علم الحبشة يرفرف فوق سد النهضة محبس النيل
هناك حقيقة ثابتة بالنسبة لي - ولها ما يثبتها من القرائن الدامغة - هي أن عبد
الفتاح السيسي صهيوني تم دسه بالجيش المصري المخترق من الموساد الإسرائيلي منذ
سنين طويلة. هذا الصهيوني مكلف بتنفيذ مخطط لتدمير مصر، وقد أوشك على إتمامه في
غفلة من معظم أهل مصر. ما لا أعرفه هو مدى علم حسني مبارك بتلك الحقيقة، وهذا أمر
لا قيمة له الآن ولا جدوى من معرفته.
تركيبة المجتمع المصري قد ساعدت
الصهيوني الأفاق - بلحة العرص - على تنفيذ مخططه دون أن يشك في أمره أحد حتى تم له
الاستيلاء على حكم مصر، بعدها كشر عن أنيابه وأوشكت مهمته على الاكتمال. فما هي
تلك التركيبة المجتمعية المصرية؟
المجتمع المصري يكاد يكون
متجانسا من الناحية العرقية حيث يتكون من خليط غريب من الأصول العرقية التي شملت
قدماء المصريين والرومان والإغريق والغزاة من العرب والأتراك والفرنسيين والإنجليز
وغيرهم، فلم يبق من الأصل المصري الفرعوني سوي أقلية لا تكاد تذكر بجنوب مصر وأصبح
الأصل العربي - حقيقيا كان أو متخيلا - غالبا مع دخول الغزو الإسلامي ودخول معظم
أهل مصر في دين الإسلام.
يختلف تقييم التقسيم الديني
للمجتمع المصري حيث تتكون غالبيته من المسلمين بينما يتراوح تقييم أعداد المسيحيين
إلى نحو 10% أو ربما أقل من ذلك حيث لا توجد أية مصادر إحصائية موثقة أو موثوقة
منذ وقت طويل وليس متوقعا أن تكون هناك أية مصادر موثوقة في المستقبل. السواد
الأعظم من مسيحيي مصر يتبع الكنيسة الأرثوذكسية المصرية مع وجود أعداد صغيرة
أغلبها من أصول شامية تتبع الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية. أما المسلمين فهم
في معظمهم يتبعون المذهب السني، هناك أقلية شيعية لا علم لي إذا ما كانت معرضة لأي
نوع من التفرقة. لا يكاد يوجد بمصر اليوم أي يهود.
استغل المغرضون هذا التنوع الديني
في بث بذور الفرقة بين أهل مصر لأغراض سياسية في فترات متعددة من تاريخها وخاصة
تحت حكم العسكر السقيم الذي تسبب في كل ما أصاب مصر من التدهور الذي بلغ ذروته مع
وصول الكلب الصهيوني إلى سدة الحكم في غفلة من أهل مصر المخدوعين بوعوده وأكاذيبة
التي انطلت على معظم المصريين حتى وقت قريب.
اعتمد العميل الصهيوني على ضرب
المسيحيين بالمسلمين وضرب الجميع بالإخوان المسلمين الذين صنفهم كذبا بأنهم
إرهابيون. هناك الكثير من اللوم يقع على عاتق الإخوان الذين دعموا ذلك التصور عن
جهل سافر منهم. الإخوان المسلمين أسرفوا في بث ما ادعوا أنه ضرورة من حيث المظهر
العام من الحجاب والنقاب للنساء واللحى الكثة للرجال، وأسرفوا في حديثهم الذي ينكر
وجود الآخر الذي يختلف معهم أو عنهم بحيث لفظهم المسيحيون وبقية المسلمين. لكن
الشيء اللافت هو أن الإخوان المسلمين بصفة عامة مصريون عاديون مسرفون في مظاهر
تدينهم ولكنهم ليسوا بأي حال من الإرهابيين أو المؤمنين بالعنف. على العكس من ذلك
استغل العميل الصهيوني - بلحة العرص - ذلك
الموقف منهم فاتهمهم بالإرهاب كجزء من مخططه لتدمير مصر. انطلق مرتزقة إعلامه من
الكلاب المسعورة تنهشهم بقوة إلى درجة اتهام بطل كرة القدم المصري محمد أبو تريكة
بالإرهاب، ولا أدري لماذا لم يفعلوا ذلك حتى الآن مع نظيره محمد صلاح فهو أيضا
يصلي ويصوم ويسجد يقبل تراب الأرض حينما يودع الكرة شباك المرمي، والأدهى من كل
ذلك من مظاهر الإرهاب أنه أطلق اسم "مكة" على ابنته!
العميل الصهيوني دمر الاقتصاد
المصري بمشروعات وهمية ضخمة لا طاقة لمصر باستكمالها نتيجة لسوء تخطيطه المتعمد
وانفراده باتخاذ القرار رغم جهله وتجاهله لأهل العلم والتخطيط بعيد المدى. شغل
العميل الصهيوني أهل مصر بإصلاحات معيشية كانت ضرورية فأكسبته ثقتهم وكانت سببا في
انشغالهم عن مخططه الصهيوني لإفقارهم بأساليب أخرى، ثم توج ذلك بالسعي إلى وقف
سريان الماء بنهر النيل بحيث تمسك إسرائيل بمحبس المياه بالحبشة، التي تخضع تماما
للنفوذ الإسرائيلي. إذا أرادت مصر ماء النيل فعليها أن تسمح بجزء منه لإسرائيل،
وإن لم تسمح مصر بذلك ضربها الجفاف الذي يدمر الزراعة تماما ويدفع بالمصريين إلى
شرب بولهم المعالج بمحطات التحلية التي بدأ بلحة العرص في إنشائها بالفعل بمساعدة
التكنولوجيا الإسرائيلية. ماذا يريد أهل مصر بعد كل ذلك؟ متى تتضح رؤيتهم لمعرفة
حقيقة ذلك العميل المخادع؟ متى يتم التخلص منه؟ هل ينتظرون الاستمتاع بشرب بولهم
المعالج؟ هل ينتظرون بوار أرضهم واستجداء طعامهم من الخارج وهم مفلسون؟ مخزون
المياه الجوفية لن يكفي إلى الأبد ورفع تلك المياه مكلف، بل ويعتمد أيضا على
استمرار سريان النيل الذي يغذى تلك المياه الجوفية بالماء. الجفاف خطر حقيقي
يتهددنا بكل الجلاء والوضوح الذي لا يمكن إنكاره بعد أن بدأ تجلي مظاهره للأعمى
والبصير.
العميل الصهيوني - بلحة العرص-
خطر داهم ربما خرج علينا بادعاء قدرته على دك سد النهضة بالقنابل، فهو أيضا جاهل ومجنون،
وليس مجرد عميل صهيوني.