لابد وأن يكون القارئ مدركا
وواعيا إلى حقيقة قد أصبحت من الوضوح بحيث لم يعد هناك مجال للتشكك في صحتها، وهي
أن المدعو عبد الفتاح السيسي عميل صهيوني مكلف بمهمة تدمير مصر. من لم يدرك هذه
الحقيقة يعيش في وهم، متخيلا أن الخير يمكن أن يأتي على يد هذا الإمعة، وفي سبيل
ذلك عليه أن يكون أعمى البصر والبصيرة فيغض الطرف عن اليقين من الدلالات الواضحة التي
تؤكد هذا الافتراض المدروس. أذكر من تلك الدلائل على سبيل المثال لا الحصر:
(1) عتاة المجرمين الذين قامت
الثورة المصرية في 25 يناير 2011 من أجل الإطاحة بهم لم يتم حسابهم جديا أومصادرة
أموالهم المسروقة من المال العام، وتلك هي طبيعة حكم العسكر الذين جردوا
الرأسمالية الوطنية الأمينة من أموالها بعد انقلاب 1952 على يد خفي الذكر المدعو
جمال عبد الناصر، ثم ابتدعوا نظاما اقتصاديا فاشلا كان بادرة نمت تدريجيا فأوصلتنا
إلى ما نحن عليه اليوم من إفلاس وانهيار متسارع لا يمكن بسهولة الحد منه.
(2) النظام القمعي الحالي وضع
كل معترض على الحكم العسكري في المعتقلات، بل وقام باغتيال المعترضين أو من يمكن
أن يشكل خطورة على المصداقية المزيفة التي يبثها الإعلام الرسمي المتدني. ويحضرني
كمثالين شديدي الوضوح عملية اغتيال العميد عادل رجائي التي لم نسمع بعدها عن نتائج لأي تحقيقات شفافة، ولم يتم دفن
الفقيد في أي جناز رسمي، بل ولم تتم ترقيته بعد موته كما هو متبع كتقليد متوارث
بالجيش المصري. الواضح إذن أن ذلك العميد كان يفكر في عمل انقلاب وطني يصحح مسار
السيسي الخائن الأخرق. المثال الثاني هو اغتيال المستشار وائل شلبي قبيل التحقيق معه حتى لا يكشف فضائح لصوص العسكر
وتحايلهم على نهب المال العام. ولأن السيسي نفسه لص للمال العام فإن مثل ذلك
التستر كان واجبا لأن كشف فضائح كبار ضباط الجيش يجر معه سلسلة اللصوص التي تنتهي بالسيسي
نفسه.
(3) أصبح واضحا جليا من سلوكيات
السيسي وأقواله بالمحافل الدولية أنه لا يزيد عن جاهل مفلس وخادم حقير للصهيونية الأمريكية، وأنه كاذب يتخبط وليس أمامه سوى هدف واحد هو البقاء حاكما لمصر بأي ثمن. وهو يريد للعالم أن
يراه في صورة "محارب الإرهاب"، ولأن الإرهاب ليس من طبيعة الشعب المصري
ولا وجود له بمصر فإن الأمر يتطلب تصنيع هذا الإرهاب والتضحية بأرواح بعض المصريين
في سبيل ذلك.
الموضوع الأساسي لهذا المقال هو
تقديم الدليل على أن السيسي يقوم بتصنيع الإرهاب وتدبير العمليات التي تحاول إثبات
وجود الإرهاب بمصر. الانتحاري المتفجر ليس له أي وجود ولن يكون له وجود حقيقي بمصر، فالحالات القليلة الحقيقية للتفجيرات الانتحارية كانت بفلسطين المحتلة
في وجود الشباب الفلسطيني اليائس من الحياة الكريمة على أرض وطنه. الشباب المصري
اليائس من الحياة الكريمة على أرض الوطن ليس لديه أي دافع على الإطلاق لقتل
الأبرياء من بني وطنه. تلك أسطورة من صنع الخيال المريض لحكم العسكر، يريد السيسي
أن يروج لها وأن يقدمها لأسياده من صهاينة أمريكا حتى يؤمنوا بضرورة وجوده كحاكم
لمصر يحمي مصالحهم ومصالح إسرائيل، والسيسي لديه الآلية التي يمكن لها القيام بمثل
تلك العمليات، والتي ورثها عن المجرم حبيب العادلي مفجر الكنائس المعروف.
لكن تلك الآلية الفاشلة قد فعلت
فعلتها بصورة مكشوفة وقدمت الدليل على أنها الفاعل الحقيقي من واقع ما قدمته للرأي
العام على وسائل إعلامها. المقابلة التلفازية لزوجة الفاعل المزعوم تم تقديمها في صورة امرأة تنتمي للقرون الوسطي، تتشح بالسواد وتغطي وجهها بصورة منفرة للمصري وللأجنبي على حد سواء، فتكرس وتحاول إثبات وجود
التطرف الديني الحاد. أما الفيديو الوحيد الذي قدمته
وسائل الإعلام لتفجير كنيسة الإسكندرية فقد كان من جزئين منفصلين تم وصلهما معا بصورة فجة. الجزء الأول كان
للشاب الانتحاري الوهمي وهو يحاول الدخول إلى الكنيسة ويدخل إلى جهاز الكشف عن
المتفجرات المحتملة، وهذا شيء طبيعي تم تصويره ثم قطعه عند تلك النقطة، يليه جزء آخر يبين انفجار
قنبلة وليس حزاما ناسفا كما ادعوا. قمت باستخدام برنامج يحلل الفيديو فيعرض الصورة
المتحركة في عدد كبير من البراويز أي الصور الثابتة المنفصلة. وبفحص تلك
البراويز وجدت أن الانفجار في بدايته لم يحول الشاب إلى أشلاء حيث يبدو الشاب في
تلك البراويز واقفا في مكانه بعد ابتداء الانفجار في صورة غاز أبيض تزداد كثافته
تدريجيا بينما الشاب ثابت في مكانه، بعد
ذلك يأتي فجائيا انفجار القنبلة المدسوسة في مكان قريب، ولا يبدو في البراويز التالية
سوى اللهيب الذي يزداد احمرارا. لاحظ أن كل ذلك قد تم خلال كسر صغير من الثانية
الواحدة، لكنه ينفي فكرة الحزام الناسف ويؤكد انفجار قنبلة. يؤيد ذلك أن حجم الأضرار بالبنايات المجاورة لا يتناسب مع الأضرار التي يسببها الحزام الناسف.
ربما أن الشاب نفسه أحد عناصر "أمن الدولة" وقد تم تلغيمه عند تجهيزه للتصوير دون أن يدري ثم تم تفجيره عن بعد باستخدام "الريموت كنترول" في اللحظة المناسبة، أو أن القنبلة المدسوسة بمكان قريب قد تم تفجيرها عن بعد في تلك اللحظة المواتية. كل هذه الأشياء واردة وتستخدمها التكنولوجيا الحديثة المتوفرة، وليس بعيدا عن الذاكرة استخدام الأمريكيين للهدم المحكوم والخدع التصويرية عند تدمير مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001. وهي عملية قام بها الموساد الإسرائيلي، وهم سادة السيسي ومستخدميه الذين يمكن له اللجوء إليهم للمساعدة في تصنيع الإرهاب في بلد من المفترض أن يكون آمنا.
ربما أن الشاب نفسه أحد عناصر "أمن الدولة" وقد تم تلغيمه عند تجهيزه للتصوير دون أن يدري ثم تم تفجيره عن بعد باستخدام "الريموت كنترول" في اللحظة المناسبة، أو أن القنبلة المدسوسة بمكان قريب قد تم تفجيرها عن بعد في تلك اللحظة المواتية. كل هذه الأشياء واردة وتستخدمها التكنولوجيا الحديثة المتوفرة، وليس بعيدا عن الذاكرة استخدام الأمريكيين للهدم المحكوم والخدع التصويرية عند تدمير مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001. وهي عملية قام بها الموساد الإسرائيلي، وهم سادة السيسي ومستخدميه الذين يمكن له اللجوء إليهم للمساعدة في تصنيع الإرهاب في بلد من المفترض أن يكون آمنا.
أنا أحث شبابنا من العارفين بوسائل
التصوير السينمائي أن يكرروا ما قمت به وأن يكتشفوا بأنفسهم الدليل الدامغ على كذب
أسطورة "المتفجر الانتحاري" التي يود نظام العميل الخائن ترويجها عن
شباب مصر المسالمين الذين يريدون الخير لوطنهم وليس قتل الأبرياء. البرامج
المجانية لتحليل الأفلام متوفرة على الإنترنيت، وفيلم الحزام المزيف متوفر
على"يوتيوب" أعتقد أن أحد "هلافيت" الإعلام المصري المتدني - واسمه
"الابراشي" - قد عرضه في برنامج له، ونفس الفيلم رفعه بعض "أفسال"
أمن دولة السيسي على "يوتيوب" أيضا. لتسهيل التحليل يمكنك استخدام برنامج قطع أفلام
لفصل الجزء الصغير الهام من الفيديو قبل تحليله.
أدناه 3 براويز متتالية يفصل كل منها عن
الآخر كسر صغير من الثانية الواحدة. البرواز الأول قبيل الانفجار مباشرة حيث يظهر
الشاب وامرأتين إحداهما ضابطة شرطة. البرواز الثاني - يلي الأول مباشرة وبينهما كسر
صغيرجدا من الثانية الواحدة - يبين بداية الانفجار في صورة غمامة بيضاء. البرواز
الثالث يأتي بعد الثاني مباشرة بنفس الفاصل الزمني الصغير.
البرواز الأول
البرواز الثاني
البرواز الثالث
السؤال الفاصل هو: من المستفيد؟ أو كما يقول الفرنجة باللاتينية "cui bono"
المستفيد الوحيد هو الصهيوني الخائن عبد الفتاح السيسي الذي يريد أن يراه الغرب في صورة المكافح للإرهاب، ولكي تبدو مكافحا للإرهاب فلابد من تخليق الإرهاب ونسبته إلى جهة يكون مطلوبا مكافحتها، وهل هناك أنسب من الإخوان المسلمين الذين يود السيسي ويحاول جاهدا تصنيفهم كجماعة إرهابية؟ المرشح الثاني هو "داعش" وهي صناعة أمريكية ربما تكون أكثر جودة ومناسبة للغرض من الصناعة المحلية ومن السهل الادعاء بأنهم دخلوا مصر عبر سيناء.
في الختام أود أن أوضح للقارئ أنني لست من الإخوان المسلمين أو حتي من المسلمين الكلاسيكيين الذين يقيمون الصلاة ويصومون شهرا كل عام ولا يؤمنون بالحرية الدينية للآخرين مهما تشدقوا بغير ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق