رامي جان شاب وطني من الطراز
الأول. هو من أصل أرمني وأهله من المسيحيين الكاثوليك المعتدلين المعروفين
بالتسامح وقبول الآخر. سأترك حياته الصحفية جانبا وأتتبع تاريخه الثوري.
رامي أحد أبناء ثورة يناير
المخلصين أبناء ميدان التحرير. كان معارضا للانقلاب العسكري الذي اختطف الحكم
وأودع محمد مرسي سجون الانقلاب، بل وكان حاضرا وخطيبا في رابعة. غادر رامي جان مصر وانتقل من الدوحة إلى اسطنبول
مكافحا من أجل مبادئه الوطنية وحبه لبلده.
لم تكن حياة رامي سهلة فكان واقعا
تحت ضغوط نفسية هائلة بسبب ضرورة العيش خارج البلاد وحبه لوالدته الوحيدة المريضة بمصر. وزاد عليه الضغط النفسي بتركيا بسبب ضعف مرتبه من القنوات المصرية هناك، بالإضافة
إلى أن إقامته بها أصبحت غير شرعية بعد انتهاء صلاحية فيزا الإقامة دون تقدير سليم
منه لخطورة ذلك.
انتهت قصة رامي بترحيله إلى مصر
ووقوعه فريسة سهلة لأجهزة مخابرات الصهيوني بلحة بن عرص، التي تملي عليه ما يقول
وما سوف يقول، وربما تعرض للتعذيب فيما بعد دون سبب واضح، فالوحشية والهمجية جزء لا يتجزأ من معتقلات حكم العسكر القذر. أسرف الكثيرون في سب الرجل ومنهم من أبدى
العنصرية والتعصب الديني المقيت على صفحات التواصل الاجتماعي.
لو كان رامي حقا مدسوسا على
قناة الشرق لكان زملاؤه بالقناة أول المهاجمين له. ولو كان رامي واحدا من جواسيس
الصهيوني بلحة بن عرص ما كان هذا حاله بل لكان منافسا لحملة المباخر بإلإعلام
المصري الحقير، خاصة وأنه كان صحفيا مرموقا. كان يمكن له البقاء في بحبوحة مالية بجوار أم مريضة
تفتقد وحيدها الغائب خارج البلاد.
شاهد الفيديو أعلاه وابحث عن
غيره مع ملاحظة التواريخ التي تمت بها اللقاءات لتعرف من هو رامي جان قبل أن
تصدر حكما قاسيا على غير أساس، مثلما اندفع الكثيرون إلى فعله في جهل وسطحية مؤسفة، دونما دراسة أو تحليل سليم.