إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

هذه المقالات تعكس المأساة التي عاشتها مصر ابتداء بالدكتاتور الأول جمال عبد الناصر - الذي انتزع السلطة من سيده محمد نجيب - وانتهاء بالحمار المنوفي الغبي اللص محمد حسني مبارك. وأخيرا عملية تدمير مصر تحت حكم الصهيوني الحقير بلحة بن عرص المعروف أيضا باسم عبد الفتاح السيسي English blog: http://www.hegazi.blogspot.com

السبت، 17 مايو 2008

انتهت المهمة



انتهت المهمة

شبكة البصرة

ترجمة وتعليق: محمد عبد اللطيف حجازي

نشرت صحيفة الجارديان البريطانية مقالا لكاتبها "جوناثان ستيل" بتاريخ 9 مايو 2005 تحت عنوان "انتهت المهمة"، تصدرت المقال بالبنط العريض عبارة "على رئيس الوزراء أن يقبل أن معظم البريطانيين يرغبون في خروج القوات البريطانية من العراق" يقول الكاتب:



(يصر توني بلير على القول بأن القوات البريطانية لا يمكن لها الخروج من العراق قبل يكون بإمكان الشرطة والجيش العراقيين ضمان الاستقرار الأمني. تلك بالطبع هي نفس الحجة التي يستخدمها جورج بوش لتبرير بقاء ما يقرب من 130 ألف جندي أمريكي بالعراق. لا عليك من أن سحب القوات الأجنبية في واقع الأمر سيحسن بالتأكيد من الموقف الأمني بالعراق، حيث أن العنف موجه ضد الاحتلال وأن قوة المنشقين تضمحل بزواله.



فلنأخذ موقف بلير على عواهنه. أفلم يلاحظ هو أن قوة المنشقين تكاد تكون معدومة بالبصرة وبمحافظتين في الجنوب الشرقي من البلاد حيث تتمركز القوات البريطانية؟ صحيح أن جنديا بريطانيا آخر قد مات بالعمارة وهي بلدة معروف عنها صعوبتها، لكن الهدوء قد ساد البصرة منذ شهور، ولا وجود لتفجيرات الانتحاريين، والهجمات على القوات البريطانية لا تحدث إلا نادرا، وأندر منها ما تسببه من خسائر في الأرواح، وكاد العنف يكون معدوما في يوم الانتخابات بشهر يناير.



يعود ذلك لعدة أسباب أهمها أن الجماعات السياسية الشيعية التي تسيطر على البصرة تنظر إلى المدى البعيد، فهم يشكلون أساس حكومة العراق الجديدة في بغداد وليس لديهم أية مشكلة مع الاتجاهات الحالية للأوضاع السياسية بالبلاد. ورغم أنهم إسلاميين إلا أن بصمتهم المتحفظة على المدينة لم تلق اعتراضا من البريطانيين. أما الشيعة المتشددين المحيطين برجل الدين مقتضى الصدر - الذي يدين الاحتلال بشدة ورفع السلاح ضده - فإنهم ليسوا نشطين بالبصرة مثل حالهم في بغداد أو في مدينة النجف المقدسة الأقرب إلى العاصمة.



أيا كانت الأسباب الخاصة التي تشرح ذلك فإن الأهم هو أن نشاط المنشقين بجنوب شرق العراق لا يستحق الذكر، فلماذا الحاجة إذن للقوات البريطانية؟ ماهو الخطر المفترض أنهم هناك لردعه ولا يستطيع العراقيون علاجه بمفردهم؟ ليس هناك أي خطر. فلننس تلك العبارات المعادة عن "الجري والهرب"، ولنكف عن ترديد "الحاجة إلى إتمام المهمة". يمكن للقوات البريطانية الرحيل فورا دون أن يأسف لذلك أهل الجنوب الشرقي للعراق أو أهل بريطانيا.



قد لا يروق ذلك لبوش، ولكن على الرئيس الأمريكي أن يقبل أن غيرنا من الحلفاء المخلصين قد غيروا رأيهم وسحبوا قواتهم، فقد اتضحت الرؤية لهولاندا وبولندا تحت ضغط الناخبين.

على بلير الآن أن يفعل مثل ذلك، عليه أن يقول للبيت الأبيض أننا لا نستطيع القول بأننا نحاول جلب الديمقراطية للعراق بينما نحن لا نطبقها ببلادنا. لقد أوضح استطلاع الرأي قبل الانتخابات بعشرة أيام أن 60% من البريطانيين يودون رحيل القوات البريطانية عن العراق بحلول نهاية هذا العام. وقد عزز ذلك فقدان معظم الأغلبية البرلمانية للعمال في الانتخابات.



يستطيع بلير قطع شوط طويل في سبيل استعادة ثقة الشعب التي فقدها خلال العامين ونصف العام الماضيين إذا ما أقر بأن معظم البريطانيين يودون الخروج من العراق، وإذا ما قال لبوش بأننا لا نستطيع البقاء هناك لمجرد التضامن مع الأمريكيين. لن يمحو ذلك تماما أثر العراق على رئاسته فلا شيء يمكن أن يمحو ذلك، لكن ذلك يمكن أن يكون على الأقل مؤشرا إلى أنه يفهم كيف كانت سياسته تجاه العراق غير مرغوبة من الشعب.



لن يقر بلير مطلقا بأنه كان مخطئا بالعراق – دعك من اعترافه بأنه كان كاذبا – لكنه يمكن

أن يزيل عنه مسحة الغطرسة والتعالي إذا ما عدل مسار سياسته تجاه رغبة الأغلبية من أهل بريطانيا.



كانت العراق لبلير مثل عرض بطيء لأزمة السويس. فقد جر بريطانيا إلى الحرب بطريق الخطأ مثلما فعل إيدن في 1956. وبينما تم إجبار إيدن على الاستقالة خلال ثلاثة أشهر من فعلته، فإن بلير قد يستغرق أربعة أو خمسة أعوام قبل ذهابه. كانت النهاية أكثر مهانة لإيدن، فلم يكن السبب أن الحرب كانت غير مرغوبة. لقد عارض حرب السويس كل من الجارديان والأوبزرفر بينما كانت غالبية الشعب البريطاني مؤيدة للغزو. لكن نهاية إيدن كانت بسبب معارضة الولايات المتحدة. فعندما أعلن أيزنهاور معارضته لغزو مصر لم يكن أمام إيدن سوى تلقي اللوم. تختلف ظروف بلير عن ذلك، إذ لم تكن هناك أغلبية مؤيدة للحرب، وإذا ما استثنينا الأسابيع القليلة الأولى في بداية الغزو فإن هذا التأييد لم يتحقق منذ ذلك.



يحتاج الأمر في نهاية المطاف إلى الشجاعة، فهل لدى بلير منها ما يكفي لأن يقول لبوش أنه لم يعد قادرا على الوقوف بجانبه في حرب لا تحظى بقبول الشعب البريطاني؟ لقد احتلت الجيوش البريطانية البصرة لما يربو على العامين. وقد انتهت مهمتهم ويجب عليهم الرحيل الآن.) انتهت الترجمة



ما غفل الكاتب عنه أو أعرض عن الإفصاح به هو أن الهجوم الصهيوني الأمريكي البربري على العراق كان مخططا من قبل تمهيدا لإخضاع الشرق الأوسط والعالم لمخطط كان العراق أول حلقاته، وقد تحول بفضل المقاومة العراقية إلى آخر الحلقات. إن العالم كله - وليس الأمة العربية وحدها – مدين للمقاومة العراقية الباسلة بدين هائل. وقد تحمل شعب العراق قدرا هائلا من الهمجية والبربرية الأمريكية كان مقدرا لها أن تزحف لتلتهم المنطقة العربية بأسرها.



فهل يمكن أن تستيقظ تلك الأمة العربية لتعرف حجم المؤامرة التي أسهم حكامهم فيها بصورة مباشرة عن طريق تقديم العون للعدو الغازي؟ أما آن الأوان بعد للإطاحة بتلك الخشب المسندة فوق العروش والجمهوريات الملكية المزيفة؟



لعل سقوط نظام العميل المصري عما قريب يكون بداية النهاية لتلك النظم العربية الفاسدة التي لا ترعى رعاياها وتتركهم فريسة للفقر والجهل والمرض. إن سقوط نظام العمالة المصري يكون بداية لسلسلة يتساقط فيها العملاء العرب كقطع الدومينو في عصر المعلومات الذي أسقط كل الأقنعة فبدت وجوه العمالة والفساد سافرة مقيتة.



أما العراق فإنه صامد كالصخر ومقاومته الذكية القادرة كفيلة بشراذم رعاة البقر الذين لم يعوا درس فيتنام لأن صلفهم وغباءهم بلا حدود. هم أعداء الحضارة لأنهم بلا حضارة.

شبكة البصرة

الثلاثاء 1 ربيع الثاني 1426 / 10 آيار 2005

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

ليست هناك تعليقات:

هذه المدونة

هذه المقالات كتبت على مدى ثلاثة عقود وهي أصلح ما تكون في سياقها التاريخي، فمثلا مقالي عن الحجاب المكتوب في ثمانينيات القرن الماضي يصف من ترتديه بضيق الأفق لأن تلك الغربان كانت أعدادها قليلة، أما اليوم فإن من ترتدي ذلك الزي السخيف لا يليق وصفها بضيق الأفق إذا ما كانت مكرهة على لبسه خوفا مما قد تعانيه من مشاكل في مواجهة الغوغاء الذين يريدون فرض هذا الزي الوهابي بالقوة بحجة أنه "فرض عين" أو أنف أو أذن، وأن من واجبهم تغيير المنكر بأيديهم مفترضين أن نساء القاهرة الجميلات كن كافرات في الخمسينيات والستينيات، وأن ذلك أهم من القضاء على حسني مبارك وعصابته ممن أودوا بمصر إلى التهلكة.


أرشيف المدونة الإلكترونية

من أنا

ملبورن, فيكتوريا, Australia
أنا واحد من آلاف المصريين الذين فروا من الدولة الدكتاتورية البوليسية التي يرأسها السوائم ولا يشارك في حكمها سوى حثالة أهلها من اللصوص والمرتزقة والخونة وينأى الأشراف بأنفسهم عن تولى مناصبها الوزارية.