عنوان هذا المقال القصير قد
يثير في ذهن القارئ ذلك القول المصري السائر "سمك لبن تمر هندي"، أي ذلك
الخليط الغريب الذي لا تجمعه صلة أو علاقة ببعضه البعض، لكنني يا سيدي القارئ أزعم
بأنني سأوضح الأمور بما لا يترك مجالا للشك في وجود علاقة قوية تجمع هذا الخليط غير
المتجانس. كلامي هنا عن هذه الدول يتعلق بحكوماتها ونظم حكمها وليس عن شعوبها.
لك الله يا مصر، متى يفيق شعبك من غفلته؟ أيليق بك
أيها الشعب العريق أن تستسلم لحكم هذا الحمار الجهول الذي لا يمتلك أيا من صفات
رجل الدولة المخضرم العارف المحترم؟ أفيقوا يرحمكم الله فالوقت ليس في صالحكم.
آل سعود وآل نهيان و"بلحة"
يجمعهم الذل والتبعية لسادتهم صهاينة الأمريكان، وتوجيهات أو تعليمات كهنة السياسة
الخارجية الأمريكية من صهاينة البيت الأبيض. التعليمات الحالية تقضي بضرورة
الإبقاء على النظام المصري القائم. أين لب المشكلة إذن؟
المشكلة هي ارتفاع تكلفة
الإبقاء على نظام بلحة، واستحالة قدرة السعودية والإمارات على تحمل ذلك العبء إلى
مالا نهاية. بلحة المخادع الجاهل العاجز يحاول إقناع الجميع بأنه قادر على الوصول
بالاقتصاد المصري إلى بر الأمان. ذلك وهم في ظل إدارة عاجزة وآلة تكنوقراطية تعيش
خارج العصر، ولو جاءتها المعونة الفنية والمادية من الخارج - وذلك لن يستمر - فإن
التنفيذ يكون مكبلا بقيود البيروقراطية والغش والسرقة والتخاذل وعدم الانتماء
وكافة سمات الفشل المؤسسي التي أصبحت من السمات الدائمة لأهل مصر في ظل حكم العسكر
الذي دمر شخصية الإنسان المصري.
المتأمل للصورة الحالية
يمكنه أن يدرك أن الدولة المصرية تكاد تكون بدون موارد ذاتية فقد أدي حكم العسكر
إلى تدني السياحة والصناعة والزراعة بحيث أصبح عجز ميزان المدفوعات يتطلب إغراق
الدولة بالديون باهظة التكلفة، التي تكبل الأجيال القادمة وتبشر بمستقبل حالك السواد.
ناهيك عن انهيار منظومة الخدمات العامة كالتعليم والصحة والتكلفة الباهظة الخيالية
لإعادة بناء البنية التحتية الأساسية المنهارة التي بقيت سيئة الصيانة أو التجديد
لعدة عقود من الحكم العسكري الجهول. تلك البنية ليست فقط شبكة الطرق والمواصلات
والصرف الصحي والطاقة، كما يظن العامة وأنصاف المثقفين.
إسرائيل لا يمكن لها تقديم
المساعدة المادية لأن المال الإسرائيلي ملك للشعب الإسرائيلي وليس لطغمة حاكمة مثل
العرب ، لكن إسرائيل تقدم كل العون لبلحة في مشروعه لتصنيع الإرهاب بين ربوع مصر
وخاصة في سيناء أملا في حصولها على جزء من الضفة الشرقية لنهر النيل.
بلحة يعتقد أنه سمسار "صفقة
القرن" التي ربما سمع بها من أحد صهاينة السياسة الأمريكية، الذي ربما يكون
قد ذكرها على سبيل الفكاهة والسخرية من هذا الحمار الأبله المصري، فتلقفها حمارنا
وتشدق بها ببلاهته المعهودة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق