المؤامرة الجديدة المكشوفة على العراق
شبكة البصرة
محمد عبد اللطيف حجازي
يبدو أن أمريكا قد أصدرت لكبير عملائها من الحكام العرب تعليمات بالتحرك في اتجاه ما. لا يحتاج الأمر إلى ذكاء شديد لاستنتاج السيناريو الخاص بالاجتماع العاجل لجامعة الدول العربية.
الورطة الأمريكية بالعراق تزداد حدة مع ازدياد الفجوة بين التصريحات الأمريكية وبين الحقيقة على أرض الواقع من حيث أن الهزيمة الأمريكية على أرض العراق قد أصبحت مؤكدة وأن المسألة مسألة وقت فقط.
كان المخطط الأنجلو-أمريكي يعتمد على إنشاء جيش عراقي وحكومة تابعة تستخدم هذا الجيش الجديد لحماية المعسكرات الأمريكية لكي تبقى بها أعداد من الجنود تكفي لترسيخ الاحتلال ولا تكون باهظة التكلفة فتثير تذمر الكونجرس الأمريكي وعجزه عن توفير الاعتمادات المالية اللازمة. لكن المقاومة العراقية الوطنية القادرة أفشلت هذا المخطط تماما واستهدفت الخونة وضعاف النفوس ومن أرغمتهم الأزمة الاقتصادية على الوقوف في طوابير الانضمام لهذا الجيش الجديد الذي لم يتمكن من الوقوف على قدميه بحيث انقلبت الآية وأصبح ذلك الجيش الأعرج - رغم التصريحات الكاذبة عن قوته - في حاجة دائمة إلى الحماية الأمريكية، وفشلت الحكومة التابعة للاحتلال في خلق كوادر السلطة التنفيذية التي تعطيها ما يشبه سلطات الحكومات القادرة.
جلس الخبراء الأمريكان وبحثوا وخططوا من جديد بعد أن اكتشفوا عجزهم المادي والبشري عن الصمود أمام المقاومة الوطنية العراقية التي يقودها البطل الذكي عزة إبراهيم الدوري الذي دوخهم وأسقطت قواته من جنودهم عشرات الآلاف ودمر من عتادهم ما يساوي عشرات المليارات من الدولارات. فماذا توصلوا إليه؟
توصل الأمريكان إلى أنهم عاجزون بمفردهم وأنه ليس بالإمكان إنشاء جيش عراقي قادر على تخفيف العبء عنهم وأن استمرار العناد وإنكار الواقع لا يجدي ويؤدي في النهاية إلى انهيار فجائي لسيطرتهم على الأجزاء من العراق التي يسيطرون عليها اليوم، وتزامنت تلك الحسابات مع رفع المقاومة من معدل استهدافها بالصواريخ للمعسكرات الأمريكية وزيادة معدل تدمير الآليات بمن فيها من الجنود ووصلت صرخات استغاثة القادة الأمريكيين الميدانيين إلى آذان المخططين والمدبرين بواشنطون. فماذا تراهم قد قرروا؟
الخطة الأمريكية واضحة وضوح الشمس وكمبارس القادة العرب جاهزون لأداء أدوارهم وسأقرأ عليكم السيناريو للقادم من تطورات:
تتم الدعوة إلى عقد مؤتمر عربي طارئ بقيادة العميل الصهيوني الأمريكي رقم واحد وتخرج من المؤتمر توصيات على لسان الأمين العام الذي يعطيه الكثيرون أكثر من حقه من الذكاء أو الوطنية مؤداها أن الحكومة العراقية – ولن يقال أنها تابعة للاحتلال الأمريكي – قد أمسكت بزمام الموقف وأن أواصر العروبة والحب للشعب العراقي الذي قاسى من الإرهاب تتطلب ضرورة مساعدة تلك الحكومة لكي يستتب الأمن والأمان للشعب العراقي المسكين وحتى يتم جلاء قوات الاحتلال بعد الاستقرار وأن الأمر يتطلب التدخل العربي لدعم جيش وشرطة العراق الشقيق.
تلك هي أصول العمالة وخدمة الاحتلال الأمريكي ومساعدته في أزمته، أما الثمن فهو معروف وهو بقاء الخشب المسندة فوق العروش. أما جنسية تلك القوات العربية فليس من الصعوبة استنتاجها. تكون تلك القوات مصرية سعودية أردنية ولا بأس من بعض القوات الرمزية التي تعطي مظهر التحالف العربي، يمكن مثلا عمل تشكيلة من دستة جنود من المغرب أو تونس أو اليمن أو الجزائر مع طباخ من موريتانيا أو جزر القمر. أغلب ظني أن سوريا ستبقى بعيدا عن كل ذلك وسوف يتضح بجلاء موقف بشار الأسد الذي يتهمه الكثيرون. لكن تلك الحسابات تفترض الغباء التام للجندي والضابط العربي والاستعداد الأعمى لتنفيذ الأوامر وتنسى أن الزمن قد تغير وأن جيشا مصريا مزودا بالسلاح قد يغير وجهته من بغداد إلى شرم الشيخ أو أنه قد يهجر الجيش وينضم لقوات المقاومة العراقية الوطنية لضرب قوات المحتل الأمريكي.
لقد صدر عن المقاومة العراقية تصريحات منذ حولين كاملين تنذر كل حكومة عربية بعدم التدخل في الشأن العراقي وبأن أي قوات عربية تطأ أرض العراق سوف تعامل معاملة قوات الاحتلال، وليس لأي متآمر من القادة الخونة العرب أي عذر لتجاهل ذلك أو استمرار الكلام الأجوف عن الإرهاب وأمن الشعب العراقي. وعلى المقاومة العراقية أن توضح ذلك من جديد بما يناسب غباء الوكيل الأول للصهيونية بالمنطقة العربية.
شبكة البصرة
الاحد 24 جمادى الآخر 1426 / 31 تموز 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق