بقلم: محمد عبد اللطيف حجازي
سوف يذكر التاريخ هذا الطاغية المعتوه كواحد من أغبى اللصوص. لقد نهب هذا اللص وعائلته الفاسدة ما يربو على مائة بليون دولار من أموال الشعب المصري. إن الإنسان السوي ليعجب حينما يتأمل ما يمكن لفرد أو لعائلة أن تفعل إذا ما كان بحوزتهم بليون دولار ... بليون واحد فقط ... لكن جشع هؤلاء اللصوص كان يفوق الخيال. لم يعنيهم في شيء أن تلك البلايين المسروقة من 85 مليون مصري قد حرمت الناس من الأمل في مستقبلهم أومستقبل أبنائهم.
لقد انتهى حكم هذا الدكتاتور البليد وبمصر 2 مليون شريد من أطفال الشوارع بلا عائلة ترعاهم أو نظام للضمان الاجتماعي يخفف من ضراوة مصيبتهم، باستثناء الجمعيات الخيرية المحدودة التي لا تفي إلا بالقليل للقليلين من هؤلاء البؤساء، فلا يبقى لهم سوى التقوت من الفضلات والعيش بلا مأوى يحميهم من الجوع وبرد الشتاء.
إن الإنسان ليعجب، أي نوع من البشر كان هذا المبارك؟ إنه اسم على غير مسمى، فالجشع والغطرسة ليست بحال من الصفات التي يمكن وصفها بالبركة. لقد كانت لدى هذا الغبي الفرصة لتهدئة الناس ببعض الإصلاحات الحقيقية لنظامه الفاسد قبيل اندلاع الثورة قي 25 يناير 2011 لكنه كان مشغولا ببلايينه المسروقة، ينقلها من حساب خارجي إلى آخر أكثر أمانا ويغسل القذر منها. لم يكن مصدقا أو واعيا إلى قدرة الجماهير المستسلمة على الإطاحة به في ثورة بيضاء لم يعرف التاريخ مثيلا لها. كان مطمئنا تماما إلى قدرة نظامه البوليسي المحكم.
هاهو الآن كالكلب الحبيس في قفص واسع بأحد المنتجعات الخاصة بشرم الشيخ ينتظر متوجسا بالقرب من الحدود مع جنسه الحقير من يهود إسرائيل، بينما يهجره قادة الجيش المصري تدريجيا تحت ضغط يحسونه من بقية أفراد جيش مصر العظيم وشعبها الذي حرر نفسه. لقد انتقى مبارك قادة الجيش بنفسه لكي يضمن ولاءهم له. لكن هؤلاء القادة لن يمكنهم الاستمرار في كسب الوقت ولابد وأنهم قد تدبروا أمرهم وأيقنوا من أنهم يجب أن يتخذوا قرارا عاجلا وليس آجلا.
المصريون ليسوا سذجا، فهم يعلمون أن صفحة قادة الجيش ليست ناصعة، لكن أهل مصر متسامحون بطبيعتهم ويمكن لهم الصفح عن مشاركة القادة المحدودة في الفساد في مقابل بسيط هو شنق مبارك وعائلته لكي نبدأ صفحة جديدة. أيها القادة: سيحملكم الشعب على الأعناق إذا أسرعتم بإعدام مبارك وعائلته قبل تسليم السلطة للحكومة المنتخبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق