدين الفلسطينيين وكتم أنفاسهم بأي وسيلة، ولأنه لا يمتلك نفس الجاذبية الشخصية "الكاريزما" التي امتلكها سلفه - خالد الذكر أو خفيه طبقا لتقييمك الشخصي – فإن سلطته على المقاومة الفلسطينية ليست ولن تكون مطلقة، ورغم تمرسه خلف "الكواليس" إلا أنه واضح المعالم ولا يجيد الكر والفر الذي جعل من سابقه ظاهرة فريدة يصعب على العدو والصديق فهمها تماما.
المقاومة مازالت تتحسس الموقف ولا تريد الظهور بمظهر المتشدد كما أنها تعلم سلفا بأن الأمر لا يعدو خدعة أمريكية جديدة ترسخ نفس المفاهيم القديمة. المقاومة على حق لكنها محاصرة من جميع الاتجاهات فالعميلين "الكمبارس" يعملان جاهدان لقطع الحبل السري بين بلديهما وبين المقاومة، والإمكانيات العسكرية للمقاومة تحتاج إلى الاتصال بالعالم الخارجي للحصول على الدعم اللازم للاستمرار.
أما باقي العالم العربي فإن درجة عمالة رؤساؤه تتراوح كألوان الطيف. القضية الفلسطينية لا تعني معظمهم كثيرا، فمنهم من يرى أنها "مشكلة سخيفة" تعكر صفو مزاجهم وتدلههم في عشقهم لأمريكا سيدة العالم التي تنهب ثروات شعوبهم وتسد جشعهم الشخصي بالفتات، ومنهم من يرى أنها تشكل خطورة على كرسيه، ومنهم من يعلم يقينا أنها كالبركان تحت الكرسي المهتز فسكوته لا يرضي أسياده وتحركه يثير انفجار شعبه الغاضب.
أما نحن بني الشعوب العربية المقهورة وإن اختلفت آراؤنا بعض الشيء إلا أننا لا نختلف على أن الكيان الصهيوني نفسه لا يستحق الحياة، ويعتقد شخصي الضعيف أن المشكلة برمتها سيتم حلها على أرض العراق المناضل الذي يحفظ ماء وجهنا جميعا بدمائه. هناك على أرض الرافدين تكشف المعدن الأصيل لهذه الأمة العربية المقهورة ما بين جشع الطامعين ونذالة وجبن حكامها العملاء الأذلاء. العدو الأمريكي الصهيوني الذي ألقى بكل ثقل آلته العسكرية لم يخمد فينا جذوة الحياة بل أشعلها نارا تحرق جنوده وتبث فيهم الرعب والأمراض الفسية. العدو الصهيوني الأمريكي ينزف على أرض العراق، وإن لم يرحل قريبا فسوف ينزف حتى الموت، وليست العراق بأقل من فيتنام، والأيام بيننا يا حثالة البشرية يا من تدعون الرقي والإنسانية.
شبكة البصرة
الاثنين 27 ذي الحجة 1425 / 7 شباط 2005
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق