في ضوء ما أثير في مؤخرا
حول قناة الشرق، وما أثاره بعض العاملين في القناة من طلبات ومقترحات، فإنه قد
شُكلت لجنة برئاسة الشيخ عصام تليمة، وعضوية مجموعة من العاملين في القناة، وقد
تلقت هذه اللجنة شكاوى العاملين بقلب منفتح، وعقل واع، وقامت بدراسة وافية للأمور التي
تستدعي إعادة نظر، ووضعت مقترحات معالجتها.
هذا وقد رفعت اللجنة
تقريرها بالأمور التي وجدتها مستحقة للتعديل والتصحيح، وأوصت باستمرار العمل على
تطوير أساليب إدارة القناة وهيكلها الإداري بما يحقق رسالتها، خاصة مع انطلاقتها
الثالثة الجديدة، وبما يتوافق مع الأهداف الوطنية، والمقتضيات المهنية.
وفي ضوء توصيات هذه اللجنة،
قررت إدارة القناة مشكورة الاستجابة الفورية لهذه التوصيات، وقررت إيقاف بعض
المشاريع المستقبلية من أجل تمويل زيادات مرتبات الموظفين.
وتوافق د. أيمن نور مع د. سيف
الدين عبد الفتاح وا/ عبد الرحمن يوسف والشيخ عصام تليمة ود. طارق الزمر، في إطار
من الأخوة و الود والاحترام، على تفعيل مقترحات اللجنة، وخاصة ما يتصل بأحوال
العاملين بالقناة، وضرورة تحسين أوضاع من يستحق منهم ذلك، وقد صدرت عدة قرارات،
أهمها رفع الحد الأدنى للأجور بما هو معمول به في الدولة التركية، وسوف ينفذ مع
أول شهور العام الجديد.
ويجمع الحاضرون أن قناة
الشرق قد ضربت مثلا في المسئولية والمهنية حينما أصر الجميع إدارة وعاملين رغم هذه
الأزمة، على استمرار البث والهواء بالانضباط المعتاد، ليؤكد الجميع أقصى درجات
المهنية واستشعار المسئولية.
لقد اصطادت أجهزة إعلام
النظام في الماء العكر الذي نتج عن هذه الأزمة، ونحن نؤكد على أننا قد حللنا هذه
المشكلة دون أن يحاول أحدنا أن يغتال الآخر معنويا بالتشهير، وفعليا بالاختطاف
القسري والقتل وأحكام إعدام بالجملة، أو القتل تحت التعذيب والقتل البطيء.
لقد نشبت هذه الأزمة في وقت
حرج من تاريخ مصر، وليس عيبا أن نختلف، بل العيب أن نعجز عن إدارة خلافاتنا في
إطار الحرية والديمقراطية التي ننادي بها.
ستظل قناة الشرق كما عودت
جمهورها، إدارة وعاملين، صوتا لثورة يناير، وجزءا من مسيرة تحقيق أهدافها.
ويجدد الموقعون العهد على
العمل مع كل أطياف الجماعة الوطنية لإنقاذ مصر وشعبها من الديكتاتورية والاستبداد،
راجين الله تعالى أن يكون عملهم خالصا لوجه الله ثم الوطن.
التوقيع:
د. ايمن نور د. سيف الدين عبد الفتاح
ا/ عبد الرحمن يوسف
الشيخ عصام تليمة
د. طارق الزمر
تعليق
بقلم: محمد عبد اللطيف حجازي
البيان أعلاه يحسم الأمور
والموقعين عليه جميعا شخصيات وطنية لها كل التقدير والاحترام وإن اختلفنا مع فكر البعض
منهم، اختلافا لا يفسد أي قضية، فالاختلاف والخلاف أمور بديهية في المجتمعات
الراقية التي تخضع لرأي الأغلبية لحسم الخلاف. أود أن أضيف أن أيمن نور يجب أن
يعلم أن الحد الأدني للأجور يمثل خط الفقر وليس حلا حاسما للعاملين بالقناة يقيهم
شر العوز. عليه أن يوفر لهم أجورا أفضل من ذلك في المستقبل القريب. وعلى الموقعين
على هذا البيان أن يتحملوا جميعا مسئولية تحسين أحوال هؤلاء الكادحين.
المتتبع الذكي لأحوال مصر
والعالم العربي يقف شبه عاجز عن التأكد من مصداقية مصادر الأنباء، ولا يبقى له سوى
تحكيم العقل والمنطق في تقييم مدى أمانة تلك المصادر كل على حدة، دون أن يتحيز لمن
توافق أفكارها هواه. ورغم أنني أعتقد أن "بلحة العرص" كلب وعميل وخائن
وأنه لا يصلح للحكم حتى لو كان وطنيا مخلصا - وهذا مستبعد تماما - لأنه مجرد عسكري حمار غير مثقف لا
يدري من أمره شيئا. رغم كل ذلك فإنني تتبعت الإعلام المصري دون تحيز ضده إلى أن
طفح مني الكيل بفضل النماذج الحقيرة المتبقية بذلك الإعلام الطارد لكل من تبقى
لديه أثر ولو بسيط من الوطنية أو المهنية المجردة، فلم يبق به سوى الجهلة
والمرتزقة الكاذبين الذين طبلوا لكل حاكم.
حتى لا أطيل الخوض في المزيد من البديهيات أود
القول بأنني توصلت إلى أن أكثر القنوات التلفازية العربية مصداقية هي قنوات
الجزيرة والشرق ومكملين. تتفوق قناة الجزيرة مهنيا بفضل البحبوحة المالية المتوفرة
لها، والتي توفر لها عددا كبيرا من الإعلاميين المثقفين، بينما تترنح الشرق تحت
وطأة الحاجة الماسة إلى المال. ورغم أن كل العاملين بالقناة من المخلصين الوطنيين
الذين فروا من وطأة حكم العسكر إلا أن صعوبة الحياة في المهجر دفعت بالعاملين إلى
التذمر وخاصة هؤلاء الكادحين الذين لا تراهم فوق الشاشات ويشكلون العصب الهام
للقناة من حيث الدعم الفني أو تجهيز المادة البحثية لمقدمي البرامج التي تنجح بفضل
هؤلاء الكادحين بعيدا عن الأضواء. أما قناة مكملين فأنا لا أعلم عن تمويلها الكثير
وأختلف اختلافا جذريا مع الكثير من أفكارها المتحجرة لأنني كاره بطبيعتي للشكل
الديني المتزمت الذي لا يعترف بوجود الغير. ولا يشدني إليها سوى وجود محمد ناصر
بها.
محمد ناصر إعلامي فذ أعتقد أنه من أفضل الشخصيات الإعلامية العربية على
الإطلاق بغض الناظر عن أن وراءه عدد كبير من الباحثين الذين يوفرون له المادة التي
يجيد عرضها بأسلوبه المميز الذي يشدني إليه، وبغض النظر عن أنه لا يؤمن كثيرا بفكر
القناة التي يعمل بها. وبصراحة تامة فإن كلا من قناتي الشرق ومكملين يزداد نجاحا
لو تبادلا محمد ناصر ومعتز مطر. معتز مطر أصلح لقناة مكملين الإخوانية فهو
"لا يزكي على الله أحدا"... إلى آخر تلك الكليشيهات الدينية التي يعشقها
متابعوا القناة. أما محمد ناصر فهو فنان تشكيلي - (أو كما قال البعض "لا تِشكي
لي ولا اشكي لك"، منطوقة "لا تِشكِيلِي ولا اشْكِيلَك") - لبرالي لا تعنيه سطحية المظهر الديني الفج.